الرئيسية / الاسلام والحياة / أنا والكتاب (باقة من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله في المطالعة والكتاب)

أنا والكتاب (باقة من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله في المطالعة والكتاب)

إنّني أشعر أنّ الإنسان إذا أراد أن يبقى على الصعيدين المعنوي والثقافي غضّاً ومتجدّداً ، فلا مناص له من الارتباط بالكتاب. الإمام الخامنئي دام ظله.

 

الاطّلاع على التاريخ
أعزّائي! بعض منكم مطّلع على التاريخ جيّداً. أنا أيضاً مطّلع على التاريخ. لقد قرأت مراراً صفحات تاريخ السنوات السبعين والثمانين سنةً الماضية وما قبلها، سطراً سطراً. وأنا ـ العبد الفقير ـ لي في باب شبه القارّة الهندية مطالعات مطوّلة، وقد ألّفت كتاباً في هذا المجال أيضاً .

قارئ رواياتٍ محترف
ليس لي في مقولات السينما والفنون التصويرية وأمثالها مثل هذه الخبرة، هنا أكون مستمعاً عاديّاً. لكن في الشعر والرواية، لست إنساناً عاديّاً ، لقد قرأت الكثير من هذه الآثار الموجودة. إذا ألقيتم نظرةً على الأدب الروسي، ستُفاجؤون أنّ هناك ستاراً موصولاً من الوسط, أي أنّ هناك سوراً، وعلى

طرفي السور هذا، توجد أعمال عظيمة مرتبطة بالطرفين. لكن عندما تنظرون مثلاً في أعمال “شولوخوف” أو “ألكسي تولستوي” تجدون لها مذاقاً آخر. ألكسي تولستوي هذا، هو كاتب قويّ جدّاً وله روايات كثيرة، وهو من كتّاب الثورة الروسية، وتجدون مذاق العهد الجديد في كتاباته. بينما ترون في كتاب “الحرب والسلم” لـ “ليو تولستوي” الآثار القومية الروسية، لكنّكم لا ترون آثار فترة الستين سنةً الأخيرة، فتلك حقبة أخرى وآثار أخرى ومرتبطة أساساً بمكان آخر. ما هو الشيء الّذي يبيّن ملامح روسيا المعاصرة؟ إنّه أثر شولوخوف، وأثر ألكسي تولستوي هذين، وأمثالهما. بناءً على هذا، إنّ فنّان كلّ عصر هو الّذي يُعتبر ابن ذلك العصر وصنيعته والناطق باسمه، بينما ذاك الّذي جاء من العصر السابق ويكتب عنه لن يكون ابن العصر اللاحق وأدبه.

إذا أردت أن أعرض عليكم نموذجاً تامّاً عن هذا الموضوع، ينبغي أن آتي على ذكر رواية. لقد قرأت رواية تُسمّى “قلب الكلب”، لكاتبٍ روسيّ. هذه الرواية عبارة عن قصّة في الخيال العلمي، وهي نموذج لما يقوم به بعضٌ في زماننا حيث يمكن أن ينتجوا هذا النوع من الأفلام، لكنّها ليست من الفنّ المعاصر في شيء، هي خطأٌ من الأساس، وكذب محض، هي تقليد للفنّ السابق. ولنفترض أنّها ليست نسخةً مقلّدة لما يجري في أمريكا وإنكلترا وفرنسا، لكنّها حاكيةٌ عن فنّ ما قبل ثورة أكتوبر، وليست فنّاً معاصراً. هذه الرواية هي رواية صغيرة أيضاً، لكنّها مليئة بالنواحي الفنّيةً. لقد تُرجمت في إيران وطُبعت أيضاً، ولكنّكم لم تسمعوا بها. رواية “قلب الكلب” هي رواية ضدّ الثورة، وقد كُتبت في حدود العامّ 1925م أو 1926م، أي في بدايات الثورة الروسية، وكان كاتبها

من المعترضين على الثورة وعلى بعض الأمور، وقد سخر منها. مثل هذه الأعمال الّتي رأينا نحن نظيراً لها هنا. هذا الأثر ليس من الأدب الروسيّ على الإطلاق .

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...