الرئيسية / تقاريـــر / التوغل الصهيوني في قارة افريقيا مخطط ممنهج

التوغل الصهيوني في قارة افريقيا مخطط ممنهج

مع إنضمامها إلى الأمم المتحدة ، صارت افريقيا تشكل كتلة لها رأيها ووزنها في المحافل الدولية ، لذلك عمل كيان الإحتلال الصهيوني الذي يسعى لإيجاد تواجد له في القارة الأفريقية ، إلى كسب تأييد الدول الأفريقية ليضمن ذلك منح أصوات إضافية من التأييد له في المحافل الدولية ، فلم يكن كافياً أن يعتمد الكيان الغاصب على الفيتو الأمريكي والبريطاني والفرنسي في مجلس الأمن الذي كان بحاجة إلى أصوات عشرات الدول الأخرى كي تحول دون تدهور الكيان و عزلته في الجمعية العمومية للأمم المتحدة .

و کتب موقع “الوقت” الاخباری التحلیلی فی مقال ان هذا الامر ، لیس بالجدید ، حیث برز فی صدارة جدول أعماله خیار أوغندا إلى جانب الأرجنتین وفلسطین ، قبل قیام الکیان اللقیط و مع انعقاد اول مؤتمر للصهاینة فی سویسرا عام ١٨٩٧ . فما هی المطامع «الإسرائیلیة» فی افریقیا ؟ وما هو المخطط «الاسرائیلی» لتحقیق هذه المطامع ؟

• المطامع «الإسرائیلیة» فی القارة الافریقیة

١ – تمثل القارة الأفریقیة لکیان الإحتلال الصهیونی رکیزة اساسیة یستطیع من خلالها إقامة دولتهم الکبرى المزعومة وذلک لوجود منابع النیل فیها.
٢ – من خلال السعی الذی یقوم به الکیان الصهیونی لکسب الشرعیة السیاسیة والقانونیة وإعتراف دولی أکبر به، یطمع فی أن تکون القارة الأفریقیة مکسب له على هذا الصعید.
٣ – العمل على الحیلولة دون قیام تکتل عربی افریقی ضده، وهو السیاق الذی یاتی ضمن المخطط «الإسرائیلی» القائم على زرع بذور التفرقة.
٤ – الموارد الطبیعیة والثروة النفطیة الهائلة، وهو مطمع «اسرائیلی» أساسی وکبیر فی القارة الأفریقیة.
٥ – جعل البحر الأحمر منفذاً «إسرائیلیا» إلى القارة الأفریقیة والشرق آسیویة .
وتساهم الدول الغربیة بشکل کبیر فی تمکین کیان الإحتلال الصهیونی للتوغل فی القارة الأفریقیة ، فدور بریطانیا فی تمکین الکیان من إنشاء سفارات له کان واضحا على مر السنوات الماضیة، وفرنسا التی لعبت دورا بارزا فی إتاحة الفرصة للکیان بإقامة مشاریع إقتصادیة وتجاریة فی بعض الدول الأفریقیة کجیبوتی وداکار والسنغال وساحل العاج .

وفی سیاق السیاسة التی یعتمدها الکیان «الإسرائیلی» للتوغل فی القارة الأفریقیة ، تأتی أربعة مداخل أساسیة هی کالتالی :

• التوغل السیاسی
١ – إقامة علاقة مع جهات معارضة وتشکیلات مسلحة وتقدیم الدعم اللوجستی والعسکری الکامل لها.
٢ – تشجیع الدول التی تعانی من مشاکل إقتصادیة على حلول الإنفصال والتقسیم.
٣ – إقامة علاقات شخصیة مع بعض الحکام الأفارقة بهدف کسب ودهم وتوریطهم فیما بعد ومن ثم الضغط علیهم.
٤ – التمثیل الدبلوماسی حیث حرص الکیان الصهیونی على إنشاء أوسع شبکة من العلاقات الدبلوماسیة وکسب النفوذ السیاسی داخل البلدان الأفریقیة، وکل ذلک کان بدعم من الحکومات الغربیة کفرنسا وبریطانیا وأمریکا.
٥ – سعی الکیان الإحتلالی إلى تضلیل الدول الإفریقیة بشأن ظروف نشأته، حیث عمل على أن یربط بین هذه الظروف والظروف التی مرت بها البلدان الإفریقیة، لیوجد بذلک نوعا من التجاوب مع مبادراته ونشاطاته فی القارة الإفریقیة.

• التوغل الإقتصادی
إعتمد کیان الإحتلال الصهیونی فی سیاسة توغله الإقتصادی على مجموعة من المخططات التالیة :
١ – مسح الاسواق الإفریقیة وإعداد دراسات عن أوضاعها وطاقتها الإستهلاکیة، والترکیب الاقتصادی وظروفه واحتیاجات أسواقه من السلع.
٢ – عقد اتفاقیات تجاریة مع مختلف الدول الإفریقیة، وانطلاقا من هذا الحرص لجأ الکیان الصهیونی إلى فتح ملحقیات تجاریة تتولى مهمة تطویر التجارة بین الکیان الغاصب والبلدان الإفریقیة.
٣ – تقدیم التسهیلات المالیة والقروض والائتمانات، وذلک لتمکین هذه البلدان من استیراد السلع من الکیان «الإسرائیلی»، والتی تشکل مواداً أولیة.
٤ – الاقتراض من البنوك الغربیة الأمریکیة والإنجلیزیة والألمانیة بأسعار فائدة منخفضة، ثم إعادة إقراضها للدول الإفریقیة بأسعار مرتفعة، بالإضافة إلى تقدیمها فی صور سلع وخدمات، فتکون الفائدة مزدوجة.
وتهدف کل هذه المخططات فی سیاسة الکیان «الإسرائیلی» الإقتصادیة إلی ربط الإقتصاد الأفریقی به وبالتالی إضعافه.

• التوغل العسکری سرا
١ – إرسال المستشارین من أجل تدریب الجیوش الإفریقیة وتنظیم بعضها.
٢ – تصدیر الأسلحة المصنوعة فی الکیان الصهیونی إلى الدول الإفریقیة.
٣ – إنشاء شرکات المرتزقة والتی تعمل على تدریب الجماعات المسلحة الإرهابیة وتسلیحها.
٤ – إنشاء شرکات تتولى تنفیذ المخططات «الإسرائیلیة» فی إفریقیا.
٥ – تغلغل الخبراء «الإسرائیلیین» فی المجالات العسکریة والأمنیة والإستخباراتیة داخل المؤسسات الوطنیة الأفریقیة، حیث یسعى الکیان الصهیونی إلى استغلال الدول الإفریقیة للتجسس على مصر والسودان والصومال وجیبوتی وشمال إفریقیا.
مما لا شك فیه أن الکیان الصهیونی یشکل خطرا على القارة الأفریقیة کما منطقة الشرق الأوسط، وتوغله السیاسی والإقتصادی والعسکری أمر یحتاج إلى تأمل ومراجعات شاملة، یتوزع العبء فیه على جهود الکیانات الإفریقیة، والکیانات العربیة والإسلامیة، الرسمیة منها وغیر الرسمیة لتفادی الخطر.