الرئيسية / تقاريـــر / وأد الفتنة الطائفية – حسب الله يحيى

وأد الفتنة الطائفية – حسب الله يحيى

ما حدث ليلة 13/ 5/ 2015 في الاعظمية، اشتغل على عتمته عدد من القتلة والمفسدين، ولا يختلف اشتغالهم هذا عن أية عصابة إجرامية قد تستفيد من زرع الفتنة وإعمام الفوضى بين جمع من الناس جبلوا اصلاً على المساواة في الحقوق والواجبات، وتنوعوا في الانتماءات المذهبية والفكرية، والزمن كان قد امتحن صبرهم ووحدتهم ومحبتهم أمام كل المحن التي مرت
بهم.
وكانت الشائعة التي اشتعلت فوق جسر الائمة قبل سنوات، هي نفسها الشائعة التي عملوا على إعادة إشعالها من جديد بهدف خلق فتنة تؤدي بالجميع الى افدح الخسائر البشرية والمادية.
وهذه المرة كانت العملية مكشوفة، بدليل ان الحريق الذي حصل في دائرة استثمار الوقف السني في الاعظمية؛ لم يكن مصادفة، مثلما لم تكن مصادفة كل الحرائق التي جرت في العراق سابقا والتي كان يهدف بعضها إلى اخفاء الأدلة المتعلقة بالفساد!.
وهذا يعني أن خصم الوئام والمحبة بين العراقيين، هو الفاسد والمجرم الذي ليس بوسعه أن يحيا إلا على إحراق الحقائق وتصعيد الخصومة، والعمل في ظل فوضى عارمة ومعادية.. يتخذها هذا البعض سبيلاً من سبل العمل الظلامي الاجرامي.
ومثل هؤلاء الذين يعمدون الى إشعال الحرائق بين مكونات الشعب العراقي، هم أنفسهم من عمد الى تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء وتمكن من زرع الفتنة في خطوة سلبية اولى، و(حصدنا) بسببها نيران حرب أودت بمئات العراقيين الابرياء.. وكانت صفحة سوداء تجاوزها شعبنا بوعيه وتلاحمه.
وما حدث في الاعظمية، تم وأده سريعاً، وذلك من خلال إدراك كل الخيرين ووعيهم وتلاحمهم لإبعاد ما جرى عن أي تصور يراد منه توسيع رقعة ما حدث. وكان الأمل، أن يصار الى احتواء ما حدث، بدلاً من نشره في بعض وسائل الاعلام التي عمدت الى نشر ما جرى وكأنه بداية لحرب طائفية تم اشتعال فتيلها وبالتالي يصعب إطفاء حرائقها كما بدا الأمر.
ولو تيسر لنا إعلام عراقي وعربي وعالمي نبيل وصادق وأمين، لكان قد نظر الى الأمور بعيون أخرى غير العيون التي ظهر بها هذا الحدث الذي لم تنقله وسائل اعلامية محددة بحيادية وبعد نظر، وإنما قامت بإيقاظ الساكن والهادئ والحذر ضمن واقع الازمات العديدة التي يمر بها العراق.
إن حادثة الاعظمية، كان يمكن لها أن تسفر عن صفحات مأساوية.. لو لم يقم الخيرون من السنة والشيعة بتفادي الامر من خلال الالتحام مع بعضهم البعض، ليفوتوا على مدبري الفتن ومشعلي الحرائق فرصتهم الخبيثة في هذا العمل الاجرامي الذي كان يراد منه إلحاق الاذى بالعراق والعراقيين.

شاهد أيضاً

المالكي: المجرمون يريدون إيقاع الفتنة الطائفية والعصابات سيطرت على الفلوجة وحان وقت الحسم

أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، أن العمليات العسكرية ستسمر لحين الانتهاء من وجود ...