الرئيسية / اخبار العلماء / الشحن الطائفي التكفيري هدفه التصدي للصحوة الاسلامية التي اجتاحت المنطقة

الشحن الطائفي التكفيري هدفه التصدي للصحوة الاسلامية التي اجتاحت المنطقة

 

اكد آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، ان الصراع في المنطقة ليس صراعاً طائفياً ، و انما هو سياسي ، موضحا ان مد التكفيريين بالمال الكثير جداً لغرض الشحن الطائفي واثارة الفتنة وتوسيعها يجري لأن المنطقة بدأت تشهد الصحوة الاسلامية ، وحتى لا تتحول هذه الصحوة الى مشروع الامة الاسلامية الواحدة ، كما دعا الى ذلك قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي .

 

و اعتبر ایة الله الاراکی فی حوار مع قناة العالم الاخباریة ، ان مشکلة التکفیر و مشکلة الفتنة الطائفیة وزرع الشحن المذهبی و الحقد بین طوائف المسلمین و شرائحهم ، هی من اکبر المشاکل التی تعیشها المنطقة ، الامر الذی یستدعی من علماء المسلمین و اصحاب الرأی ان یجتمعوا فیما بینهم حول هذه المشاکل وما یمکن ان یؤدی الى التخفیف او الى حلها . و اکد الشیخ الاراکی ان الصراع الاساس فی المنطقة هو بین ایران الاسلامیة و کیان الاحتلال الصهیونی ، لکن المشکلة فی دول الخلیج الفارسی انها لم تتحد مع الجمهوریة الاسلامیة فی هذا الصراع باعتبارها مقاومة اساسیة . و قال الشیخ الاراکی : لولا سلوک هذه الدول لما بقیت ایران وحدها فی هذا الصراع ، و لما تجرأت الولایات المتحدة وحلفاؤها على فرض حظر علیها من کل جهة ، مشیراً الى ان الجمهوریة الاسلامیة و رغم ما تعانیه من الحظر .. الا انها لا یمکن ان تقف مکتوفة الیدین وهی ترى ان جدار المقاومة الاسلامیة المتمثل فی سوریا امام الکیان الصهیونی ، قد هوجم و یراد منه تحطیم هذا السد ، مبیناً انه للاسف ان کثیر من التیارات التی ادعت انها معارضة، رفضت الاقتراح الایرانی للجلوس مع الدولة السوریة والاتفاق على صیغة سیاسیة للاصلاح.

وحول ما یقال ان ما یجری فی العراق وسوریا حالیاً هو بمثابة صراع بین ایران والسعودیة بسبب الخلافات القائمة السیاسیة او المذهبیة ، اکد ان المملکة العربیة السعودیة تقحم نفسها فی صراع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة مع کیان الاحتلال الصهیونی ، لانها لا ترى مصلحة فی ان تنتصر ایران على الکیان الاحتلالی ولا ترى مصلحة لنفسها فی ان تنتصر المقاومة الاسلامیة على الکیان الصهیونی ، مشیراً الى ان دول المنطقة ومنها السعودیة عاشت اکثر من 60 سنة ولم تفعل شیئاً ضد الکیان الصهیونی و انتهى بها الامر الى ان تقول هذا واقع الامر ویجب ان نستسلم لوجود الکیان الغاصب فی المنطقة و بدأوا باتجاه التسلیم لقرارات الصهاینة . و اعتبر ان اطروحات السلام التی تتم تحت اشراف الولایات المتحدة هی فی الواقع اطروحات للاستسلام لما یریده الکیان الصهیونی ، مبیناً ان انتصار المقاومة الاسلامیة فی لبنان وغزة هو البرهان الواضح على ان ذلک الاتجاه هو خاطئ وفاشل ، معرباً عن اسفه لقیام بعض دول المنطقة بربط مصیرها باطروحة التسلیم امام الکیان الغاصب کالعربیة السعودیة ، داعیاً الساسة السعودیین الى التفکیر جدیاً بانهم لو انظموا الى المنظومة الاسلامیة المقاومة ، فانه یمکن ان تکون السعودیة هی المحور، حیث ان جمهوریة ایران الاسلامیة لا تدعی قیادة شعوب المنطقة وانما تقول انه لابد من دعم المقاومة الاسلامیة . و اشار الى انه هنالک علماء کثیرون فی السعودیة وفی مصر وغیرها من العالم الاسلامی واعون ویفهمون الواقع ویفکرون کما نفکر ویهتمون بمشروع التقریب بین المذاهب، لکن المشکلة هی ان الساسة فی المنطقة لا یدعون الحریة لهؤلاء العلماء بالتحرک وتداول الامر فیما بینهم ، مشیراً الى ان الجمهوریة الاسلامیة لا تعادی ای جهة سیاسیة مسلمة فی المنطقة ، وانما العداء بین الجمهوریة الاسلامیة وبین الکیان الصهیونی لانه اساساً کیان احتلال وقتل وارهاب وغیر مشروع ، داعیاً حکام المنطقة ان کنتم ان تریدون ان تستمروا فی حکمکم فالطریق الافضل لذلک هو ان تتحدوا مع شعوبکم بدل التحالف مع الصهاینة والولایات المتحدة . و دعا ایة الله الاراکی حکام المنطقة الى التحالف مع شعوبها حول محور القضیة الفلسطینیة التی تعتبر القضیة المشترکة بین المسلمین، والاتفاق على ان لا یکون لها الا عدو واحد هو الکیان الصهیونی ، و تسخیر الاموال التی تبذل لاثارة النعرات و الفتن لتوحید المواقف بین الامة الاسلامیة، کی یکون مصیرها مصیر واحد وأمنها أمن واحد ومصالحها مصالح مشترکة .

و شدد الشیخ الاراکی على ان مجمع التقریب بین المذاهب الاسلامیة یبذل جهوداً ضخمة جداً واستطاع ان یعبئ الطاقات الکثیرة فی العالم الاسلامی لتوحید الصف وللاهتمام بالتقریب بین وجهات النظر وللحؤول دون اتساع دائرة الخلافات ، مشدداً على ان مشکلة الفتنة قد تم الاعداد لها من قبل أجهزة المخابرات العالمیة کالامیرکیة والبریطانیة والصهیونیة بالتعاون مع مخابرات دول الخلیج الفارسی والدول الاخرى فی المنطقة ، مشیراً الى مجمع التقریب بین المذاهب کان له دور کبیر فی تحجیم هذه المشکلة فی مناطق کثیرة من العالم الاسلامی ولو لم تکن هذه الجهود لاشتعلت المنطقة کلها بنیران الفتنة التی تم التهیؤ لها فی کل شیء من ضمنها ملایین الدولارات التی سخروها فی خدمة مشروع الفتنة ، حیث اقیمت معسکرات کبیرة جداً فی السعودیة والاردن ودول اخرى، لتدریب التکفیریین ولتجهیز الجیوش بمئات الالاف من العناصر والعتاد . و اوضح الشیخ الاراکی ان هؤلاء التکفیریین قد مدوا بالمال الکثیر جداً لغرض الشحن الطائفی و اثارة الفتنة وتوسیعها ، لان المنطقة بدأت تشهد الصحوة الاسلامیة ، مشیراً الى ان هذه الصحوة الاسلامیة لو سمح لها بالاستمرار کما بدأت لتحولت الى مشروع الامة الاسلامیة الواحدة کما دعا الى ذلک قائد الثورة الاسلامیة السید علی الخامنئی ، ولو ان الصحوة الاسلامیة استمرت کما بدأت لتحولت الامة الاسلامیة الى القوة الکبرى فی العالم ، ولأضحت صاحبة القرار الاول فی هذا العالم ، ولما کان بامکان الولایات المتحدة الامیرکیة ولا الصهیونیة ولا اوروبا ان تحکم هذه المنطقة وتسخر امکانیاتها لمصالحها.

و اکد ایة الله الاراکی ان الظروف التی تمر بالمنطقة تستدعی من علماء المسلمین والمفکرین والنخب من الدول الاسلامیة ان یجتمعوا لحل المشاکل التی تعصف فی بلاد الرافدین وبلاد الشام ومصر وبعض الدول الاسلامیة الاخر ى، لکن المشکلة ان سذاجة بعض اصحاب القرار فی دول المنطقة و تبعیتهم للسیاسات التی تملى علیهم من الولایات المتحدة تجعل منهم ان یقحموا انفسهم فی هذا الصراع ، داعیاً دول الخلیج الفارسی الى الوقوف حیادیاً فی هذا الصراع الدائر بین کیان الاحتلال الصهیونی وبین ایران والمقاومة الاسلامیة . و اشار الى ان الثورة الاسلامیة فی ایران کان شعارها الدفاع عن القضیة الفلسطینیة ودعم المقاومة الاسلامیة فی فلسطین الامر الذی غیر کثیر من موازین القوى على الارض الفلسطینیة، بعدما بدأت القضیة الفلسطینیة تشارف على الانتهاء نتیجة المؤامرات التی خطط لها للقضاء على الثورة الفلسطینیة ونسیان القضیة . وتابع یقول : بفعل الثورة الاسلامیة ودعمها للمقاومة الاسلامیة فی فلسطین ولبنان تحولت موازین القوى واصبحت المقاومة الاسلامیة هی المنتصرة وحققت النصر الاول على الکیان الاسرائیلی وطردت الصهاینة من جنوب لبنان ومن غزة ومن بعض اجزاء الضفة الغربیة، الامر الذی جعل من الولایات المتحدة الامیرکیة وحلیفها الکیان الاسرائیلی یفکرون بالوقوف فی وجه مد المقاومة الاسلامیة فی المنطقة التی امتدت الى مصر وشمال افریقیا، اضافة الى الخشیة من انتقال هذا التیار الى دول الخلیج الفارسی ، فدبروا المؤامرة ورأوا ان خیر ما یمکن ان یحول دون امتداد هذه الصحوة الاسلامیة هو ان یثیروا قضیة الشیعة والسنة، او العرب والکرد والترک کی یضمنوا مصالحهم فی المنطقة کما فی العراق مثلاً .

 

شاهد أيضاً

الحشد الشعبي يعثر على أعتدة أمريكية رميت جوا لجردان داعش

عثر مقاتلو لواء علي الأكبر التابع للعتبة الحسينية المقدسة على أعتدة ومواد غذائية يرجح أنها ...