الرئيسية / الاسلام والحياة / الاستكبار وما هي الأساليب التي ينتهجها في السيطرة على العالم الإسلامي؟

الاستكبار وما هي الأساليب التي ينتهجها في السيطرة على العالم الإسلامي؟

الإمام الخامنئي دام ظله:” الاستكبار العالمي يشمل جميع القوى المتغطرسة والمتجبّرة في العالم، وجميع الوجوه الوقحة المتسلطة على الشعوب”5.5- المناسبة: الذكرى السنوية السابعة لرحيل الإمام ( قدس سره ) الزمان والمكان: 16 محرم 1417هـ

 

 

في عهد النظام الطاغوتي، كانت الحكومة الإيرانية تستورد القمح من أمريكا، وكانت روسيا تصنع لهم مخازن القمح، فلم يكونوا قادرين على صناعة مخزنٍ واحدٍ للقمح! ويجب أن يأتي الروس من أجل ذلك؛ لأنَّ هذه الصناعة لم تكن موجودة في إيران آنذاك.

لقد جاء شباب الجهاد الجامعي في الأعوام الأولى للثورة، وقالوا: إنَّ الإمام الخمينيقدس سره أصدر أمراً لزراعة القمح. حسناً، القمح يحتاج إلى مخازن، فإلى أين نلجأ من أجل ذلك، ليس أمامنا سوى الاعتماد على عزمنا وابتكارنا، فبدأ الشباب بالعمل.

إنَّ الشركات الصهيونية الغاصبة وغيرها تريد أن تنهب ثروات العالم، فمن الصعب عليهم أن يروا أنَّ هناك شعباً يتقدم في جميع المجالات ويُدحض زيف إدعاءاتهم،وعلى الرغم من ذلك فإنَّ الشعب الإيراني سوف يتقدم للأمام، وسوف يشمخ الإسلام أكثر مما هو عليه الآن، وسوف يرفرف عَلَمُ العِزَّة الإسلامية على رؤوس أفراد هذا الشعب، وجميع شعوب العالم الإسلامي إن شاء الله تعالى “6.
________________________________________
6- الزمان:3 ـ 12 ـ 1426هـ-ق، الموافق 4 ـ 1ـ 2006م .

المجتمع المستهلك منية المستكبرين:

من دواعي سرور الدول الاستكبارية أن ترانا مجتمعاً مستهلكاً لسلعها؛ حيث يتحول المجتمع الذي ينبغي أن يكون مقتدراً ومستقلاً في اقتصاده ورفع حاجة أفراده، إلى مجرد سوق تدر الأرباح إلى حساب تلك الدول الظالمة، وحينما نصبح كذلك ستتسلط علينا هذه الدول لتملي علينا ما تريده من قرارات، من خلال الابتزاز والتهديد بالتجويع والحرمان. وإلى خطورة هذا الوضع يشير الإمام الخامنئي دام ظله:
“… إنَّ من الأمور التي تحولُ دون أن تَمتدَّ يد القادرين على المساعدة لتقديم العون للفقراء، تفشّي روح الاستهلاك والبهرجة في المجتمع، فوبالٌ على المجتمع أن يتفاقم فيه الجنوح نحو الاستهلاك يوماً بعد يوم بحيث يُرغَّبُ الجميع بالإفراط في الاستهلاك والإكثار والتنويع بالأكل والشرب واللباس والسعي وراء الصرعات الموضات وكل ما استجد من مستلزمات الحياة وكمالياتها، فكم هي الثروات والأموال التي تُهدَرُ بهذا الاتجاه وتُعطّل عن أن تُنفقَ في المَواطن التي تفضي إلى رضا الله وعلاج مشاكل فئات من الناس.

إن الجنوح نحو الاستهلاك وبال عظيم بالنسبة للمجتمع، فالإسراف يضاعف ويُعمِّق الفوارق الطبقية بين الفقير والغني يوماً بعد يوم، وإنّ من الأمور التي يتعين على أبناء الشعب اعتباره واجباً بالنسبة لهم هو تجنب الإسراف، وعلى الأجهزة المسؤولة في مختلف مرافق الدولة لا سيما الأجهزة الإعلامية والثقافية ـ وعلى وجه الخصوص الإذاعة والتلفزيون ـ أن ترى من واجبها ليس عدم جرِّ الجماهير باتجاه الإسراف والاستهلاك والبهرجة فحسب،
وإنما سوقهم بالاتجاه المعاكس ودعوة الناس وسوقهم نحو القناعة والاكتفاء والإنفاق حسب الحاجة، وتجنب الإفراط والإسراف، فروح الاستهلاك تدمِّر المجتمع.

إن المجتمع الذي يفوق استهلاكه إنتاجه ستحيق به الهزيمة، وعلينا أن نتعود على موازنة استهلاكنا والحدِّ منه والتخلّي عن الإسراف، وليبادر الشباب إلى إقامة التجمعات العائلية وجمع معونات أبناء الأسرة وإنفاقها على الفقراء والمعوزين من أبناء تلك العوائل بالدرجة الأولى، أو إنفاقها على سائر الفقراء إن لم تكن ثمة حاجة…
… آملين أنْ يَمنَّ رب العالمين علينا وعلى الشعوب الإسلامية باليقظة ويحفِّز المسؤولين في البلدان الإسلامية للعمل بواجباتهم الكبرى “7.

 

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...