الرئيسية / الاسلام والحياة / الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني

الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني

4. عشق الله وحبّ الآخرة/ إن الاهتمام بالله وبالآخرة فی الجهاد الأکبر أکثر من الجهاد الأصغر . لقد قال الإمام الخمینی(ره) أن القوات التعبئة هی مدرسة العشق وکان یؤکد سماحته على عشق الله وحبّه فی موسم الجهاد الأصغر وأیّام الدفاع المقدس.

 

 

ولکن یزداد هذا الاهتمام بالله وبالآخرة فی الجهاد الأکبر. فالذی کان یعشق ربه فی الجهاد الأصغر ویبکی من فراقه ویناجی الله شوقا إلى لقائه، سیزداد شعورا بهذا الحب والعشق فی خضم الجهاد الأکبر.

 

 

لقد روی عن الإمام الباقر(ع) أنه قال: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ عَظَمَتِی وَ بَهَائِی وَ عُلُوِّ ارْتِفَاعِی لَایُؤْثِرُ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ‏ هَوَایَ‏ عَلى‏ هَوَاهُ فِی شَیْ‏ءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا إِلَّا جَعَلْتُ غِنَاهُ فِی نَفْسِهِ، وَ هِمَّتَهُ فِی آخِرَتِهِ و و ضَمَّنتُ السَّماواتِ و الأرضَ رِزقَهُ، و کُنتُ لَهُ مِن وَراءِ تِجارَةِ کُلِّ تاجِرٍ»[الکافی/ج2/ ص137] وقد رویت هذه الروایة بتعابیر مشابهة عن غیره من أئمة أهل البیت(ع).

 

 

ولا یخفى علیکم بأنی قضیت ثلاثین سنة من عمری فی دراسة القضایا الأخلاقیة وبودی أن أقدم لکم تقریرا عن نتیجة ما حصلت علیه فی هذه السنین الثلاثین فی ثلاثین لیلة فی شهر رمضان هذا. ولکنی أعترف أمامکم بأنی لم أفهم هذا الحدیث إلى الآن وکلما قرأته طوال هذه السنین الطویلة شعرت بأنی لم أفهم مغزى هذا الحدیث جیدا.

 

 

والعجیب هو أن الشرط فی کسب هذه البرکات هو أن یؤثر الإنسان هوى الله على هواه فی أمر واحد وقضیة واحدة لا فی حیاته کلّها؛ «فِی شَیْ‏ءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا». ومعنى هذا الحدیث هو أنّ کلّ الأعمال الصالحة التی قمنا بها واعتبرناها من مصادیق جهاد النفس وإیثار هوى الله على هوى نفسنا فهی لیست کذلك ولا قیمة لها بحیث تؤول إلى تلك النتیجة المبارکة المذکورة فی الروایة.

 

 

فیبدو ـ والله العالم ـ أننا انتقینا الأعمال الصالحة التی تنسجم مع أهوائنا وقمنا بها، فلم نؤثر هوى الله على هوى نفسنا بالشکل الصحیح حتى لمرة واحدة.

 

 

سوف نتناول هذا الموضوع فی الجلسات القادمة إن شاء الله وهو أن لماذا نحن بأمس الحاجة إلى محبة أهل البیت. طبعا أنا فی اللیلة الأخیرة وبعد ما وقفنا عند الموضوع ساعات طوال، سوف أقول لکم کلمة بودی أن أقولها فی هذه اللیلة الأولى. وهو أن لیس شیء یعین الإنسان على غلبة هواه بقدر حبّ أهل البیت(ع). فإن هذا العامل أقوى العوامل وأجدرها بنصرک على نفسک. وسوف نلتقى غدا یوم القیامة بالتأکید ونرى صحة ما قلته لکم.

 

 

صلى الله علیك یا فاطمة الزهراء

ولکن اسمحوا لی أن أقول لکم أن فی تلك اللحظات التی کان الشباب یقلعون فیها من کل التعلقات والأواصر عشقا بالشهادة ولقاء الله، کانوا ینطلقون بعدما یسمعون مصائب الزهراء(س) فکانوا یذهبون نصرة للزهراء وانتقاما من أعدائها.

 

 

فإنک فی تلك اللحظات التی تتدرب فیها على حبّ أهل البیت(ع) وتحاول أن تزداد حبّا لهم، تکسب اللیاقة والکفاءة اللازمة لاستلام نصرتهم ومعونتهم عند الحملة فی الجهاد الأکبر، کما کان المجهادون یستعدون للحملات بذکر أهل البیت(ع(.

 

 

وأولئك الذین عاشوا أیام البجهة وأیام الدفاع المقدس یعرفون جیدا أن لیس أحد من المعصومین قد نصر المجاهدین بقدر فاطمة الزهراء(س). فلنستفتح حملتنا ضد أهواء النفس فی أول لیلة من شهر رمضان بذکر الزهراء(س).

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...