الرئيسية / من / «يديعوت احرونوت» تنشر وثائق سرية تتعلق بمحكمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل أيام من بدء جلسات المحاكمة !؟

«يديعوت احرونوت» تنشر وثائق سرية تتعلق بمحكمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل أيام من بدء جلسات المحاكمة !؟

نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية  الاربعاء ، على موقعها الإلكتروني ، وثيقة سرية من وثائق المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رفيق الحريري، قبل أيام من بدء جلسات المحاكمة ، تتعلق بملف التحقيق ، وتتضمن معلومات عن القيادي في حزب الله مصطفي بدر الدين ، الذي تعتبره المحكمة المتهم الأبرز في هذه القضية .

و یأتی تسریب هذه الوثیقة «قبل أیام من بدء جلسات المحاکمة فی المحکمة» ، التی ثبت تسییسها و ابتعادها عن السعی لمعرفة الحقیقة و تحقیق العدالة ، وتحکّم أجهزة مخابرات دولیة بسیر عملها ، لا سیما المخابرات الأمیرکیة والصهیونیة التی حولت هذه المحکمة إلى أداة لمعاقبة المقاومة على الانجازات التی حققتها فی مواجهة الاحتلال الصهیونی واعتداءاته فی لبنان . و ذکّرت صحیفة “الأخبار” اللبنانیة الیوم الخمیس بأن هذه المحکمة «تطبَّعت ، کما یبدو، مع الفضائح المتسلسلة ، لن یُعدَّ تسرّبُ وثائق سریة من مضبطة التحقیقات الاتهامیة الخاصة بها إلی العلن أمراً فضائحیاً یستدعی مراجعات استثنائیة من النوع الذی تقتضیه أبسط قواعد العدالة . لکن أن تصبح هذه الوثائق بین أیدی جهة یقال إن هناک إجماعاً وطنیاً» على عدائها للبنان ، أی «إسرائیل» ، فضلاً عن مصلحتها الأکیدة فی الکید للمقاومة والتآمر علیها ، فإن ذلک أمر آخر» . و اکدت “الاخبار” أنه «لیس من قبیل الصدفة أن تکون هذه الجهة هی نفسها التی صرّح وزیر خارجیتها أفیغدور لیبرمان ، بأنها تعاونت مع لجنة التحقیق الدولیة فی اغتیال الرئیس رفیق الحریری وقدمت لها المساعدة» . و قالت الصحیفة : “ولعله لن یکون مفاجئاً ، و الحال هذه ، أن تُطالع الصحف العبریة قراءها بالکشف عن وثائق رسمیة تابعة للمحکمة «عثر» علیها باحثون «إسرائیلیون» فی الشؤون الأمنیة والاستخباریة، قبل أسبوع من بدء المحکمة جلسات المحاکمة فی لاهای . و إذا کان صحافیون «إسرائیلیون» قد «عثروا» علی الوثائق السریة ، فما الذی «عثرت» علیه أجهزة الاستخبارات «الإسرائیلیة» بین ملفات التحقیق الدولی التی تتضمن کل معلومة مسجلة عن هویات اللبنانیین وسجلاتهم الصحیة والدراسیة والتأمینیة واتصالاتهم…؟.
و وفقًا لموقع “یدیعوت أحرونوت” فإن الوثیقة المسربة تکشف «وقائع من وراء کوالیس التحقیق ، و تتضمن تفاصیل جدیدة حول المتهم الرئیسی فی القضیة ، مصطفی بدر الدین، خلیفة وصهر ضابط العملیات فی حزب الله، عماد مغنیة» . و الوثیقة ، بحسب الموقع الصهیونی «عثر علیها الباحث فی شؤون الاستخبارات ، رونن سولومون ، الذی یجری حالیا تحقیقاً حول أجهزة الاستخبارات والحمایة الأمنیة التابعة لحزب الله وهی تدل على حجم المعلومات التی کشفها التحقیق الدولی الذی استمر سنوات» . و رأی الموقع الصهیونی أن المحکمة الدولیة ، التی ستبدأ عملها بعد نحو أسبوع ، ستکون «قذفاً بمادة ملتهبة داخل الحریق الذی یشتعل فی لبنان هذه الأیام ، کما لم یشتعل خلال الأعوام الأخیرة» . و أشار إلى الخلفیة التحقیقیة للوثیقة ، فأوضح أن «لجنة التحقیق الدولیة استعانت بمعلومات نقلت إلیها من لبنان ولا تترکز فقط حول الدائرة الأولی للشبکة المسؤولة عن عملیة الاغتیال ، و إنما أیضاً حول کل خطوط الهاتف التی استخدمها الجهاز الأمنی التابع لبدر الدین» . مضیفًا : «من أجل الربط بین خط الهاتف الذی أدار عملیة اغتیال الحریری وبین المشتبه فیه الرئیسی ، تعقّب المحققون الاتصالات الهاتفیة لبدر الدین ما بین عام 2000 وکانون الثانی 2008 کحد أدنى . ولا یمکن استبعاد احتمال أن تکون هذه المعلومات قد سُربت ، الأمر الذی من شأنه، بحسب سولومون أن یساعد الأنشطة المناهضة لحزب الله» . و وفقاً للموقع الصهیونی، فإنه «یمکن من خلال الوثائق الخاصة بالمحکمة الاطلاع على العلاقة بین (الشهید عماد) مغنیة ، الذی تمت تصفیته فی شباط 2008 فی دمشق بعملیة نسبت إلى «إسرائیل» ، و بین صهره بدر الدین ، الذی خلفه فی منصبه. وهذه العلاقة مرت عبر هاتف سعدیة بدر الدین، شقیقة مصطفى التی هی فی الوقت نفسه زوجة مغنیة. وإضافة إلی ذلک، تم الکشف عن اتصالات أجراها بدر الدین مع أماکن تستخدم کمراکز تحکم تابعة لحزب الله» . و یخلص سولومون إلى أن «معنی ذلک هو أن المسؤول فی حزب الله لم یحافظ على قواعد الحذر المتشددة، وربما دفع ثمن ذلک» .
ومن جملة ما تبیّنه الوثیقة المسربة أن «بین الأدلة التی ساعدت فی التثبت من العلاقة بین بدر الدین و بین اتصال الإدانة (الذی یستند إلیه اتهامه) توجد رسائل نصیة تتضمن تهنئة تلقاها من أشخاص مقربین منه فی تاریخ میلاده (6 نیسان) وکذلک رسائل نصیة تتضمن تعازی بوفاة أحد أقربائه» . وإضافة إلى ذلک، تکشف الوثیقة أیضاً تفاصیل حول حیاة بدر الدین الذی یعتبر رجلاً یعیش فی الظلال. فهو درس بین عامی 2002 و2004 العلاقات الدولیة فی الجامعة الأمیرکیة فی بیروت .
وتذکر الوثیقة بحسب موقع “یدیعوت احرونوت أنه حرص «على أن یتم إصدار شهادته باسم مصطفی بدر الدین ، رغم أن أصدقاءه فی مقاعد الدراسة کانوا یعرفونه باسم سامی عیسى . کما أن المسؤول الرفیع فی المنظمة الإرهابیة الشیعیة أدار محلین لبیع المجوهرات فی بیروت فی أحیاء قریبة لمعقل حزب الله فی الضاحیة الجنوبیة» حملا اسم «مجوهرات سامینو» . وهذان المحلان، نتیجة انکشاف أمرهما کما یقدر سولومون ، غیّر اسمهما إلى «مجوهرات أمینو» .