الرئيسية / من / طرائف الحكم / إنّ أعظم الناس حسرة يوم القيامة – الشیخ عباس المعتقدی

إنّ أعظم الناس حسرة يوم القيامة – الشیخ عباس المعتقدی

قال علي بن أبي طالب(عليه السلام):« إنّ أعظم الناس حسرة يوم القيامة رجل إكتسب مالا من غير طاعة الله فورّثه رجلا أنفقه في طاعة الله فدخل به الجنّة و دخل الأول النار» (غرر الحكم ج1/242)

كما نعلم إن الله تبارك و تعالي أرسل إلينا دستورا كاملا لأمور دنيانا و أخرينا، ففي الموضوعات الإقتصادية قد دوّنت كتب و أبواب في الفقه الاسلامي و منها باب أو كتاب المتاجر و المكاسب، إنّ في الكتب الفقهية الشيعية و منها اللمعة الدمشقية و شرحه للشهيدين الاول و الثاني و كتاب الشرايع للمرحوم الحلي و غيرهما أبواب في المتاجر و المباحث الاقتصادية الأخري كالكفالة و الاجارة والمزارعة و المضاربة و إحياء الموات و غيرها و منبع جميع المباحث هو الكتاب و السنة و سائر المنابع التي يستنبط منها الأحكام الفرعية. و البعض من الفقهاء كالشيخ الانصاري ألف كتابا في المكاسب و البيع و الخيارات و سماه بإسم كتاب المكاسب و وسّع المباحث في هذه الابواب و البعض الأخري كالمرحوم الشيخ محمد حسن النجفي المشهور بصاحب الجواهر ألف كتاب الجواهر و ذلك في شرح الشرايع و وسع المباحث الفقهية و منها أبواب المتعلقة بالموضوعات الاقتصادية و الغرض من جميع هذه المباحث هو الإهتمام بصحة المعاملات و العقود و الايقاعات و ذلك بجانب الوظائف و التكاليف العبادية و الاخلاقية.

إن الله تبارك و تعالي يأمرنا في القرآن الكريم بأن لا نأكل أموالنا بيننا بالباطل و أحلّ البيع و حرّم الربا و جعل في أموالنا حقوقا يجب علينا أن نردّها إلي أهلها و من الحقوق الواجبة هي الزكوه و الخمس و هما من الفروع الدينية و ورد في الروايات بأن الدنيا في حلالها حساب و في حرامها عقاب، فبعد هذه الشريعة الكاملة التي لم يغمض فيها صغير الدنيا و لا كبيرها، فعلي جميع المكلفين التدقيق و الإهتمام في جميع قضاياهم الدنيوية و الاخروية و خاصة في كسب المال و صرفه .

فالدنيا ليست هدفا و مقصدا لأهلها بل هي الطريق إلي الآخرة و الآخره هي المأوي و ورد في حديث آخر عن أميرالمؤمنين(عليه السلام) « إحذر الدنيا فإنها شبكة الشيطان و مفسدة الايمان» فالإنسان يجب أن يعرف حد الدنيا و الآخرة و يعمل لدنياه علي قدر مقامه فيها و للآخرة علي قدر بقائه فيها كما ورد في بعض الروايات، اما من يجمع المال في الدنيا فيجب أن لا يكون في قلبه و روحه حبّه و يدفع الحقوق اللازمة و يصل الرحم ويأخذ بيد المساكين و الفقراء و يدّخر ماله لأخراه و يقدّمه إلي بعد موته. في هذالحديث يتكلم الامام عن رجل له أعظم الحسرات يوم القيامة و هو الذي جمع المال في معصية الله فيرثه أولاده أو ورثته فينفقون هذه الاموال التي إكتسبها في المعصية و الظلم و الباطل في سبيل الله فيدخل ذلك الرجل في النار و يدخل الورثة في الجنة فكيف يكون حاله حينما ينظر إلي وراثه في الجنة وهم دخلوا الجنة بصرفهم أمواله في طاعة الله تبارك و تعالي.

شاهد أيضاً

قصيدة الصاحب بن عباد في أمير المؤمنين علي أبن ابي طالب عليه السلام

أمير المؤمنين وأمام المتقين وقائد الغر المحجلين علي أبن ابي طالب عليه وعلى أصحاب الكساء ...