الرئيسية / تقاريـــر / تسليم منظومة صواريخ أس ۳۰۰ سيغير موازين القوى لصالح ايران في المستقبل المنظور

تسليم منظومة صواريخ أس ۳۰۰ سيغير موازين القوى لصالح ايران في المستقبل المنظور

اعتبر الصحافي العربي البارز عبد الباري عطوان اليوم الاربعاء ان رفع الحظر عن تسليم ايران صواريخ اس ۳۰۰ الروسية المضادة للطائرات يوجه صفعة قوية لرئيس حكومة الاحتلال الصهيوني كما سيثير حتما قلق السعودية التي تخوض حربا بالوكالة ضد ايران في سوريا والعراق ، مؤكدا ان تسليم منظومة أس ۳۰۰ ، سيغير موازين القوى لصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية في المستقبل المنظور .

 

 

وکتب الصحافی عبد الباری عطوان فی مقال نشره الیوم بصحیفة “رآی الیوم” الالکترونیة التی یراس تحریرها :
تلقى بنیامین نتنیاهو رئیس وزراء «اسرائیل» “صفعتین” قویتین فی خلال اقل من شهر ، الاولى عندما لم تعبأ ادارة الرئیس باراك اوباما “بعوائه” و قررت المضی قدما فی “اتفاق الاطار” مع ایران حول برنامجها النووی، والثانیة عندما رفعت القیادة الروسیة الحظر المفروض على تزوید ایران بصواریخ اس 300 المضادة للطائرات التی یمکن ان تمنع ، او تعرقل، ای عدوان جوی «اسرائیلی» علیها لتدمیر منشآتها النوویة ، مثلما کان یهدد طوال السنوات الست الماضیة .

 

 

رفع الحظر هذا جاء نتیجة “اتفاق الاطار” الایرانی مع الدول الست العظمى ، لان الحظر جرى فرضه بضغط من الولایات المتحدة الامریکیة التی کانت تلوح باستخدام “الحل العسکری” ضد ایران کورقة ضغط لاجبارها على تقدیم تنازلات فی المفاوضات النوویة ، ولکن الآن، وبعد التوصل الى اتفاق سلمی لم یعد لهذا الحظر ای قیمة فعلیة .

 

 
نتنیاهو اعرب عن استیائه من هذه الخطوة الروسیة اثناء مهاتفته للرئیس الروسی فلادیمیر بوتین الثلاثاء ، ولکن هذا الاستیاء لم یعد یقدم او یؤخر، فمن هو نتنیاهو هذا حتى یفرض املاءاته على القیادة الروسیة، ویتحدى باراك اوباما رئیس الدولة العظمى ، امریکا، ویوظف نفوذ اللوبی الیهودی فی الکونغرس لمنع توقیع اتفاق الاطار مع طهران؟

 

 
***
انها قمة الوقاحة ، و ذروة الغطرسة «الاسرائیلیة» ، فقد تصور القادة «الاسرائیلیون» انهم باتوا یستطیعون تسخیر العالم بأسره، وتوظیفه فی خدمة سیاساتهم العدوانیة والتوسعیة، ولم یدرکوا ان العالم وصل الى درجة القرف من وقاحتهم هذه، وبات ینظر الى عملیات ابتزازهم واستفزازاتهم هذه بحالة من اللامبالاة  والاستنکار .

 

 
العالم یتغیر ، و ان کان بوتیرة بطیئة ، ولم یعد ینخدع بالاکاذیب «الاسرائیلیة» بالصورة التی کان علیها قبل ستین او ثلاثین عاما، کما ان هیمنة «اسرائیل» ولوبیاتها على وسائل الاعلام التقلیدیة، والغربیة منها على وجه الخصوص، بدأت تتآکل ، وتفقد قوتها تدریجیا بصعود وسائل التواصل الاجتماعی التی بات 77 بالمئة من الشباب الغربی یعتمد علیها کمصدر لمعلوماته .

 

 
بعض الخبراء العسکریین «الاسرائیلیین» بدأوا یلعقون جراحهم ، و یقولون ان الطائرات «الاسرائیلیة» تملک القدرة على تجاوز خطر هذه الصواریخ، واذا کان الحال کذلك، فلماذا ذهب نتنیاهو الى موسکو مرتین لاقناع الرئیس بوتین بعدم تسلیمها الى ایران فی العام الماضی فقط ؟

 

 
لا نعرف ما اذا کان تسلیم صواریخ اس 300 الى ایران سیکون مقدمة لتسلیمها لسوریة ، ولکن هذا الخیار غیر مستبعد فی ظل التنسیق الجوی غیر المعلن بین القیادة السوریة ونظیرتها الامریکیة، وعدم تعرض الطائرات الامریکیة المغیرة على مقرات وتجمعات “الدولة الاسلامیة” (3500 حتى الآن) لای “تحرش” من قبل الدفاعات الارضیة السوریة.

 

 
بات واضحا ان روسیا رفضت تسلیم هذه الصواریخ لحلفائها فی طهران ودمشق، تجاوبا مع ضغوط وصفقات مع واشنطن فی الوقت نفسه ، لان الاخیرة کانت تخشى استخدامها ضد طائراتها عندما کانت تهدد بقصف البلدین، ولکن بعد تخلی سوریة عن اسلحتها الکیماویة، وایران عن طموحاتها بانتاج اسلحة نوویة (ولو مؤقتا) تبددت هذه المخاوف، وزالت اسباب الحظر، مما یعنی ان الضغوط «الاسرائیلیة» ثانویة ولم یکن لها ای فاعلیة .

 

 
الاستیاء «الاسرائیلی» من تسلیم هذه الصواریخ الى ایران لم یکن الوحید على ای حال، وان کان الوحید العلنی، فهناك حتما استیاء سعودی مواز غیر معلن، فالسعودیة تخوض حربا بالوکالة ضد ایران فی سوریة والعراق، واخیرا بشکل مباشر فی الیمن، وتعتمد اعتمادا کلیا على سلاحها الجوی الذی یعتبر الاقوى فی المنطقة بعد نظیره «الاسرائیلی» ، وتوسع دائرة الحرب، وتحولها الى حرب مباشرة بین طهران والریاض، وهو احتمال مستبعد، سیجعل من فرص ایران فی التصدی لهذا السلاح الجوی السعودی اکبر من ای وقت مضى بعد امتلاکها لمثل هذا النوع المتقدم من الصواریخ الروسیة، وعلینا ان نتذکر بان روسیا حلیف ایران الاقوى، وتساند دعمها للتحالف “الحوثی الصالحی” فی الیمن.

 

 
***
لسنا خبراء عسکریین ، ولکننا لا نحتاج الى جهد کبیر للتعرف على آراء هؤلاء المتوفرة حالیا بکثرة على الشبکة العنکبوتیة ومواقعها المتخصصة ، وتؤکد ان تسلیم هذه الصواریخ الى ایران سیغیر من موازین القوى لصالحها فی المستقبل المنظور، ونحن نتحدث هنا عن الخبراء الاجانب ولیس عن نظرائهم العرب الذین یتربعون على شاشات الفضائیات بأجهزة حواسیبهم، وتعود معلومات وخبرات معظمهم العسکریة الى الحرب العالمیة الثانیة، ونادرا ما تصدق معظم فتاواهم وتحلیلاتهم، لان بعضهم یمیل حیث تمیل الریح، ویتلون حسب المحطة التی تفتح له شاشتها.

 

 

 
ایران، ولسوء حظ اعدائها، تحقق مکاسب فی سباق التسلح التقلیدی، بعد ان حققت قفزات فی سباق التسلح النووی، وباتت فی المقدمة بعدة امیال بالمقارنة مع من یحاولون اللحاق بها، والاکثر من ذلك ان الدولتین العظمیین، روسیا وامریکا یتسابقان على کسب ودها، وینظران باحتقار شدید لاعدائها العرب.. ولا عزاء للضعفاء.

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...