الرئيسية / القرآن الكريم / مواعظ قرآنية -لا يكون المؤمن شحيحاً

مواعظ قرآنية -لا يكون المؤمن شحيحاً

نعم، قد وردت بعض الروايات بلسان أنّه لا يكون المؤمن شحيحاً، فعن الإمام الباقرعليه السلام: “لا يؤمن رجل فيه الشحّ والحسد والجبن، ولا يكون المؤمن جباناً ولا حريصاً ولا شحيحاً”6.

 

– وفي رواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: “ثلاث لا تكون في مؤمن: لا يكون جباناً، ولا حريصاً، ولا شحيحاً”7.

 

وقد يكون المقصود من هذه الروايات الّتي تنفي الإيمان عن الشحيح الّذي هو البخيل، أنّ الشحّ بالفعل يُخرج الإنسان عن الإيمان من خلال إدخاله في المخالفات الشرعية المتعدّدة ويجعله فاسقاً أو جاحداً، فمثلاً:

 

 

4- وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج 12، ص 156.

5- م.ن، ج 61، ص 162.

6- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 75، ص 301.

7- عيون الحكم والمواعظ، الواسطي، ص 213.

 

 قد يمنع حقّ الله في ماله الواجب عليه.

 

وقد يكون واجباً عليه صلة رحمه بالمال فلا يفعل.

 

وقد يمنع نفقة الوالدين والأهل من زوجة وأولاد وهي واجبة.

 

أو قد يترك الحجّ مع الاستطاعة…الخ

 

لذلك نجد أمير المؤمنين عليه السلام يُنكر على من جعل حال الظالم أسوأ من حال البخيل، فعن الإمام جعفر الصادقعليه السلام أنّ أمير المؤمنين عليه السلام سمع رجلاً يقول: إنّ الشحيح أعذر من الظالم.

 

فقال لهعليه السلام: “كذبت، إنّ الظالم قد يتوب ويستغفر ويردّ الظلامة على أهلها، والشحيح إذا شحّ منع الزكاة، والصدقة، وصلة الرحم، وقرى الضيف، والنفقة في سبيل الله، وأبواب البرّ، وحرام على الجنّة أن يدخلها شحيح”8.

 

 -البخل قد يُسبّب عاقبة السوء

 

فهذا الإنسان وإن كان مسلماً في الظاهر إلا أنّه ارتكب ببخله العديد من الكبائر الّتي تجعله في خطر شديد من خروج سكينة الإيمان من قلبه ﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون﴾9.

 

وقد يقوده بخله إلى خاتمة النفاق والسوء كما حدث لثعلبة بن حاطب، ولقارون… وغيرهما الكثيرين ممّن أهلكه الشحّ وأطفأ شعلة إيمانه البخل.

 

وبالتالي وإن كان مؤمناً بالظاهر إلا أنّ الإيمان القلبّي يُسلب منه لشحّه بالمال وعدم امتثاله للتكليف الإلهيّ بالبذل.

 

نستجير بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا.

 

 

8- الكافي، الشيخ الكليني، ج 4، ص 44.

9- سورة الروم، الآية: 10.

 

 فقد ورد أنّ ثعلبة كان فقيراً فعاهد الله لئن آتاني من فضله لأصّدقنّ ولأكوننّ من الصالحين، فأعطاه الله مالاً كثيراً ببركة دعاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أنّه بخل وشحّ وتولّى، ولم يؤدّ ما فُرض عليه من زكاة في ماله، واعترض على حكم الزكاة بأنّه مثل العُشر الّذي كان يؤخَذ كضريبة بغير حقّ، ﴿ وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُون ﴾َ10      .

فإلامَ أدّى به شحّه؟

 

إلى النفاق وخاتمة السوء ﴿ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُون﴾َ11.

 

شاهد أيضاً

اطلع على قول السفیر الإیراني في لندن

صرح السفیر الإیراني في لندن، حمید بعیدي نجاد، بأن نائب وزیر الخارجیة الأمريكی السابق، ویلیام ...