الرئيسية / الاسلام والحياة / الزواج الناجح – مبرّرات ترك الزواج

الزواج الناجح – مبرّرات ترك الزواج

04 آثار العزوبة

إنّ العزوبة – وهي العزوف عن الزواج، وبغضّ النظر عن الأسباب الداعية إليها – تعتبر من المصائب الكبرى الّتي قد تؤدّي بمجتمع مترابط إلى التفكّك والانهيار، لأنّ العائلة هي الحصن الأساس للمجتمع، فإذا ضُرب هذا الحصن، فسيكون المجتمع كلّه في مهبّ الريح على المستوى الاجتماعيّ. وهذه التجربة الغربية ماثلة بتفكّكها ومشاكلها الاجتماعية.

12- سورة النحل، الآية:72.

13- وسائل الشيعة، ج20، ص14.

 

ومن هنا فإنّ حكمة الباري وعلمه بمصالح العباد قضيا بكراهية العزوبة، وأوجبا الزواج على من يخاف على نفسه الوقوع في الحرام، ففي روايات كثيرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ذمَّ ترك الزواج، ومنها: “شرار موتاكم العُزَّاب”14.

 

وفي رواية أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال -لرجل اسمه عكاف-: “ألك زوجة؟ قال: لا يا رسول الله، قال: ألك جارية؟ قال: لا يا رسول الله، قال: أفأنت موسر؟ قال: نعم، قال: تزوّج وإلا فأنت من المذنبين”15.

ومن المناسب هنا أن نلتفت إلى ما قد يتصوّره بعض الناس من أنّ ترك الزواج هو مسألة حسنة، ويهدف إلى إماتة الشهوة، وتهذيب النفس، فيتصوّر أنّ ترك الزواج من الطرق المؤدية إلى الله تعالى.

 

إنّ هذا التصوّر لا ينسجم مع سيرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام ، فلقد كانوا يتزوّجون كباقي الناس، بل إنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان يحثّ الناس دائماً على الزواج، ويُروى أنّه ذمَّ بعض أصحابه ممّن ترك الناس رغبة في العبادة وقال له: “لا رهبانية في الإسلام”16.

 

ويروى أنَّ امرأةً سألت أبا جعفرٍ الباقر عليه السلام فقالت: “أصلحك الله إنّي متبتّلة، فقال لها: وما التبتّل عندك؟ قالت: لا أريد التزويج أبداً، قال: ولِمَ؟ قالت: ألتمس في ذلك الفضل، فقال: انصرفي فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة أحقّ به منك، إنّه ليس أحد يسبقها إلى الفضل”17.

 

مبرّرات ترك الزواج

قد يبرّر بعض الشباب تركهم وتأخيرهم للزواج بأنّ الوضع الاقتصاديّ

14- بحار الأنوار، ج100، ص220.

15- م. ن، ج100، ص 221.

16- مستدرك سفينة البحار، مؤسسة النشر الإسلامي، ج4، ص261.

17- أمالي الطوسي، الشيخ الطوسي، ص370.

 

لا يسمح لهم بذلك، وهذا ما نهت عنه الروايات؛ ففي الحديث الشريف عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “من ترك التزويج مخافة العيلة، فقد ساء ظنّه بالله عزَّ وجلَّ، إنّ الله عزَّ وجلَّ يقول:﴿إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾1819، فالله تعالى هو وكيل المتزوج كما في هذه الآية الشريفة، وكذلك في الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “اتّخذوا الأهل فإنّه أرزق لكم”20.

 

أسئلة

1- لماذا اهتمّ الإسلام بالزواج؟

2- ما هي آفات العزوبية وتأثيرها على المجتمع؟

3- تحدّث عن الغرائز النفسية وما علاقة الزواج بها؟

4- ما هي أهداف الإسلام لبناء الأسرة؟

18- سورة النور، الآية:32.

19- وسائل الشيعة، ج20، ص42.

20- م. ن، ج 20، ص 15.

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...