الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 108 أبوعلي الخزعلي – الشهيد محمد وچر موسى

108 أبوعلي الخزعلي – الشهيد محمد وچر موسى

ولد في مدينة العمارة عام1958م، فعاش في أجواء طابعها طيبة القلب والفطرة السليمة والولاء لآل الرسول‌عليهم‌السلام، فتغذى حبهم، ونشأ متمسكا بولائهم الصادق منتهجا طريقهم رافضا الظلم والجور الذي مارسه العفالقة المجرمون.

أڪمل دراسة الإعدادية الصناعية — فرع الكهرباء في مدينته عام1977م، وأراد العمل بعد تخرجه في سلك الشرطة كضابط، ولكنه اڪتشف أن ضباط الشرطة يُكلفون بمهام ضد الإسلاميين فيكون حينئذ مشاركا للبعثيين في جرائمهم ضد أبناء شعبه، لذا أعرض عن تلك الفكرة وقام بسحب معاملته.
عُرف عنه رفضه القاطع للنظام بلسانه وأمام أدعيائه، ولذا كان عرضة لمراقبة وملاحقة زبانية النظام البعثي، فقد أعتقل سنة 1979م، ودام اعتقاله ثلاثة أسابيع قاسى خلالها صنوف التعذيب الوحشي، النفسي والجسدي، وأُفرج عنه بعد ذلك ثم استدعي للخدمة الإلزامية، ولكن عيون السلطة البغيضة لم تتركه، وظلت تلاحقه فلم يجد بدا من اللجوء إلى الأهوار، ملتحقا بالمجاهدين هناك، واشتبك مع كلاب السلطة الذين جاءوا بحثا عن المجاهدين، فجرح في يده اليسرى على إثر ذلك، وبقي صابرا صامدا رغم صعوبة ظروف الأهوار وقسوتها والمعاناة فيها، ولم يُسلّم نفسه إلى السلطة.

 

إلى أن أُعلن عن قرار العفو عن الفارين من الخدمة العسكرية، فالتحق بوحدته لعله يجد فيها فرصة للخلاص من هذا السجن الكبير الذي أُطبق على أهل العراق، فكان كما أراد وتمنى، فرصة نجاته وهجرته من جبهة الباطل إلى جبهة الحق في يوم14 محرم الحرام من عام1408ه‍.ق وفي هذا الصدد يقول في وصيته (وهاجرت من العراق فارا بديني قاصدا أرض الدولة الإسلامية في إيران منهزما من الكفر والضلال والعبودية، من معسكر يزيد عصره وطاغية زمانه صدام المجرم اللعين إلى معسكر النور والهداية…) ثم يصف خطورة الموقف والطريق حيث يقول (جئت عبر ممرات الموت والأسلاك والألغام والخنادق والجبال حيث جئت مهرولا لشوق اللقاء عابرا حدود المستحيل مترا بعد متر وقدما بعد قدم حتى وصلت أرض إيران الإسلام).
فور وصوله ايران، انخرط في صفوف قوات بدر بتاريخ18/2/1988م، وبعد تلقيه دورة تدريبية نسب الى فوج الشهيد الصدر الذي كان يستعد لخوض عمليات تحرير حلبچة، فاشترك فيها، وكان سيفا صارما ضد البعثيين وسطَّر ضروبا من الشجاعة قلّ نظيرها، حتى جُرح فيها وعاد إلى فوجه ليكون آمرا لأحد فصائله عندما اشترك في صد الهجوم الفاشل للبعثيين على شاخ شميران، حيث كان دوره دورا متميزا في صد ذلك الهجوم.
عُرف بخلقه الرفيع وهمته العالية وحبه لإخوته المجاهدين، تأثر به كل من تعرف إليه. كان تاليا للقرآن والكتب الإسلامية ولم يتوانَ عن أي واجب يكلف به، كان كلامه مؤثرا في قلوب الناس لأنه كان يخرج من القلب فيدخل في القلوب…
ختم حياته المعطاء في الملحمة الكبرى ضد ذيول الاستكبار وعملائه من المنافقين، حيث كان آمرا لأحد فصائل فوج الشهيد الصدر الذي نفّذ الإنزال الجوي خلف قطعات العدو، فكانت له صولات وجولات ضدهم، حتى إذا جُرح آمر سريته ناب عنه فأدار المعركة بشكل كامل، ولما جُرح تم علاجه ميدانيا، ثم عاد ثابت القلب لايلين كالجبل لاتهزه العواصف، مصمما على إحدى الحُسنَيين، إما النصر أو الشهادة، متحملا العطش والجوع ولمدة يومين عندما انقطع عنهم طريق الإمداد.
في صباح اليوم الثاني شنَّ فوج الشهيد الصدر هجوما صاعقا على مواقع العدو تجلت فيه صور الفداء والتضحية والإيثار الحسيني، حتى أصيب برصاصة في رأسه يوم26/7/1988م، فسقط شهيدا مضرّجا بدمه ملتحقا بالحسين عليه‌السلام وصحبه البررة.
ومن وصيته رحمه‌الله (أوصي إخواني أن لايتركوا الجهاد في سبيل الله ما أمكن وأن يزيدوا من عطائهم للإسلام وأهله).
ومن وصيته لولده علي (أنت ياعلي وألف علي آخر، في العراق النازف الغارق بالمصائب والآلام… ياعلي وكل علي مثلك… سوف تحمل بندقيتك، التي هي بندقيتي بعد استشهادي إن شاء الله، وتواصل الطريق بإذن الله ونصره، وتعُم كلمة لاإله إلا الله وترفرف راياتها فوق أرجاء المعمورة، لتواصل الطريق حتى ولادة النور الإلهي المنتظر، فيا ولدي الحبيب أوصيك بالجهاد في سبيل الله حتى النصر أو الشهادة، من أجل إزالة هذه الخفافيش، خفافيش الدم السوداء من على ربوع وطننا الإسلامي الكبير…).

 
سلام عليه وعلى إخوانه الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه