الرئيسية / تقاريـــر / المفكر الاسلامي المصري لشيخ الأزهر – أيها الشيخ إعتدل أو إعتزل

المفكر الاسلامي المصري لشيخ الأزهر – أيها الشيخ إعتدل أو إعتزل

استنكر المفكر الاسلامي المصري أحمد راسم النفيس بيان شيخ الأزهر احمد ابو الطيب الذي أصدره تضامنا مع عصابات “داعش” ، و الذي تناسى فيه جرائم هذه الزمرة الارهابية و دعا “لوقف المجازر التي تتعرض لها داعش” ، حسب زعمه ، كما طالب الحكومة العراقية و “من وصفهم” بالمرجعيات الدينية المعتدلة بإدانة “مثل هذه الاعتداءات بشكل واضح ، والتدخل الفوري لوقفها” ، و خاطبه قائلا : “أيها الشيخ إعتدل أو إعتزل” .

و کتب المفکر المصري الدکتور احمد النفیس فی مقال : “لا أدری باسم من ینطق ویتصرف شیخ الأزهر؟! .. هل هو تابع للخارجیة المصریة أم أنها تابعة له ، أم أنه مؤسسة حرة مستقلة ذات سیادة تدیر شؤون البلاد وترسل الرسائل للإدارة الأمریکیة وتضع الخطوط الرئیسیة للسیاسة الخارجیة المصریة من داخل أروقة الأزهر بالتنسیق مع أصدقائه في ….” .

و اضاف الدکتور النفیس : بینما کنت أتصفح موقع الأزهر لقراءة نص البیان الذي أصدره الشیخ تضامنا مع داعش والذی دعا فیه “لوقف المجازر التي تتعرض لها داعش” ، کما “طالب الحکومة العراقیة ومن وصفهم بالمرجعیات الدینیة المعتدلة بإدانة مثل هذه الاعتداءات بشکل واضح، والتدخل الفوري لوقفها وضمان عدم تکرارها” .. ، لفت نظري خبر لقائه مع السفیر الأمریکي فی القاهرة ، حیث ندَّد فضیلته بالانفتاح الأمریکي على بعض القوى الإقلیمیة التي ترغب في التمدد فی المنطقة ، حیث عملت هذه القوى على ضرب الاستقرار في العراق وسوریا والیمن ، من أجل تنفیذ مشاریع وأجندات خاصة بها على حساب شعوب هذه الدول، وهو ما یؤدي إلى تغذیة الإرهاب في المنطقة وزعزعة استقرارها” . وقال الدکتور النفیس : کم هو بدیع ذلك المنطق الذي یضع فیه الشیخ نعله فوق رؤوس الجمیع مصنفا إیاهم لمتطرفین (لا یقبل سماحته منهم صرفا ولا عدلا) ومعتدلین ، مطابقین للمواصفات، یوجه نداءه إلیهم، وطبعا فصدیقه السفیر الأمریکي هو من النوع الثاني!! .
و اضاف : نفهم أن یذهب نتنیاهو لمخاطبة الکونغرس الأمریکي مطالبا إیاه بالوقوف فی مواجهة الاتفاق النووي بین إیران والخمسة + واحد ، إنما یستعصي علینا أن نستوعب أو نفسر کیف یمکن لشیخ الأزهر – الذي یزعم أنه لا یتدخل فی السیاسة – أن یتقدم بذات الطلب للسفیر الأمریکي مصحوبا بابتسامة بریئة وادعاءات عریضة عن وحدة المسلمین وتضامنهم!!.
و اردف الدکتور النفیس قائلا : ما شأنك أیها الشیخ بمفاوضات إیران مع القوى الإمبریالیة ، وهل موقفك هذا یعبر عن السیاسة المصریة التي تؤید التوصل لاتفاق یجنب المنطقة ویلات الحروب التي اصطلى الجمیع بنارها؟! ، أم أنه یعبر عن سیاسة دول أخرى یحبها الشیخ أکثر من نفسه؟!.
و تساءل الدکتور النفیس : ألم یکن من الواجب على الشیخ باعتباره خطیبا مفوها أن یتوجه مباشرة لیطالب الکونغرس الأمریکی (بوقف الانفتاح على تلك القوى التي ترغب في التمدد في المنطقة) دون إذنه ودون إذن السعودیة ، بدلا من توجیه الرسالة عبر سفیر أمریکا في القاهرة، رغم أنه وعده وعدا جازما بالقیام بهذه المهمة؟! .
و اعتبر هذا المفکر الاسلامي ان “الشیخ (احمد ابو الطیب) ما یزال متخندقا في نفس الخندق الذي یقف فیه النظام السعودي الذی بارك غزو العراق ظنا منه أن الغزوة التالیة ستکون ضد إیران .. إلا أن الله خیب آمالهم وأضاع حظهم من الدین والدنیا وهاهم یعیشون حال الخوف والجزع من مواجهة المستقبل الآتي حتما بما لا یشتهون” .
و رآى الدکتور النفیس ان شیخ الازهر یتغافل عن أصل الإرهاب ومؤسسیه بل ویحاول جاهدا أن یبرر له زاعما أن (مشاریع “إیران” وأجنداتها في الدول العربیة هو ما یؤدي إلى تغذیة الإرهاب في المنطقة وزعزعة استقرارها) ، أي أن الإرهاب الداعشي عمل مبرر ودفاع مشروع عن النفس فی مواجهة (إیران وأجنداتها)!!.
أما عن بیانه المؤید لداعش والمندد بالحشد الشعبي العراقي فان الدکتور النفیس اکد اننا “لا نرى له قیمة على الإطلاق لأن ما ورد فیه من (معلومات) لا تعدو کونها تجمیعا لما ورد فی وسائل الإعلام السعودیة والقطریة من دعایات تحریضیة طائفیة کریهة قامت ببثها قبل أن یکون هناك هجوم وحتى قبل أن تقترب القوات العراقیة من مناطق داعش بعشرات الکیلومترات” .

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...