الرئيسية / القرآن الكريم / حديث حول قوم ثمود: رؤية قرآنية – الشيخ محمد صنقور

حديث حول قوم ثمود: رؤية قرآنية – الشيخ محمد صنقور

06 منشأ عقر الناقة:

ويظهرُ من آيات القرآن انَّ المستكبرين من قوم صالح (ع) قد ضاقوا ذرعاً من وجود الناقة بينهم لأن وجودها فيهم يستحضر في ذاكرة قوم ثمود انتصارَ صالحٍ (ع) عليهم وأنَّ عدم إذعانهم لدعوته ليس له من مبررٍ سوى العناد والتكبُّر، فبعد انْ كانوا يعتذرن عن عدم قبولهم بدعوة صالح بأنه لا برهان له على دعوته وبأنَّه مصاب في عقله وبأنَّه أراد من دعوته التمرُّد على سيرة الأولين من آبائه، فبعد ان أصبحت الناقة المبصرة بين ظهرانيهم انقطع عليهم كلُّ عذرٍ كانوا يعتذرون به فظهروا في مظهر المناكفين لدعوةِ صالح حرصاً على نفوذهم ومصالحهم.

 

فذلك هو ما دفع بهم لعقر الناقة، ولعل إدراك صالحٍ (ع) ذلك منهم هو ما بَعثَه إلى انْ يُؤكد على التخدير من إيذاء الناقة وأنهم إنْ فعلوا ذلك وقع عليهم العذاب الإلهي ﴿وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ﴾(28)، ﴿وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾(29).

 

إلا انهم دبَّروا لقتلها فانبعث شقيُّهم فعقرها، ولم يكن ما اجترحه ناشئاً عن رأي استبدَّ به وحده بل كان عن تواطوءٍ بينهم لذلك نَسَب القرآن في بعض آياته القتل لهم أعني المستكبرين من قوم ثمود ﴿قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ / فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ﴾(30) وقد صرَّح القرآن بتواطئهم في سورة الذاريات قال تعالى: ﴿فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ﴾(31).

 

ثم انهم استغرقوا في عنادهم وتمرُّدِهم على الله تعالى وتجاوزِهم لآياته فبارزوا ربَّهم وأعلنوا التحدي لنبيِّهم ﴿وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾(32).

 

بل انهم أزمعوا قتل صالح (ع) بعد انْ عقروا ناقة الله جلَّ وعلا ﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾(33).

 

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...