الرئيسية / أخبار وتقارير / الجيش السوري يستعد لاستئناف الهجوم على ريف حلب الشمالي

الجيش السوري يستعد لاستئناف الهجوم على ريف حلب الشمالي

تراجعت حدة المعارك المشتعلة في ريف حلب الشمالي مع انخفاض درجات الحرارة وسوء الأحوال الجوية في المنطقة. غير أن أسر 30 عنصراً من الجيش ومن اللجان الشعبية (من أبناء بلدة الزهراء المحاصرة الذين كانوا في عداد القوة التي تهاجم لفك الحصار عنها وعن بلدة نبّل المجاورة)، أرخى بظلاله على الوضع الميداني في المنطقة. وتنشغل الأوساط العسكرية بالحديث عن مفاوضات «سرية» بين الجيش والمسلحين، بهدف تحرير الجنود الذين أسرهم مسلحو «جبهة النصرة» وحلفائها في بلدة رتيان المجاورة.

 

مصدر ميداني سوري من داخل قرية الزهراء أكّد لـصحيفة الاخبار اللبنانية وصول 68 عنصراً من الجيش السوري والقوى الرديفة له إلى القرية خلال اليومين الماضيين، بعدما هاجمت قوة كبيرة من فصائل المعارضة بلدة رتيان التي دخلها الجيش في طريقه لفك الحصار عن نبّل والزهراء. «الوضع الميداني ليس على ما يرام في رتيان»، يقول المصدر، فيما يضيف آخر: «سيطرنا على 7 قرى ومزارع (أكبرها رتيان وباشكوي وحردتنين) بسرعة تفوق ما خططنا له، وحصل خلل داخل رتيان، إذ تقدّم جزء من قواتنا إلى ما بعد الخط المرسوم له. وعندما شنّ المسلحون هجوماً عنيفاً، تمكّنوا من عزل مجموعتين من جنود الجيش واللجان الشعبية، فتقدّمتا لتصلا إلى الزهراء، فيما نفدت الذخيرة مع مجموعة ثالثة فتمّ أسرها. كذلك استعاد المسلحون السيطرة على معظم أحياء رتيان، ليبقى جزء صغير من أحيائها الشرقية بيد الجيش».

 

ويتابع المصدر أن مسلحي «جبهة النصرة» و«الجبهة الشامية» و«حركة حزم» ركزوا على استعادة رتيان، بهدف كشف القوات السورية المتمركزة في حردتنين، شمال رتيان، وصدّ أي هجوم محتمل للجيش السوري على بلدة بيانون.

 

ويؤكد المصدر أن استعادة السيطرة على قرية رتيان أولوية ميدانية، إذ لا سيطرة حقيقية على حردتنين من دون السيطرة على رتيان. ويشرح المصدر أن رتيان وباشكوي وحردتنين هي قرى استراتيجية، بالنسبة إلى المسلحين، بين قرى مترامية الأطراف تفصل حلب عن قريتي نبل والزهراء. وبحسب المصدر، فإن تركيز المسلحين على رتيان دون سواها من القرى جاء للتضييق على القوات الموجودة في حردتنين، ما دفع الجيش أمس إلى إيصال كمية كبيرة من الذخائر إلى المقاتلين الموجودين في الأخيرة، وهو ما أقرّت به مواقع إعلامية معارضة.

 

وأكّدت مصادر ميدانية ان وضع قوات الجيش «مريح جداً في حردتنين، ويجري التثبيت بقوة في باشكوي، تمهيداً لمعاودة الهجوم على رتيان وتأمين طريق إلى حردتنين التي تشكل موطئ قدم مهم للجيش في الريف الشمالي لحلب، فضلاً عن كونها حامية أساسية لأي طريق مستقبلي نحو نبّل والزهراء». وأكّدت المصادر أن تحسّن الأحوال الجوية في الأيام المقبلة سيتيح للجيش معاودة العمل بحرية أكبر في هذه المنطقة، رغم الدعم الهائل الذي وصل إلى المسلحين من تركيا على شكل إمداد بالذخيرة والمقاتلين.
ويوم أمس، تمكّنت اللجان الشعبية في بلدة الزهراء من تدمير ناقلة جند للمسلحين في بلدة حيان، بواسطة صاروخ كورنيت.

 

لجنة المصالحة في دوما
على صعيد آخر، وفي مدينة دوما، شمال شرق العاصمة السورية، الواقعة تحت سيطرة جماعة «جيش الإسلام» التي يتزعمها زهران علوش، دخل عدد من أعضاء لجنة المصالحة الوطنية إلى المدينة تحت حماية الجيش السوري، عبر آخر نقاط تمركزه التي تبعد عن نقاط تمركز المسلحين مسافة 800 متر. ويأتي ذلك بعد قيام 11 مسلحاً، أول من أمس، بتسليم أنفسهم إلى الجيش السوري، بهدف تسوية أوضاعهم. وبحسب مصادر ميدانية، فإن عناصر من الجيش السوري استطاعوا الوصول إلى المدرسة الحديثة، المطلة على مساحات ممتدة من محور مخيم الوافدين، مروراً بمزرعة الصيصان والطاحونة، وصولاً إلى جامع الراشد، ما أدى إلى مقتل قناص المدرسة، وإصابة عدد من جنود الجيش بجروح.

 

وفي الجنوب، استهدفت القوات السورية مواقع للمسلحين في ريف درعا الغربي، ما أدى إلى مقتل قائد «كتيبة الفتح المبين» عبدو القرقعي في كفرناسج، وذلك بالتزامن مع إطلاق المسلحين، أول من أمس، معركة «توحيد الراية»، بهدف استعادة النقاط الاستراتيجية التي سيطر عليها الجيش السوري قبل أسبوعين. وفي ظل المعارك الجارية على أطراف تل الدناجي، في ريف دمشق الغربي المتصل مع أجزاء من ريف درعا الشمالي، فشل المسلحون خلال الأيام الماضية في استعادة تل مرعي وتل السرجة وتل العروسة، إضافة إلى قرية الدناجي التي سيطر عليها الجيش خلال معارك الأسبوع الفائت. وبحسب مصادر ميدانية، فإن المعارك بين الجيش والمسلحين تدور على أطراف بلدتي كفرناسج وكفرشمس. وتذكر المصادر أن محاولات المسلحين مستميتة لفك الطوق المفروض على قرية كناكر التي تفصل ريف دمشق عن ريف درعا الشمالي، لمنع الجيش من التقدم ضمن المثلث الجنوبي الواصل ريف دمشق الغربي بمحافظتي درعا والقنيطرة، وصولاً إلى الحدود مع الجولان المحتل. ويأتي ذلك رغم تحييد القرية، التي تبعد عن دمشق 40 كلم جنوباً، عن المعارك الدائرة جنوباً، بسبب التعداد السكاني الكبير داخلها، غير أن مخاوف المسلحين زادت بعد سيطرة الجيش على تل مرعي مؤخراً. وتؤكد المصادر أن تقدم الجيش توقف خلال الأحوال الجوية العاصفة، وتركز على استهداف مدفعي متواصل حول تلال فاطمة، ومواقع للمسلحين في كفر شمس والشيخ مسكين.

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...