الرئيسية / تقاريـــر / حماية المعلومة الأمنية – ابراهيم سبتي

حماية المعلومة الأمنية – ابراهيم سبتي

افضل ما يقدم للعدو الآن، هو الشائعة وفضح المعلومة السرية، فالشائعة خدمة مجانية للعدو لأنها تخلق انتصارا له لم يكن موجودا او قل انه صعب تحقيقه على الارض فيلجأ مختصون في هذه الفوضى الى صناعة قصة تختار بعناية حسب توقيت محدد نفسيا وزمنيا..

والبعض يؤمن ايمانا شديدا بها لاحتوائها على مبهرات ودهشة مخلوطة بالصنعة المحترفة، اما المعلومة السرية المستباحة، فهي كارثة حقيقية عندما تعلن امام الجميع عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة او في مؤتمر صحفي او في حفل ما او مؤتمر..

فيخرج لنا احد المعنيين بالجانب الامني ليقول بأن مجموعة متكونة من العدد الفلاني والسلاح الفلاني، ستشن هجوما في الساعة الفلانية لدحر العدو، او يقول بأنه في الساعة الفلانية ستصل التعزيزات من الطريق الفلاني عابرا القرية او المنطقة الفلانية!!. هل هذا كلام منطقي في ظل معركة شرسة وصعبة؟ كيف يتم فضح التفاصيل العسكرية السرية التي يفترض انها مصانة ولا يعلم بها سوى نفر محدود ممن يعنون بامرها؟.
ان المعلومة السرية هي احد عناصر انجاح المعركة وصناعة مشهد النصر، ولهذا يمكن القول بأن هنالك من يساهم في نشر الشائعة وفضح المعلومة السرية، فبعض القنوات الفضائية يسرها ان تنشر الاكاذيب المثبطة للهمم وفبركة صور لها لإقناع المتلقي على انها واقع يجري الآن.. هذه القنوات تعمل بجد ودون ملل ولا كلل على ادامة زخم التزييف واغراء البعض ممن يحسبون انفسهم على خانة المحللين الامنيين، على التكلم بما يسمع او يتلقف معلومة ما، وكأنه يحقق منجزا مهما يحسب له وفي سجل ثقافته وحضوره المتكرر على الشاشة.. ولا ينتهي المشهد هنا، بل انهم يقومون بتأويل الشائعة احيانا ويلبسونها ثوبا منمقا وسريع التصديق وربما يحاولون اضافة اشياء من نسج خيالهم ليجعلوها اكثر تقبلا واقناعا. انهم يمدون العدو بأسلحة اقوى مما يمتلكه ويمنحونه فرصة للتقدم والمناورة.
وفي قراءة متأنية للحروب التي خاضتها الدول على مدى تاريخها، نجد ان المعلومة السرية لا يمكن بأي حال من الاحوال ان تذاع وتباح للعدو ولا يمكن ان تكون متداولة برخص، لأنها تؤدي الى الندم وبالتالي الى الاندحار.. وكم من ملفات لم يعرف عنها شيئا الا بعد مرور عقود من الزمن، عندها يسمح للجمهور بالاطلاع على بعضها بعد ان فقدت تأثيرها او حققت مآربها. نحن بحاجة الى مراقبة صارمة لجميع وسائل الاعلام التي تبث في الداخل العراقي،

والمراقبة هنا ليس بقصد تحجيم الحريات كما يفهم البعض، بل لمنع افشاء وفضح المعلومة الامنية السرية ولتعويد المتكلمين على وطنية المعلومة وأهميتها وبأنها تخدم العدو وان من يتكلم بها هو واحد من المروجين للإرهاب والمتعاونين معه. وعلى بعض الجهات الاعلامية فرض حجب على الشائعة ومحاولة وأدها في مهدها لكي لا تصل الى اهدافها. هي دعوة لكل من يهمه عبور البلاد لهذه المحنة.