حذر المفكر المصري الشهير محمد حسنين هيكل ، بأن اليمن بركان نائم جنوب شبه الجزيرة العربية ، اذا انفجر .. فانه سيجرف كل المنطقة ، و هو الهاجس الحالي للمملكة سعودية ، وأضاف : “نحن صنعنا وحش الإرهاب ، وهو ما يسمي بتنظيم القاعدة ، و داعش هو رد فعل لخيبة عربية كبري” ، لافتا إلي “أن باب المندب جزيرة بداخلها مطار «إسرائيلي»” .
و قال هیکل فس حوار متلفز : إن السعودیین یعرفون أن ثمة مبالغ کثیرة یجب أن تصرف فس الیمن ، فهناك ولاءات و قبائل کثیرة جدا و أحزاب سیاسیة و قوی جدیدة ، وهناك أدب وفکر وثقافة ، والیمن معقد ، متسائلا : کیف نعالج ذلك ؟ هل باستخدام القوة ؟ .
و لفت هیکل إلی “أن باب المندب جزیرة بداخلها مطار «إسرائیلی» ، فإن لم یکن بوسعنا السیطرة علیها .. فباب المندب سیکون بدیلا . و هم ذهبوا هناك و وجدوا من یساعدهم ، و لن أدخل في تفاصیل لکن «إسرائیل» لها قاعدة کبیرة فی الجنوب” .
و أشار هیکل إلی أن الجیش الیمني ذاب و الرئیس السابق لدیه جیش و أنصار، والأمر لم یعد مقتصرا علی الحوثیین فقط ، فالمناخ یسمح بتمدد جماعات أخری، وهذا الفراغ والحیرة والإحباط في العالم العربي هو ردة فعل لمرحلة من الهزائم والتراجعات والفوضی والانسحاب .
وقال هیکل : إن آخر شیء ینبغي أن نرتکن إلیه هو السلاح ، وبالنسبة للجیش العربی فأنا أحترم جدا کل الآراء والاجتهادات ، لکن أعتقد أننا أمام عصر متغیر بالکامل ، وأخشی أن القیادة المشترکة هي من مفردات الصراع العربی- «الإسرائیلي» ، و لیس الصراع الذی نواجهه الآن .. فعندما نذهب للحرب فإننا نحدد مصدر تهدید ونحدد مواجهته بقوة محددة وتحدید جبهة ومیدان للحرب وتمویل وإمداد وتدریب.
و أضاف هیکل “أن ما نحن أمامه لیس الصراع العربي – «الإسرائیلي» ، فلا یمکن أخذ مفردات الصراع العربي – «الإسرائیلي» وهو مرحلة مضت ، وأقوم بتطبیقها علی المستقبل . فالصراع أمامی لیس عسکریا ، القوة قد تدخل فیه والسلاح فیه ، لکنه یحتاج لإدارة من نوع مختلف ،
ونحتاج لتصورات قبل التحرك ، وأنا في حقیقة الأمر لا أری هذه التصورات، فالماضي ما زال یحکمنا، وتجربتنا ممکن أن تقفز فوق ما نستشعره من أن الدنیا تتغیر ، لتعود بنا إلی ماضٍ .. وفي حدیثنا عن هذه القوة المشترکة نتساءل : أین ستحارب ولماذا ؟ .
وأوضح هیکل أن الضربات الجویة غیر مؤثرة ، فمن الممکن أن تهدم شیئا أو أشیاء ، لکن أي عسکري یتحدث عن الاستراتیجیات ، یعلم أن الوجود علی الواقع هو ما یحدد المصائر ولیس العکس.
وأضاف ایضا : نحن صنعنا وحش الإرهاب ، وهو ما یسمی بتنظیم القاعدة . وداعش هو رد فعل لخیبة عربیة کبری ، و قد بدأ بالزرقاوي الذي واجه الأمریکان في العراق بعد الهزیمة ، وکسر العراق . والأمریکان تخلصوا منه، ثم قام تنظیم جدید قدم نفسه بما یمکن أن یسمی «القاعدة 2» والبدري الذي سمي البغدادي بحثا عن الخلافة .
وفی جانب اخر من حدیثه صرح هذا المفکر إن الولایات المتحدة الأمریکیة کانت توجه ضربات في الیمن قبل بدء «عاصفة الحزم» ، و ستکمل ضرباتها في الیمن بعد انتهاء العملیة .
وأشار هیکل ، إلی وجود تناقض في اسم «عاصفة الحزم»، موضحا أن العاصفة هي إعصار یزیل ما علی الأرض، والحزم یحتاج إلی تقنین والتزام .
وأکد هیکل ضرورة أن تتم دراسة أطراف الأزمة قبل إبداء الرأي ومعرفة کیف یفکر الطرف الآخر ، متابعا : «العالم العربي یرتکب خطأ تاریخیًا خطیرًا ، وهي إحداث فتنة بین السنة والشیعة ، والوطن العربي مليء بهم في سوریا والعراق والیمن والبحرین ولبنان ومصر» .