الرئيسية / الاسلام والحياة / بداية الطريق شذرات من عبق الإمام الخامنئي دام ظله

بداية الطريق شذرات من عبق الإمام الخامنئي دام ظله

روي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُول:” جُعِلَ الْخَيْرُ كُلُّهُ فِي بَيْتٍ وَ جُعِلَ مِفْتَاحُهُ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: لَا يَجِدُ الرَّجُلُ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ فِي قَلْبِهِ حَتَّى لَا يُبَالِيَ مِنْ أَكْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: حَرَامٌ عَلَى قُلُوبِكُمْ أَنْ تَعْرِفَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى تَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا”.1
________________________________________

1- الكافي، الكليني، ج2، ص 128، باب ذم الدنيا والزهد فيها، ح2.

الزهد, أعظم مسألة في نهج البلاغة:
الزُّهد, أعظم مسألة مطروحة في نهج البلاغة.
في ذلك الزّمان, عندما تحدّث أمير المؤمنين عليه السلام عن الزُّهد، أشار إليه كعلاج لآفة المجتمع الإسلاميّ الأساسيّة. وقد قلتُ مراراً إنّنا اليوم أيضاً بحاجة لتلاوة آيات الزُّهد هذه، فأمير المؤمنين عليه السلام عندما يقول في ذلك الزمان: إيّاكم والانجذاب إلى ملذّات الدّنيا وحلاوتها، لم يكن المقصود الذين لا يَصِلُون إلى هذه الملّذات، وهم كثر، بل كانت أحاديثه لأولئك الذين قَوَّتهم الفتوحات الإسلاميّة، وآثرتهم السنون المتوالية لانتشار الإمبراطوريّة الإسلاميّة في العالم ومكّنتهم من الامتيازات، فهؤلاء مَن كان أمير المؤمنين عليه السلام يُحذّرهم.

مراتب الزهد, في الحلال والحرام:
اليوم، ما إن نقول كلمتين عن الزُّهد، أنّه عليكم الانتباه قليلاً، يقول بعضهم: مولانا إنّ أكثر النّاس لا يملكون ما تشيرون إليه، والجواب: إنّنا لا نقول لأولئك، إنّما نقول للمُتَمَكِّنين، للذين بَسَطت ملذّاتُ الدّنيا ذراعيها لهم، للّذين يقدرون أن يُوصِلوا أنفسهم عن طريق الحرام إلى حلاوة العيش ورَغَدِها. ومن المؤكد أيضاً, نقول ذلك في المرتبة الثانية، للّذين يستطيعون الوصول إلى تلك الملذّات عن طريق الحلال.

من المؤكد، أنّ اجتنابَ المحرّمات هو أَوجَب الزُّهد وأعلاه، الورع, وحفظ الباطن وطهارته، أمّا الزُّهد في الملذَّات الحلال فهو مرتبةٌ ساميةٌ. من الطبيعي أن يكون هذا الخطاب للشّريحة الأقلّ. فعَصرُنا

الحاضر هو كتلك الأيام، مع الاختلاف في ظروف الزّمان والخصوصيّات التّاريخيّة المرتبطة بكلّ مرحلة، فيجب على المُتَمَكِّنين ومبسوطي اليد، والذين بإمكانهم تحصيل النِّعم والملذَّات والرَّفاهية والدَّعَة وجمع الأموال والثّروات، أن يتذكّروا خطابات الزُّهد هذه لأمير المؤمنين عليه السلام.

من الطبيعيّ أنّ هذا الأمر بالنسبة للمسؤولين هو أشدّ وأثقل، أمّا الذين ليست لديهم مسؤوليّات حكوميّة، فالخطاب نفسه موجه إليهم، إنّما بدرجةٍ أقلّ.

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...