الرئيسية / تقاريـــر / الأنبار المعركة الحاسمة – محمد صادق جراد

الأنبار المعركة الحاسمة – محمد صادق جراد

أكثر ما يخشاه داعش اليوم هو تضامن أبناء العشائر مع القوات الأمنية العراقية وأبطال الحشد الشعبي وهذا ما كشفته الجرائم الوحشية التي يرتكبها تنظيم داعش التكفيري بحق أبناء العشائر العراقية في المناطق التي يسيطر عليها حيث يرتكب داعش تلك الجرائم في محاولة يائسة للحصول على ولاء الناس من خلال ترويعهم والتنكيل بهم فكانت هذه الجريمة بمثابة حلقة جديدة في مسلسل الجرائم بحق أبناء المناطق السنية والتي دخل داعش إليها بحجة الدفاع عن أهلها وحمايتهم من الجيش العراقي الطائفي كما يدعي داعش وأبواقه الطائفية .
سقط قناع داعش وأدرك العراقيون زيف الشعارات التي كان يحملها هذا التنظيم التكفيري الظلامي الذي استهدف جميع مكونات الشعب العراقي وكان عدوا للجميع لان داعش لا صديق له الا من يقبل بأفعاله ويستسلم له وان كل من لا يقبل بنهجه الإجرامي فهو عدوه ومستباح دمه.
ولابد من الإشارة هنا الى حقيقة مهمة للغاية وهي ان الانتصارات الأخيرة والكبيرة التي تحققت في تكريت ساهمت في تحقيق الوحدة بين مكونات الشعب العراقي من خلال تطوع أبناء صلاح الدين مع أبناء الحشد الشعبي من أبطال المحافظات الوسطى والجنوبية فاختلطت الدماء العراقية فكانت صورة رائعة من التلاحم الوطني التي يخشاها داعش ومن يقف وراءه من دول إقليمية حاولت إثارة الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي والتي كان هدفها إضعاف وتقسيم العراق وفق الانتماءات الطائفية والقومية، الا ان وعي الشعب العراقي والقيادات الدينية والوطنية ودور الإعلام الوطني والأصوات والأقلام الحرة كلها ساهمت في إفشال المخططات الخارجية .
ومن جانب آخر ساهمت الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش العراقي وأبناء الحشد الشعبي في مدينة تكريت في رفع المعنويات العراقية وزادت من ثقة المقاتلين بقياداتهم وقدرتهم على تحقيق الانتصارات بجهود عراقية وطنية وفي الوقت نفسه ساهمت في إحباط معنويات الأعداء وأثارت الشك والخوف والرعب في نفوسهم الأمر الذي يمهد لانتصارات قادمة في الأنبار التي تتوجه إليها الأنظار اليوم لتلحق بركب المدن المحررة من سيطرة الإرهاب .
الأنبار بطبيعتها العشائرية ترفض الانصياع لداعش التكفيري الذي استباح دماء أكثر من عشيرة عراقية هناك فبعد مجزرة البو نمر جاءت اليوم مجزرة البو فراج لتكون دافعا جديدا لأبناء العشائر العراقية الأصيلة للوقوف الى جانب القوات الأمنية في تحرير مدنهم من التنظيمات الإرهابية التي استباحت الحرمات وانتهكت كل ما هو مقدس من قتل الأبرياء وتهديم الجوامع وتدمير المتاحف وخطف الأبرياء والمساومة على حياتهم وجرائم كثيرة جعلت المواطن العراقي في تلك المدن يصل الى قناعة مفادها ان الدولة لا يمكن ان يديرها مجموعة من اللصوص المتسترين بالدين وانه لاغنى عن دولة المؤسسات ودولة القانون ودولة العدل والمساواة والحرية .

شاهد أيضاً

الأنبار مسارات الانتصار – صادق كاظم

تمكن عصابات “داعش” الإرهابية مؤخرا من السيطرة على مركز مدينة الرمادي لا يعني بالحسابات الستراتيجية ...