الرئيسية / من / الحوثي قائد شاب يذكر بنصر الله

الحوثي قائد شاب يذكر بنصر الله

اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المدافعة عن حقوق الإنسان السلطات المصرية بعدم اتخاذ خطوات جدية لتحسين وضع السجون المكتظة مما يتسبب في وقوع حالات وفاة، ونفت السلطات المصرية تلك الاتهامات.
وأفادت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها إنها سجلت وقوع تسع وفيات في السجون منذ منتصف عام 2013 عندما شنت أجهزة الأمن حملة على مؤيدي الرئيس المصري السابق محمد مرسي بعد عزله عقب احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.
واعتبرت المنظمة أن السلطات “لا تتخذ أي خطوات جدية” للتعامل مع الموقف، ذلك أن عدداً من السجناء توفوا بعد تعرضم للتعذيب أو سوء المعاملة ولغياب الرعاية الطبية.
واستناداً إلى مقابلات مع أقارب السجناء ووكلائهم، أفادت المنظمة أن الأوضاع التي عانى منها الكثير من المحتجزين “هددت حياتهم”، وقدمت تفاصيل عن وفاة خمسة أشخاص جراء الضرب والافتقار إلى الرعاية الطبية.
ورد الناطق باسم وزارة الداخلية هاني عبد اللطيف إن مثل هذا الكلام عار ميذكر القائد الشاب لحركة “أنصار الله” المسلحة في اليمن عبد الملك الحوثي بزعيم “حزب الله”، من حيث الطريقة في التعبير أو في مضمون الخطاب الذي يركز على محاربة الفساد والمطالبة بالشراكة الوطنية والعداء للغرب وإسرائيل.
واستلم عبد الملك الذي لم يحصّل أي دراسة نظامية متقدمة، زمام الأمور في الحركة الحوثية بينما كان في الرابعة والعشرين من عمره بعد مقتل أخيه في 2004.

ويتخذ الحوثيون حالياً بشكل رسمي اسم “أنصار الله” إلا أن الكيان السياسي الأول الذي أسسوه كان حركة الشباب المؤمن الذي ظهر عام 1992 كتجمع سياسي مندد بالتهميش الذي يعاني منه سكان شمال غرب اليمن، معقل الزيديين الذي يشكلون نسبة ثلث السكان في اليمن تقريباً.
وظهرت شخصية عبد الملك الواثق من نفسه الذي يلقي خطابات طويلة ومرتجلة تبدأ دائماً بالقضية الفلسطينية وإسرائيل، والذي يلوح بسبابته اليمنى بينما يزين خنصره خاتم من الفضة والعقيق.

ويؤكد عدد من المحللين أن الحوثيين الذي ينتمون إلى المذهب الشيعي الإزيدي وليس للشيعي الإثني عشرين المنتشر في العراق وإيران ولبنان، ما انفكت علاقتهم مع ايران تتعاظم في ظل قيادة عبد الملك الحوثي.
واعتبرت سيطرة المجموعة المسلحة على أجزاء من الساحل الغربي لليمن نهاية العام الماضي مكسباً استراتيجياً لإيران التي باتت موجودة عند باب المندب والبحر الأحمر.

ويظهر الحوثي دائماً مع الكوفية اليمنية على كتفيه والجنبية، أو الخنجر التقليدي.
ويمزج الحوثي الشاب لغة حازمة مع ابتسامات وانتقادات للفساد المستشري في بلاده، مثل نصر الله، كما يعد بخطوات تصعيدية على أن يكشف عن تفاصيلها لاحقاً، متقناً فن التشويق السياسي وجاذباً انتباه الإعلام بموجب جدول زمني يحدده بنفسه.

ولم يتردد الحوثي بعد أن سيطرت قواته على دار الرئاسة اليمنية وبمحاصرة رئيسي الجمهورية والحكومة في صنعاء، بأن يهدد في كلمة ألقاها ليل الثلثاء باتخاذ “كلّ الإجراءات لحماية اتفاق السلم 21 أيلول لن يكون أي شخص، إن كان رئيساً أو غيره، فوق الإجراءات إذا أراد التآمر ضد البلد”.
وعلى الرغم من ميله إلى الخطابات الطويلة والتواصل الإعلامي مع جمهوره لا يظهر الحوثي أبداً تقريباً في تجمعات عامة، ويتحصن في معقله في صعدة شمال غرب اليمن، وتُبث كلماته من مكان مغلق.

ويحيط جمهور الحوثي زعيمهم بهالة تكاد تكون من القدسية، فهو لا يجري المقابلات ويكتفي باستقبال مبعوثين وبالتحاور عبر مبعوثيه.
وأعلن أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة نوتر دام اللبنانية ايلي الهندي: “أن جميع المجموعات السياسية والمسلحة التي تدور في الفلك الشيعي والإيراني تعتبر حزب الله ونصر الله نموذجاً والحوثيون يندرجون في هذا الإطار”.
وأضاف: “أن الحال الحوثية تستلهم بوضوح خطاب حزب الله، وتنطلق مثله من مبدأ العداء لإسرائيل ولو أن اليمن بعيد كثيراً عن إسرائيل، لكن ما زال على زعيم الحوثيين ـن يكتسب مزيداً من الخبرة ويحقق ما يمكن أن يعتبره جمهوره إنجازات أكبر”.

وشعار الحوثيين هو “الله اكبر، الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.

وقتل الزعيم الأول للحوثيين حسين بدر الدين الحوثي في 2004 خلال الحرب الأولى من بين ست حروب مع القوات الحكومية إبان حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وكان أخاه المقرب جداً منه عبد الملك الأصغر بين أبناء الأب الروحي للمجموعة بدر الدين الحوثي.
وكان والد عبد الملك يطلق عليه اسم “طارقة” أي علامة، بحسب الصحافي اليمني عابد المهذري الذي كتب سيرة عبد الملك الحوثي.
ويؤكد المهذري أن عبد الملك الحوثي “في الحياة العامة أقرب ما يكون للفقراء وطبقة المجتمع المتوسطة، منضبط في حياته يصحو وينام باكراً، يقرأ كثيراً ويطالع الصحف ويتصفح الإنترنت، يمارس رياضة السباحة والمشي ويحرص على الالتقاء بأصدقائه القدامى ورفاق الطفولة”.
وأضاف أن الحوثي “مرح يحب النكتة يكتب الشعر وتطربه الأناشيد والفنون الإسلامية”.

وافاد الزعيم الحوثي الشاب في 2011 من الفرصة التاريخية التي أتاحتها الانتفاضة الشعبية ضد صالح ليحقق إنجازات جمة أبرزها الوقوف في الصفوف الأمامية “للثورة”، ومن ثم تعزيز سيطرة مجموعته على محافظة صعدة في شمال غرب اليمن مع ضعف السلطة المركزية.
وطرد الحوثيون أعداءهم السلفيين من صعدة، ثم ألحقوا عام 2014 هزيمة مهينة بآل الأحمر، الزعماء التاريخيين لقبائل حاشد البالغة النفوذ في معاقلهم التاريخية في محافظة عمران شمال صنعاء قبل أن يسيطروا في 21 أيلول على صنعاء.
لكن التقدم المثير للحوثيين وزعيمهم لم يكن ممكناً بحسب كثيرين لولا التحالف مع الرجل القوي خلف الكواليس، الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي ما زال يتمتع بنفوذ في المؤسسات العسكرية والأمنية والذي وصف حكم اليمن يوماً بأنه أشبه بـ”الرقص فوق رؤوس الثعابين”. ن الصحة وإن هذه الاتهامات غريبة.

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...