الرئيسية / الاسلام والحياة / بداية الطريق شذرات من عبق الإمام الخامنئي دام ظله

بداية الطريق شذرات من عبق الإمام الخامنئي دام ظله

روي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُول:” جُعِلَ الْخَيْرُ كُلُّهُ فِي بَيْتٍ وَ جُعِلَ مِفْتَاحُهُ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: لَا يَجِدُ الرَّجُلُ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ فِي قَلْبِهِ حَتَّى لَا يُبَالِيَ مِنْ أَكْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: حَرَامٌ عَلَى قُلُوبِكُمْ أَنْ تَعْرِفَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى تَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا”.1
________________________________________

1- الكافي، الكليني، ج2، ص 128، باب ذم الدنيا والزهد فيها، ح2.

يروي الموفّق أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعليّ عليه السلام:
“يا عليّ، إنّي سألتُ ربّي فيك خمس خصال فأعطاني، أمّا أوّلهن فسألتُ ربّي أن تنشقّ عنّي الأرض، وأنفض التراب عن رأسي وأنت معي فأعطاني، وأمّا الثانية فسألتُ ربّي أن يوقفني عند كفّة الميزان وأنت معي فأعطاني، وأمّا الثالثة فسألتُ ربّي أن يجعلكَ حامل لوائي، وهو لواء الله الأكبر، عليه المُفلحون الفائزون في الجنّة، فأعطاني”، يتّضح من هذا الحديث النبويّ أنّ هناك في يوم القيامة ألوية، وأنّ كلّ جمع من الخلائق يُحشرون تحت أحد هذه الألوية، “وأمّا الرّابعة فسألتُ ربّي أن تسقي أُمّتي من حوضي فأعطاني، وأمّا الخامسة فسألتُ ربّي أن يجعلك قائد أُمّتي إلى الجنّة فأعطاني”، أي أنت في المقدّمة وأُمّتي خلفك تقودها إلى الجنّة، والله قَبـِل ذلك، ثمّ يختم الرواية بقوله: “الحمد لله الذي منَّ عَلَيَّ بذلك”4.

وهنا نرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشكر الله على ما منَّ به من المقامات المعنويّة على عليّ بن أبي طالب عليه السلام, والحقُّ أنّه لا مقام يرقى ليصل إلى هذا المقام5.

أمير المؤمنين عليه السلام قمّة الزهد:
وَقَعَ اختياري اليوم على رواية وَرَدَت في كتاب الإرشاد للشيخ المُفيد، إلا إنّني نقلتُ نصّها من كتاب “الأربعون حديثاً” للإمام الخميني قدس سره، وهو كتابٌ مهمٌّ جداً، وطابَقْتُهَا مع ما ورد في كتاب الإرشاد.
________________________________________
4- المناقب، م. س, ص 294.
5- من كلام الإمام القائد في خطبة صلاة الجمعة, 27/3/1992.
يقول الراوي: “كنّا عند الإمام الصادق عليه السلام, فجرى ذكر أمير المؤمنين عليه السلام ومَدَحَهُ بما هو أهلُه” (أي الإمام الصادق عليه السلام).

ورأيتُ أنّ كلّ فقرة من الفقرات التي يستند إليها الحديث تشير إلى بُعدٍ من أبعاد شخصيّة أمير المؤمنين عليه السلام, كزهده وعبادته والخصوصيّات الأخرى التي سأعرضها. فالإمام الصادق عليه السلام يمتدح – طبقاً للرواية – أمير المؤمنين عليه السلام وأوّل جملة قالها، هذه: “والله ما أَكَلَ عليّ بن أبي طالب عليه السلام من الدّنيا حراماً قطّ حتى مضى إلى سبيله”6، أي إنّه لم يضع في فمه لقمةَ حرام، وكان يتجنّب أكل الحرام والمال الحرام, ويتجنّب المَنَال الحرام، أي إنّه كان يبتعد حتّى عمّا فيه شبهة. لاحظوا، لقد بيّن المعصومون عليه السلام هذه الأمور كأصولٍ للعمل، وكنموذجٍ وقاعدة, وأكثر من ذلك على مستوى الفكر والثقافة. وقد أقرّ الإمام الصّادق والإمام الباقر والإمام السجّاد عليه السلام بأنّهم لا يستطيعون تحمّل عيش أمير المؤمنين عليه السلام, فما بالك إذا وصل الدّور لأمثالي؟ فواويلاه!

ليس الكلام، هنا، أنّه هل يمكننا أنا وأنت العيش هكذا, لا، فتلك الحياة هي قمّة الحياة، والإمام يُشير إليها. ومعنى الإشارة إلى القمّة, أي على الجميع أن يسيروا في هذا الاتّجاه. ولكن من الذي يستطيع بلوغ تلك القمّة؟ في ذلك الحديث يقول الإمام السجاد عليه السلام: أنا لا أستطيع العيش على ذلك النحو.
________________________________________
6- الحرّ العاملي، وسائل الشيعة, ج1, ص68، باب استحباب الجد والاجتهاد في العبادة، ح18.

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...