كشفت صحيفة «السفير» اللبنانية امس السبت عن رغبة من السلطات المصرية بالانفتاح علي حزب الله لنبنان ، و تحدثت عن لقاءات تجري بين الطرفين بعيدًا عن الأضواء ، مؤكدة أن لبنان يقع في قلب الاهتمام لدي القاهرة اليوم ، وبرغم انها ليست طرفا في ما يجري فيه من أزمات وأحداث ، الا إن مصر تعتبر نفسها معنية بهذا البلد ، وهي ترغب في المساعدة علي تحقيق المواءمة بين قواه المختلفة و تحصين الداخل اللبناني .
و اوضحت الصحیفة فی تقریر نشرته امس السبت أن القاهرة لم ترفض ای انفتاح علیها من أی طرف علی ضفتی المعادلة السیاسیة فی لبنان ، و هی مستعدة للتنسیق معه ، باستثناء القوی التی تحاول التدخل فی الشأن السیاسی المصری الداخلی أو التی تعمل ضد مصالح الدولة المصریة .
وقالت الصحیفة : إن القاهرة تقدر «حزب الله» کمکون لبنانی یحتفظ بنفس عربی ، و ثمة لقاءات بعیدة عن الاضواء تمت بین مسؤولین مصریین وقیادات فی الحزب ، من المنتظر ان تتعزز فی المرحلة المقبلة .
وأشارت الصحیفة إلی أن القاهرة لا تود علی ما یبدو انتقاد «حزب الله» علنا، لجهة تدخله العسکری فی سوریا حیث تحتفظ مصر برؤیة جدیدة بعیدة عن التأیید الأعمی و الدعم مختلف الأوجه الذی قدمه نظام «الاخوان» للمعارضة السوریة بوجه الدولة السوریة .
کما أوضحت الصحیفة أن مصر تدعو الی حمایة الدولة السوریة و تؤید حلا سیاسیا یقرره الشعب السوری ، فی إطار الحفاظ علی الجیش السوری حاضنا للاستقرار فی البلد .
و قالت “السفیر” : لعل حمایة الجیش السوری تعد همّا مصریا کونه یعد من الجیوش الرئیسیة فی المنطقة ، وتقع علی عاتقه مهمة حفظ الاراضی السوریة من التمزق والتقسیم . کما ان القاهرة تعارض أی تدخل خارجی فی الأزمة السوریة ، داعیة علی الدوام الی حقن الدم السوری .
و إنطلاقا من هنا ، تشیر القاهرة بحسب الصحیفة الی انها تقف فی الوسط بین الدولة والمعارضة فی سوریا (ولا تقصد القاهرة هنا بالمعارضة التنظیمات التکفیریة) . ومن الملاحظ ان حرکة المعارضین السوریین فی القاهرة انحسرت الی حد کبیر، ولم یعد ثمة تواجد ثابت أو إقامة للمعارضین علی الاراضی المصریة .
و تضیف الصحیفة : تنطلق القاهرة من کونها الطرف الاکثر قبولا من مختلف الاطراف ، للشروع فی دور علی صعید الازمة السوریة فی محاولة لتقریب وجهات النظر بین النظام والمعارضة (الائتلاف وهیئة التنسیق مثلا) غیر المسلحة . وتشیر الی انه عندما یتوافر الحل السیاسی، فإن حاملی السلاح سیجبرون علی إلقائه .
ورأت الصحیفة ان لمصر الیوم أکثر من دور تؤدیه علی الساحة العربیة، ولعل الدور الأهم سیتمثل فی مواجهة خطر الاسلام المتشدد والتکفیر . ویأتی دورها علی صعید الازمة السوریة فی هذا الاطار . وفی لبنان علی سبیل المثال، تمکنت القاهرة من أداء دور هام علی صعید انتخاب مفت للجمهوریة وذلک فی اطار تفعیل «الاعتدال السنی» .
أما فی مصر نفسها ، فأشارت الصحیفة إلی أن العمل قائم مع الأزهر لمکافحة التشدد وتقدیم الاسلام التنویری عبر ثورة دینیة تطهر المؤسسات الدینیة من العناصر المتشددة وتبدأ بتجدید الخطاب الدینی برمته .
یأتی ذلک بموازاة المکافحة الامنیة للارهاب التی تقر القاهرة بأنها وحدها لا تحسم المعرکة معه بل الامر یحتاج الی مواجهة دینیة واجتماعیة وثقافیة بإمکان القاهرة التصدر لدور یجمعها .