الرئيسية / تقاريـــر / النظام العالمي الجديد الاعداء والحلفاء – صفاء الوائلي

النظام العالمي الجديد الاعداء والحلفاء – صفاء الوائلي

 السيناريوهات التي طبقتها اميركا في العراق والمنطقة العربية منذ سنه تعددت وتنوعت الى حد كبيراً بدءاً بالتغييرات السياسية ما بعد انتخابات نيسان من العام الماضي مروراً بأزمة اسعار النفط وصولاً الى سيناريو الانهيار الامني المفتعل  والذي كان معداً بشكل دقيق من اجل تدمير الامن الوطني العراقي…

ان كل ما يجري اليوم على الساحة الإقليمية العربية مرتبط ببعضه ومتشعب يأتي كجزء من المخطط الكبير والخبيث في ربط الاحداث ببعضها ومد خيوط المخطط العنكبوتي ليحقق اوسع نتائج…

ان وجود اسرائيل في المنطقة لن يترك للمنطقة هدوء الا بضمان الامن الاقليمي والتأكد من اختفاء اي خطر كان يهدد وجود الكيان الاسرائيلي…

لقد اختارت الولايات المتحدة استعمال التعبئة الطائفية اقليمياً كخيار جيد بعد ان قامت بدراسة وتهيئة اكثر من مخطط واكثر من سيناريو..

تلك التعبئة التي نالت من سياده الدول وتجاوزت حدودها دون اي اشاره استنكار من المجتمع الدولي تجاه عمليه هتك سيادة الدول…

ان السيناريوهات التي تم تنفيذها في المنطقة او تلك التي لا تزال تنتظر دورها لكي تطبق لم تأتي بشكل عشوائي بل جاءت نتيجة دراسة دقيقه للواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمنطقة العربية المحيطة بالكيان الصهيوني لكون هذه المنطقة مرتبطة بوجود هذا الكيان وتم توظيف الثغرات ونقاط الضعف التي تم تشخيصها وتحديدها والدخول من خلالها بشكل دقيق ومضمون النتائج حيث ان المخطط بدء باللعب على جوانب محدده وزياده وتيرة اللعب وتوسيع مساحته وفق ابعاد زمانيه ومكانيه محدده…

ولحد هذه اللحظة لا يزال هناك الكثير الذي يجب ان يطبق لحين الوصول الى الاهداف والنتائج…

كل من يضن ان المنطقة ستهدأ مع وجود تهديدات للكيان الصهيوني فهو مخطئ…

المخطط الكبير يهدف الى تدمير كل كيان يتضمن في فكره او عقيدته او تفاصيله اي عداء للكيان الصهيوني ..

وان هذا المخطط الكبير يسير بسرعه تحددها التطورات التي تطرأ على المنطقة حيث انها تتصاعد في مكان وزمان معينين وتنخفض في اماكن اخرى حسبما مرسوم له…

وستاتي اللحظة الحاسمة التي ستصل الاحداث عندها الى نهايتها التي ستؤدي الى زوال الخطر والتهديد عن اسرائيل بالقوة او بغير القوه .لقد تضمن المخطط الصهيو أميركي ومن يتحالف معه شموليه غير مسبوقة في تبني مفهوم الحرب الشاملة والمتعددة التي تستخدم الوسائل والادوات المتاحة مهما كانت درجه كفاءتها في تحقيق اي تقدم يخدم الهدف الاوحد في ضمان امن اسرائيل وسيطرتها على العالم وموارده البشرية والمادية ..

يجب ان لا نستغرب اي نكبه او انتكاسه من اي نوع كان ويجب ان نتهيأ لتقبل انتكاسات غير متوقعه لان وسائل التدمير المادي والفكري وسائل متجدده متعددة المضمون متحدة النهاية او الغاية …

على العقل الدفاعي ان يفكر خارج اطار المعقول وان يعمل على استيعاب وفهم تفاصيل المخطط ومحاوله معرفه وسائله لان العنوان الاساسي والرئيسي للمؤامرة معروف وما يهم هو التعرف على خطوط سير المؤامرة وادواتها المادية والبشرية ومواكبه شموليتها بشموليه دفاعيه متعددة يجب ان تكون قادره على مواجهة ادوات المؤامرة ووسائلها وهذا ليس بالأمر الهين …

يجب عدم خساره الرؤية الواسعة والستراتيجية وعدم الضياع في ما يجري لان فقدان حالة المواكبة والوعي لما يحصل ستعجل بل وستساعد في منح العدو مساحه وكسب الوقت واختصار الموارد …

علينا ان نتبنى وسائل تأخير وعرقله كل خطوط المؤامرة …انا ارى ان الحال الان افضل مما سيكون عليه مستقبلاً لأني اعتقد بان الفرصة ما زالت موجوده … ما زلنا نراهن على عوامل قوه كثيره موجوده لدينا …

رغم حجم الخسارات والانتكاسات الا ان الرهان على كسب المعركة ما زال يمنحنا فرصه كبيره فقط اذا ما تم تسخير نقاط القوه لدينا وحمايتها من الاختراق وتحصينها من الدمار …المخطط القادم سيتضمن ربط الابعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية ببعضها وفتح الساحة لصراع مفتوح سيقود الى حرب اقليميه …

لقد تحول المحيط العربي لإسرائيل الى ساحه فوضى وتداخل قوي ومعقد اتسم بتدخل الدول بشؤون بعضها بل وتجاوز ذلك ليصل الى التدخل العسكري المباشر… المنطق العربية مقبله على مرحله جديده تتجه فيها الاحداث نحو تقسيم بعض الدول واعاده  رسم خرائطها بشكل طائفي سيلحقه حروب اهليه داخليه متخذة من مفاهيم حقوق الاقليات وحقوق الانسان ذرائع لإعطاء تلك المجاميع شرعيه دوليه تضغط من خلالها تلك المجاميع على حكوماتها من اجل  تحقيق مكاسب سياسيه وتصدير مفاهيم جديده تؤسس للفرقة والتقسيم والخروج من اطار سياده الدولة…

سيستمر العدو بالضغط عسكريا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا من اجل تحقيق اكبر مكاسب ممكنه… لقد وضفت امريكا القانون الدولي ومفاهيمه بحيث اصبحت تتلاعب به بشكل مزدوج متخذة ذرائع شتى…

لم يترك العقل الامريكي مجالا يخدم تطلعاته واهدافه الا وتبناه واستعمله بقوه… حتى الامم المتحدة تم اضعاف دورها وتحجيمه ووضعه باطار ضيق لا يتعدى تبني مبادرات انسانيه ومراقبه الاوضاع والمتغيرات واصبحت الامم المتحدة اداة واضحه بيد امريكا بعد ان كان الاسلوب الامريكي يعتمد استعمالها بالخفاء ….

لقد تجاوزت الوقاحة الأميركية مرحلة العمل السري واتجهت الى مرحله العمل العلني بمعايير مزدوجة…

ان المرحلة الحالية هي مرحله انهيار النظام الدولي وتكون وضهور نظام جديد هو نظام التحالفات الدولية التي تسيطر على كرسي القيادة فيها امريكا حيث تم تقسيم العالم الى ثلاث مجاميع ( اصدقاء – اعداء – حلفاء ) وبدأت عمليه الاختزال العالمي والدولي وتصنيف الدول الى حلفاء واعداء …

وهذا ما حول العالم اغلبه الى حليف لأميركا اما كحليف اقتصادي او سياسي واصبح الحلفاء توابع مقادين بشكل كامل من قبل امريكا متبنين افكارها وسياساتها واهدافها مطيعين لها بشكل كامل …

المنطقة حسب المخططات الأمريكية يجب ان تتحول جميعها الى حلفاء مطيعين راكعين لأميركا واي مجموعه او دوله كانت تضعها امريكا في خانه الاعداء يجب ان تختفي لأنها تهدد امن اسرائيل …

النظام العالمي الجديد الذي تبنته امريكا بث الرعب في داخل حتى حلفاءها وجعلهم راضخين لها بشكل مطلق خوفا من ان يواجه مصيرا مشابها لمصير الكثير من الدول والحكومات التي كانت يوما حلفاء لأميركا فتحولوا بين ليله وضحاها الى اعداء او محاور شر للعالم …

ان عمليه بث الرعب التي تتبناها امريكا هي سياسه اشغال الدول بمصيرها وجعلها بحاله من اليقظة الدائمة وعدم ترك المجال لها للتفكير او حتى الراحة ….

ان اشغال المجتمع الدولي بقضايا العالم المتعددة وخلق ازمات ومشاكل وان كانت بعيده عن بعض الدول الا انها وسيله لإقحام تلك الدول وادخالها في حالة من الترقب المتعب ودفعها بشكل او باخر لإعادة النظر بمواقفها محاولة لإرضاء امريكا او على الاقل اثبات ولائها احيانا وتعاطفها احيانا اخرى مع امريكا. لم تكن المنطقة العربية وحدها مسرحا للعروض الأميركية بل كان لبقع اخرى من العالم نصيبها لتكون مسرحا لعروض من نوع اخر…

عروض جعلتها امريكا اماكن وملاعب لإقحام بعض الدول فيها ..

هذه هي اللعبة الصهيو أميركية الشاملة المتعددة التي تحول من خلالها العالم الى ساحه لعب يجب ان يشترك فيها الجميع بينما تسيطر فيها امريكا على الملعب واللاعبين ونوع اللعبة.