الرئيسية / الاسلام والحياة / القدوة الاهمية وتحولات الدور

القدوة الاهمية وتحولات الدور

النجاعة في العمل التبليغي:

 

يبتني صلاح المجتمع على صلاح الانسان، وعلى تهذيب النفس والاخلاص والصدق. إن النجاح في عملية التبليغ، والتوفيق في هداية الآخرين، يتوقفان على تربية النفس وتهذيبها. وإذا كان المرتجى من طالب العلم هو العمل على بناء الانسان وتربيته وتهذيبه.. فلا بد أن يستغل الفرص من خلال اعداد النفس اعدادا جيدا قبل مغادرة الحوزة للتبليغ. وقد تكفل الله تعالى للعلماء العاملين أن يستجيب الناس لهم، وأن يجعل القلوب تهفو إليهم.

 

ينبغي لكم أن تبنوا أنفسكم وتربوها في هذه الحوزات بحيث إذا ما ذهبتم إلى مدينة أو قرية وفقتم إلى هداية أهاليها وتهذيبهم.. يؤمل منكم عند مغادرتكم الحوزات العلمية أن تكونوا قد هذبتم أنفسكم وبنيتموها بنحو تتمكنون من بناء الإنسان وتربيته وفقا لأحكام الإسلام وتعاليمه وقيمه الأخلاقية.. إذا خطوتهم من أجل الله تعالى، فإن الله مقلب القلوب،

 

 

 

يجعل القلوب تهفو إليكم: }إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّا{.

 

استشعار خطر المسؤولية:

 

نظرا لخطورة المسؤولية، ينبه الإمام إلى أن مسؤولية العلماء وواجباتهم ثقيلة وجسيمة. وعلى الرغم من أن “كلكم مسؤول عن رعيتهًً إلا أن مسؤولية العلماء تأتي في الدرجة الأولى. إن العجز عن إصلاح النفس وعدم اكتساب الكمالات المعنوية والأخلاقية، سوف يؤدي إلى اضلال الناس، والاساءة إلى الإسلام وإلى علماء الدين. وأن يتحول طالب العلم إلى عنصر مضر للإسلام والمجتمع الإسلامي وحياة المسلمين وآخرتهم. ولن يقتصر الأمر على إفساد جموع غفيرة من الناس والتسبب في انحرافهم، بل سوف يتحول إلى عقبة في طريق تقدم المسلمين، ويحول دون نشر الإسلام والإطلاع على حقائق القرآن، وسوف يحول دون تعرف المجتمع على حقيقة الإسلام وواقع علماء الدين.

 

تقع على عاتقكم مسؤولية ثقيلة وجسيمة.. إذا ما رجعنا إلى (أصول الكافي) وكتاب (الوسائل)، وتصفحنا الأبواب المتعلقة بواجبات علماء الدين فسوف نواجه بواجبات عظيمة ومسؤوليات خطيرة ذكرت لأهل العلم.. أنتم أيها العلماء، وأنتم أيها الطلاب، يا طلبة العلوم الدينية، ويا أيها المسلمون، كلكم مسؤولون، مسؤوليتكم أيها العلماء وطلبة العلوم الدينية تأتي في الدرجة الأولى، ثم مسؤولية بقية المسلمين. “كلكم راع وكلكم مسؤول

 


عن رعيتهًً.. نسأل الله تعالى أن يوفق العلماء وطلاب العلوم الدينية للتنبه للأخطار المحدقة بهم، ووعي مسؤولياتهم الجسيمة في عصرنا الحاضر.. إذا ما عجزتم – لا سمح الله – عن إصلاح أنفسكم خلال مراحل الدراسة، ولم تكتسبوا الكمالات المعنوية والأخلاقية، فإنكم أينما ذهبتم ستضلون الناس – والعياذ بالله – وتسيئون إلى الإسلام وإلى علماء الدين.. إذا لم تعملوا بمسؤولياتكم في الحوزات العلمية ولم تفكروا بتهذيب أنفسكم، واقتصر همكم على تعلم عدد من المصطلحات وبعض المسائل الفقهية والأصولية، فإنكم ستكونون في المستقبل عناصر مضرة – لا سمح الله – للإسلام والمجتمع الإسلامي.. من الممكن أن تتسببوا – والعياذ بالله – في إضلال الناس وانحرافهم.. إن هذه المصطلحات مهما كثرت وعظمت، إذا لم تكن مقرونة بالتهذيب والتقوى فإنها سوف تنتهي بضرر حياة المسلمين وآخرتهم.. ما أكثر الأشخاص الذين كانوا علماء في علم التوحيد ولكنهم كانوا سببا في انحراف جموع غفيرة من الناس.. كم من الأشخاص كانوا يتقنون هذه الدروس التي تدرسونها بنحو أفضل منكم، ولكن نظرا لأنهم كانوا منحرفين ولم يصلحوا أنفسهم ويهذبوها، فإنهم عندما نزلوا إلى المجتمع أضلوا الناس وأفسدوا كثيرين.. إن عالم السوء الذي سيطر عليه الغرور والتكبر، لم يتمكن من إصلاح نفسه والمجتمع، ولم يجلب غير الضرر للإسلام والمسلمين. وسوف يصبح بعد سنين من طلب العلم وإنفاق الحقوق الشرعية والتمتع بالحقوق والمزايا الإسلامية، عقبة في طريق تقدم الإسلام والمسلمين، ووسيلة في تضليل الشعوب وانحرافها, وتصبح ثمرة كل

 


هذه الدروس والبحوث والانشغال في الحوزات، أن يحول دون نشر الإسلام وإطلاع العالم على حقائق القرآن. بل قد يصبح وجوده حائلا دون تعرف المجتمع على حقيقة الإسلام وواقع علماء الدين.. فلو فكرتم قليلا بأمور آخرتكم وعقباتها الكأداء لأوليتم اهتماما أكبر للمسؤوليات الجسام الملقاة على عواتقكم.

 

إذا ما انحرف إنسان وضل بسبب سلوك بعض العلماء وسوء عمله، فمن الصعب أن تقبل توبته، ذلك أنه يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد. لهذا لا بد من الابتهال الى الله تعالى للتوفيق والتنبه للأخطار المحدقة، ووعي المسؤوليات الجسيمة.

 

إذا ما انحرف إنسان وضل بسبب سلوككم وسوء عملكم، فإنكم ترتكبون بذلك أعظم الكبائر، ومن الصعب أن تقبل توبتكم.. عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: “يا حفص، يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد.ًً، لأن معصية العالم تسيء كثيرا للإسلام والمجتمع الإسلامي.

 

الروح التربوية:

 

إن مهمة العلماء هي هداية المجتمع، والانقطاع الى الله تعالى في لباس خدمة الخلق، وهي مهمة الانبياء والاولياء. ذلك أن هداية انسان واحد خير مما طلعت عليه الشمس، ومن لا يستطيع إصلاح نفسه، فكيف يتسنى له هداية الآخرين وإرشادهم وإدارتهم؟

 

لهذا، ينبغي ان يكون سلوك العالم في المجتمع مثاليا، وذلك من خلال تحسين السلوك مع عباد الله تعالى والنظر إليهم بعطف وحنان، واحترام

 


العالم منهم لعلمه، وإكرام الصالح منهم لصلاحه وكذلك من كان في سبيل الهداية، والتودد إليهم، ومحادثتهم ومؤآخاتهم.. وكذلك الاقتداء بالأئمة الأطهار الذين كانوا يوضحون الكثير من المسائل عن طريق الأدعية والأعمال الصالحة.

 

حسّنوا سلوككم مع عباد الله تعالى وانظروا إليهم بعطف وحنان.. أكرموا عباد الله الصالحين والطيبين, فاحترموا العالم منهم لعلمه، واحترموا من هو في سبيل الهداية لأعماله الصالحة.. توددوا إلى الناس وحادثوهم وآخوهم.. هذبوا أنفسكم وتحلوا بالصدق والإخلاص، أنتم الذين تريدون هداية المجتمع وإرشاده. فالذي لا يستطيع إصلاح نفسه، كيف يتسنى له هداية الآخرين وإرشادهم وإدارتهم؟.. لقد كان الأئمة الأطهار يوضحون كثيرا من المسائل عن طريق الأدعية.. لو أن شخصا اهتدى بكم فإن ذلك خير لكم مما طلعت عليه الشمس.

شاهد أيضاً

مركز السيدة زينب الطبي يستخدم احدث الاجهزة المختصة في مجال فحص العيون

استخدم مركز السيدة زينب (عليها السلام) الطبي التابع لقسم الشؤون الطبية في العتبة الحسينية المقدسة ...