الرئيسية / من / كيف خسر تنابل آل سعود اليمن؟

كيف خسر تنابل آل سعود اليمن؟

«تنبل أو تنابل»، هي المرادف الشعبي لكلمة «كسول أو كسالى»، لكن في العقل الجمعي الشعبي، عند العرب، هناك إضافة عندما يصل الحديث الى أمراء آل سعود، وهي «هؤلاء يقضون وقتهم يداعبون أصابع أقدامهم».
السيد حسن مهذب، لكنه كسر الحرم الذي أنفقت عليه مملكة القهر عشرات مليارات الدولارات طوال العقود الماضية. حتى صار من الصعب أن تجد صحافياً واحداً يقول عنهم الأشياء كما هي.

 

قال السيد حسن نصرالله عن أمراء آل سعود إنهم تنابل لم يقوموا بواجباتهم، فغابوا عن السوق، وحضرت إيران، لترضى بقواعد وعلاقات خاصة، فكان لها النفوذ والحضور. ومثلما لا يريد كثيرون فهم طبيعة العلاقة بين إيران وحزب الله، فهم الآن لا يريدون فهم طبيعة العلاقة بين الحوثيين وإيران. ولذلك، يصعب على آلة القتل الخليجية الإدراك بأن مشكلتها هي مع أهل اليمن لا مع أي أحد آخر.

 

في مراجعة العقود الستة الماضية، يعرف العرب وأهل الجزيرة على وجه الخصوص أن ثورة اليمن التي قامت في عام 1962، إنما استهدفت التخلص من حكم يخضع لهيمنة آل سعود. والكل يتذكر، كيف انه عندما ارسل عبد الناصر قواته لنصرة الشعب الثائر، كان خصمه آل سعود على وجه الخصوص. وكان هدفهم اخضاع اليمن وإعادته الى بيت الطاعة. ومر ربع قرن، فيه نجاحات وانتصارات، وفيه انتكاسات اعادت سلطة اليمن الى الحظيرة. وأعادت سطوة آل سعود على الشعب من خلال حكام وقبائل وشخصيات ارتضت بالمال من اجل تثبيت سلطتها وقمع شعبها. الى ان خرجت في العقد الأخير حركة انصار الله، وهي حركة نشطت في اقصى الشمال اليمني، حيث القهر على مختلف انواعه. وتكفي العودة الى بعض صور الفيديو عن طبيعة مدن وقرى وشكل حياة الناس هناك، حتى يفهم المرء ما الذي كانت تفعله مملكة القهر بمعاونة ازلامها في صنعاء.

 

تطور الأمر سريعاً، ونجحت الحركة الحوثية في اجبار الخصوم من داخل اليمن وخارجه على التعامل معها كقوة حقيقية لها تمثيلها الشعبي ولها قدراتها الدفاعية. وبعد اندلاع الثورة الشعبية ضد حكم الرئيس علي عبد الله صالح، كان للحوثيين دورهم الكبير. وخلال السنوات الخمس الماضية، نجح هؤلاء في بناء شبكة علاقات داخلية وخارجية مكنتهم من تطوير قدراتهم حتى باتوا القوة الشعبية الأكثر نفوذاً وتنظيماً وفعالية.
في هذه الاثناء، كان آل سعود يعتقدون بأن الأمور سوف تنتهي كما في كل مرة الى احتواء المنتفضين وإلى استعادة النفوذ الكامل. وترافق ذلك مع تعمق ازمة القيادة في العائلة المسيطرة على الجزيرة، ومع الترهل الكبير جسدياً وعقلياً وعصبياً. وفي كل مرة تحصل فيها مواجهة، كان الجميع يكتشف كيف يخسر هؤلاء نفوذهم التاريخي في اليمن. وببساطة يمكن مراجعة الأحداث، وفقط عند مرحلة سيطرة الحوثيين على السلطة في صنعاء، من أجل معرفة واقع حال المشهد الداخلي وموقع آل سعود فيه.

المصدر – الاخبار

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...