الرئيسية / الاسلام والحياة / أنا والكتاب (باقة من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله في المطالعة والكتاب)

أنا والكتاب (باقة من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله في المطالعة والكتاب)

إنّني أشعر أنّ الإنسان إذا أراد أن يبقى على الصعيدين المعنوي والثقافي غضّاً ومتجدّداً ، فلا مناص له من الارتباط بالكتاب. الإمام الخامنئي دام ظله.

سلب النوم من عيني!
لقد قرأتُ نقداً جيّداً كتبه السيّد حسن الحسيني حول الشاعر العربي نزار قبّاني. فبعد ظهر أحد الأيّام حين أردتُ أن أنام، قرأتُ هذا النقد فطار النوم من عينيّ! يعلم الله أنّي بكيت. قلت: أنظر ماذا فعلت الثورة؟ شابّ يافعٌ قد ورد لتوّه عالم النقد، ويتكلّم بهذا القدر من الجودة والشجاعة! إنّكم بحمد الله، تملكون مثل هذه الطاقات، ومثل هذه الإمكانات متوفّرة فيكم .

أخشى أن لا تصلكم هذه الكتب
ها قد مرّت عدّة سنوات وقد نُشرت كتبٌ حول سيرة حياة مسؤولي الجبهة وقادة الحرب وما زال هناك ما يُكتب، وإنّني من المعجبين بهذه الكتب وأقوم بقراءتها. ومع أنّني أعرف بعضاً منهم عن قرب، وما كُتب عنهم كان عبارةً عن رواياتٍ صادقة ـ مع أن القارئ يمكنه بنحوٍ ما، تمييز ما هو مبالَغ فيه وما هو صادق ـ تهزّ الإنسان من الأعماق, يرى الإنسان أنّ هذه الشخصيّات البارزة، قد التحقت بميدان الحرب حتّى في لباس عامل. فهذا المعلّم (معلّم بناء)

عبد الحسين برونسي، شابّ مشهديّ بنّاء، كان يعمل قبل انتصار الثورة بالبناء، وكان على علاقة بي، وقد كُتبتْ سيرة حياته، وإنّني أوصي وأحبّذ واقعاً، أن تقرؤوها. إنّني أخشى أن لا تصل هذه الكتب إلى متناول أيديكم. اسم هذا الكتاب “تراب كوشك الناعم” ، وقد كُتب بنحوٍ جميل.

كان (الشهيد برونسي) قد التحق بالجبهة في بدايات الحرب، ولم أكن أعلم بذلك. بعد استشهاده، قال بعض أصدقائنا الّذين ذهبوا إلى الجبهة مع مجموعات الجامعيّين والتعبويّين، وتحدّثوا إلى هذا الشابّ غير المتعلّم ـ المتعلّم بالمعنى الاصطلاحي, لكنّه بالطبع قد درس ثلاث أو أربع سنوات في الحوزة العلمية، شيئاً من المقدّمات والبدايات وأمثالها. إنّه كان يتحدّث إليهم ويتكلّم بطريقة أسرت قلوبهم جميعاً. لهذا قلتُ، كان يظهر معرفةً قلبيةً، وإدراكاً وإحساساً صادقاً، وفهماً لعالم الوجود, ثمّ في النهاية، نال الشهادة بعد بطولات كبيرة وتواجد في الميادين الخطرة والحسّاسة، الّتي لن أخوض بتفاصيلها الآن. هذه الجماليات الّتي يمكن أن يجدها المرء في حياة مثل هكذا إنسان، أو في حياة الشهيد همّت، أو الشهيد خرّازي، أو هؤلاء الموجودين حاليا، أين يمكنكم أن تجدوا لها مثيلاً؟ وأين يمكن أن تحصل؟

التعريف ببعض الكتب
كتاب “عُرس المخضّبين” هذا، للسيّد القدمي… يا له من كتابٍ جيّد! …ويا لأسلوبه الجيّد.

كم هو عظيمٌ كتاب “قائدي” هذا، وكم أثّر بي وقلب كياني! أو بعض هذه القصص القصيرة، كـ “نجيب” أو “عاش كميل” و… الّتي هي عالم من الدروس، ورفع المعنويات .

أنا لا أريد هنا التعريف بالكثير من الكتب والروايات للحاضرين, ويمكن الآن أن أذكر أسماء مؤلّفيها. فعلى سبيل المثال، هناك كاتب فرنسيّ مشهور يدعى ميشال زفاكو له كتبٌ كثيرة. لقد قرأت معظم كتبه في تلك المرحلة (مرحلة الشباب). أو الكاتب الفرنسيّ المعروف فيكتور هيغو الّذي استعرت كتابه “البؤساء” لأوّل مرّة في حداثة سنّي، من مكتبة العتبة الرضوية المقدّسة وقرأته .

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...