الرئيسية / اخبار العلماء / سماحة الشيخ قاسم: التصعيد الأمني محاولة يائسة لإسكات الشعب

سماحة الشيخ قاسم: التصعيد الأمني محاولة يائسة لإسكات الشعب

 اعتبر عالم الدين البحريني الشيخ آية الله عيسى قاسم أن التصعيد الأمني الذي يواجه به الحراك السلمي في بلاده أمراً نشازاً جدّاً ومحاولة يائسة لإسكات الصوت الشعبي المطالب ‏بالاصلاح الذي لابد منه.‏

 وقال اشيخ قاسم في خطبه الجمعة، أن التصعيد الأمني ‏لإجهاض المطالبة بالحق السياسي وسائر الحقوق العادلة، والمداهمات والملاحقة الشرسة المستمرة ‏في مناطق كثيرة في البحرين لتعذيب الشباب وسوقهم للمحاكمات التي تنتهي بالعقوبات المشددة ‏وسد منافذ الحل السلمي العادل أمراً نشازاً جدّاً ومحاولة يائسة لإسكات الصوت الشعبي المطالب  ‏بالاصلاح الذي لابد منه.‏
وفي حديثه عن أوضاع المنطقة، قال الشيخ قاسم: “تعرف (اسرائيل) من نفسها أنها دولة مغتصبة وأنها زُرعت قهراً في الوسط العربي والاسلامي ‏الذي تعاديه ويعاديها ولا تلائمه ولا يلائمها وهي بذلك تشعر بالحاجة في بقائها وراحتها إلى ‏اضعاف هذا الوسط وتمزيقه لخلق الفتن الكبرى في صفوفه وبين أفراده، ومن وسائلها في ذلك ‏احداث حالة من التشكيك داخل أطراف هذا الوسط في بعضها بعضاً وخلق الصراعات المحتدمة ‏بينها واقناع البعض ما استطاعت بصداقتها له ليقف معها في خندق واحد ضد البعض الآخر من ‏الأمة.

في حين أنه لا يمكن أن تكون (اسرائيل) صديقاً حقّاً لأي طرف من أطراف أمة كل همّها أن ‏تقوى على حسابها وأن تثبت وجودها على أنقاضها ولها أطماعها التوسعية بما يشمل أجزاء ‏المنطقة التي تغازل بعض أطرافها. وهذا المكر الخبيث لابد أن تحاوله (اسرائيل) وهي كثيراً ما ‏حاولته بل وهي دائماً ما تحاوله».‏
وأوضح  أن «نشوب حربٍ داخل الأمة الاسلامية تحت عنوانٍ مذهبي أو قومي أو إقليمي أو أي عنوان آخر ‏تسمح به الظروف فهو تفكيك الأمة وانهاكها وايقاع خسائر عظمى في صفوفها، وأكبر حالة تدمير ‏ممكنة لأقطارها وثرواتها والبنى التحتية فيها وتظل آثارها المدمرة على المدى الطويل ليمثل ‏أمنية دائمة كبرى لـ (اسرائيل) لا تبارحها ولا تكف ما وجدت سبيلاً عن ارتكاب أي طريق اجرامي ‏لتحقيقها».‏
وأضاف «يؤمل للاتفاقية الأخيرة بين إيران ودول 5+1 فيما يتعلق بالمسألة النووية أن ‏تحبط سعياً صهيونيّاً جادّاً طال مداه وتقضي على أملٍ اسرائيلي عاشته الدولة الصهيونية وتنامى ‏كثيراً في هذه السنوات بإشعال حربٍ تحرق منطقة الخليج ” الفارسي ” وتلهب فتنة طائفية في الأمة الاسلامية ‏تمتد آثارها الخطيرة إلى مدى طويل، وفي ذلك فرصتها التي تبحث عنها لتثبيت وضعها المهتز ‏والتمدد الآثم واحكام السيطرة على الأمة، ليقضى على هذا الأمل الإجرامي وليخيب مسعاها القذر تحتاج المنطقة إلى أن تدعم بإخلاصٍ ما ‏صار إليه من اتفاق بين ايران ودول 5+1 وتثبيته وتأكيده وتغليب المصلحة المشتركة بين كل ‏دول المنطقة على العاطفة وتغليب الاسلام وهو دين الجميع على ارادة الشيطان، تحتاج المنطقة إلى أن تتذكر العداء الحقيقي من (اسرائيل)، وأن المسافة الفكرية والروحية والأخلاقية ‏بينها وبين أميركا، أو بينها وبين روسيا والصين ليست أقرب من المسافة بين بعضها والبعض ‏الآخر منها، وأنه اذا أمكن اللقاء بين بلدٍ منها وبين احدى الدول خارج العالم الاسلامي لبعض ‏المصالح المشتركة أو بحكم العلاقة الانسانية العامة فإنه بالاضافة إلى العلاقة الانسانية التي توجد ‏بين بعضها بعضاً علاقة الجوار والدين والتاريخ والمصالح القوية المشتركة والأمن الواحد الذي ‏لا يمكن أن يجزأ».‏
وبين الشيخ قاسم «لن يكفي لاستقرار المنطقة وسلامتها والحفاظ على أمنها واحراز تقدمها وازدهارها وضمان ‏رقيها وسبقها وقوة الأمة بها أن تتوقف الحرب التي تتهدد هذه المنطقة وأن تنتهي حالة التوتر بين ‏دولها وتنتهي هذه الدول إلى الصلح بعد العداء، والتعاون بعد المواجهة، لن يكفي هذا كله وهو ‏كثير وهو مفيد كل الفائدة، ما لم تتصالح الأنظمة، ما لم تتصالح أي حكومة تعيش أزمة في داخلها ‏مع شعبها وتُنهى حالة الكبت والاضطهاد والتهميش مع الشعوب ويُعترف لها بحقها».‏
وشدد على ضرورة «التفاهم والحوار المنتج والأخذ بالعدل والانصاف والاعتراف بالحق السياسي ‏وسائر الحقوق من كل حكومة لشعبها بعيداً عن التدخلات الخارجية المفروضة بالقوة على هذا ‏الطرف أو ذاك الطرف على أن واقع العصر لا يعطي فرصة بأن تبقى الشعوب منسية أو مهمشة ‏وكل المحاولات على هذا الطريق خائبة يائسة».‏
وذكر أنه «أمام حتمية الاصلاح والتغيير يكون التصعيد الأمني الذي يواجه به الحراك السلمي في البحرين ‏لإجهاض المطالبة بالحق السياسي وسائر الحقوق العادلة والمداهمات والملاحقة الشرسة المستمرة ‏في مناطق كثيرة في البحرين لتعذيب الشباب وسوقهم للمحاكمات التي تنتهي بالعقوبات المشددة ‏وسد منافذ الحل السلمي العادل أمراً نشازاً جدّاً ومحاولة يائسة لإسكات الصوت الشعبي المطالب ‏بالاصلاح الذي لابد منه، ولا صلاح للوطن بدونه، ودون جذريته وتجذره

شاهد أيضاً

البحرين تواجه 40 سؤالاً عن سجلها الحقوقي في جنيف

الاثنين ١ أيار ٢٠١٧ قدمت 10 دول أعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في ...