الرئيسية / شخصيات اسلامية / غيض من فيض الإمام عليّ عليه السلام هذا البحر الزخّار

غيض من فيض الإمام عليّ عليه السلام هذا البحر الزخّار

6- كلمة الإمام الخامنئي دام ظله ، في تاريخ: 13/ رجب/ 1417ﻫ.ق.

و________________________________________عادل ومدبّر لشؤون الناس وقاضٍ. فربما أمكن عدُّ مئة صفة من هذا النوع لأمير المؤمنين عليه السلام ، ولو أمكن لشخص بيان هذهِ المئة صفة ببيان شامل وبليغ لأمكنه إجمالاً عرض صورة كاملة تقريباً عن أمير المؤمنين عليه السلام.

غير أنّ دائرة هذهِ الصفات أيضاً من الاتّساع بحيث تحتاج كلّ واحدة منها إلى كتاب واحد على الأقل.

نأخذ إيمان أمير المؤمنين عليه السلام كمثال.

إنَّ الخصوصيّة الّتي أريد التحدّث عنها وسأذكرها فيما بعد ليست هي الإيمان – إلّا أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان إنساناً مؤمناً، أي إنّ الفكر والإيمان والاعتقاد كان راسخاً في أعماق وجوده، فبأيّ شيء يمكننا أن نقيس هذا الإيمان حتّى تتجلّى عظمة إيمان أمير المؤمنين” عليه السلام ، وبناءاً على ما نقل عنه عليه السلام أنّه قال: “لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً”7 ، أي لو أزيحت حُجب الغيب وتمكّنت من مشاهدة الذات المقدّسة للباري تعالى والملائكة والجنّة والنّار وكل ما ذكرته الأديان عن الغيب وملكوت هذا العالم بهذهِ العين الباصرة لما زاد يقيني على ما هو عليه، أي إنّ هذا اليقين كيقين من شاهد جميع الحقائق بعينه.

هذا الإيمان الّذي يقول عنه الشاعر العربي:

أشهد بالله لقد قال لنا محمّد والقول منه ما خفى
لو أنّ إيمان جميع الخلق ممّن سكن الأرض ومن حلَّ السما
________________________________________
7- مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، ج 2، ص 38.

يجعل في كفّة ميزان لكي يوفي بإيمان عليّ ما وفى

أو السابقة إلى الإسلام مثلاً إذ آمن في صغره وارتضى هذا الطريق وسلكه بكلّ كيانه حتّى اللحظة الأخيرة، وهذا شيء لا يمكن بيانه في بضع كلمات.

وعلى كلّ حال فجميع هذه الأبعاد أبعاد عظيمة وواسعة.

وقد شاهدنا كثيراً من العظماء وتعرّفنا إليهم أو قرأنا سيرهم في الكتب وهم من العظمة بمكان لو جسّدهم الإنسان بشكل صحيح فسوف يشعر حقاً بالضآلة أمامهم، ومَثَلهُ في ذلك كمن يرفع رأسه إلى السماء ويشاهد القمر وكوكب الزهرة والمشتري، فكم هي كبيرة ومرتفعة هذهِ الكواكب وكم هي وضّاءة، غير أنّ عيوننا القاصرة والضعيفة عاجزة عن فهم الفرق بين هذا الكوكب الّذي يحمل اسم المشتري أو الزهرة وبين ذلك الكوكب الّذي لا يُشاهد إلّا بواسطة الأجهزة الفنيّة والتلسكوبات الدقيقة, ويقال إنّها تبعدُ عنا ملايين السنين الضوئيّة وتشكل مجرةً وحدها، وكم هي بعيدة عنه، فكلاهما يبدو كوكباً وكلاهما تراه أعيننا في الليل شاخصاً في السماء.

ولكن أين هذا من ذاك؟ فنحن عن تلك العظمة من البعد بمكانٍ لا يمكننا معه أن نفهم الفرق بشكل صحيح بين أمير المؤمنين عليه السلام وبين العظماء والكبار في التاريخ والإسلام والكتّاب والعلماء وفي كلّ المواطن التاريخيّة والبشريّة.

إنّ أمير المؤمنين عليه السلام حقيقة مذهلة، والإشكال في المسألة يبدأ

من أننا وإيّاكم نُعدّ من شيعة عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وعلينا أن نقتدي به، فلو جهلنا شيئاً من أبعاد شخصيّته فسيحدث خلل في هويّتنا.

فأحياناً لا يدّعي الإنسان شيئاً، إلّا أننا ندّعي ذلك الشيء ونريد أن نكون علويّين.

فنحن الشيعة في الدرجة الأولى, والمسلمون من غير الشيعة في الدرجة الثانية، نواجه هذه المشكلة. طبعاً جميع المسلمين يقرّون بأمير المؤمنين عليه السلام ، غير أنّ الشيعة ينظرون إلى هذا الرجل الشامخ ويعرفونه بكيفيّة وعظمة خاصّتين.

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...