الرئيسية / تقاريـــر / انتصارات القلمون وبروباغندا إعلام الاعداء – علي الأشقر

انتصارات القلمون وبروباغندا إعلام الاعداء – علي الأشقر

البروباغندا (Propaganda) تعني نشر المعلومات بطريقة موجهة أحادية المنظور وتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص المتلقين والمستهدفين لتلك المعلومات، وبذلك يسهل تقديم معلومات خاطئة وكاذبة عن طريق الامتناع عن تقديم معلومات كاملة، وهي تقوم بالتأثير على الأشخاص عاطفيا عوضا عن الرد بعقلانية خدمة لأجندات سياسية؛ فهي سياسيا تعني الترويج واقتصاديا تعني الدعاية ودينيا تعني التبشير واعلامياً تعني التهويل.

الانتصارات الكبيرة التي حققها رجال المقاومة والجيش العربي السوري في القلمون وجرود عرسال والمتواصلة ليل نهار أربكت مخططات محور الشر السعودي – الاسرائيلي – الأمريكي ومعادلات المتعاونين معه أقليمياً تركيا والأردن وقطر وغربياً فرنسا وبريطانيا في حرب غير تقليدية هي الأقبح في تاريخ الحروب بانتهاكها سيادة ووحدة الأراضي والحياة الانسانية والملكية الشخصية والانتهاكات العقائدية و… الخ، يصب فيها الاعلام الغربي والعربي الخليجي والاقليمي والتركي كل ثقل بروباغندا إعلامه وبنى قوامه على بث الشائعات والتهويل بتداعيات هذه المعركة على الداخل اللبناني والسوري مستصغراً حجم المكاسب وتأثيرها على الواقع السياسي  في المنطقة .

سيطرت المقاومة والجيش العربي السوري على أكثر المناطق استراتيجية في الجنوب السوري والشمال اللبناني والتي سيعنونها التاريخ باعتبارها إنجازاً تاريخياً عظيماً ومكسباً عسكرياً وسياسياً كبيراً تحقق في القلمون جرود عرسال وجرود جراجير ومرتفعات بالبوكسات الستراتيجية والتي ستشهد الساحة تغييرات كبيرة بعد الهزيمة التي منيت بها المجموعات الارهابية التكفيرية ومن يدعمها ويقف خلفها ويسندها، كما سجل ووثق انتصارات المقاومة ومحورها في حرب تموز 2006حيث هزيمة العدو الاسرائيلي المذلة في جنح ظلام الليل الدامغ متوسلاً بقرار أممي مدعوم بفيتو أمريكي وتهويل اعلامي سعودي – خليجي مخجل .

تحرير المناطق الستراتيجية في القلمون والجرود والسلسلة الشرقية وغيرها من مناطق الجنوب السوري والشمال اللبناني والانتصارات التي يحققها محور المقاومة الداعم للجيش العربي السوري في مناطق اخرى من بلاد الشام ومنها تعزيز مواقعه في منطقة تلبيسة شمالي محافظة حمص من الجهة الغربية ومقتل عشرات المسلحين وإخراجهم من مناطق واسعة، وإجباره المجموعات الارهابية التكفيرية المسلحة من تحمل الخسائر والإندحار من محيط منطقة تل كردي بالغوطة الشرقية في ريف دمشق وتكبيدهم خسائر كبيرة في الارواح والمعدات وتأمينه المناطق الواحدة تلو الاخرى، خلط أوراق الداعم والمدرب الخليجي – الآذري وبعض الغربي ودفع إعلامه المربك الى النفي بداية ومن ثم تهويل وتضخيم أهداف ما أسماه بـ«الانسحاب التكتيكي» للجماعات الارهابية المسلحة من معركة القلمون التی أطلقوا علیها من قبل بـ«جبهة الفتح» كما حصل إبان معركة «القصير» حيث سمعنا المعزوفة عينها.

تأكيد الأمين العام لحزب الله لبنان السيد حسن نصرالله في آخر خطاباته بأن المعركة مع مسلحي “داعش” والارهاب التكفيري في المنطقة بدأ وسيتواصل حتى القضاء التام على جميع هؤلاء الارهابيين عديمي الوجدان والدين والضمير والهدف، دفع بوسائل اعلام محور الشر العربي – الغربي الى نشر بيانات وتقارير عما أطلقوا عليهم تسمية «المجاهدين» للاعلان بأن «جيش الفتح يؤكد أن معركته مع حزب الله في القلمون لا تشمل الأراضي اللبنانية»، سعياً منهم الى تشتيت تماسك ووحدة صف محور المقاومة وتجنبهم تحقيق ما وعد به الوعد الصادق الذي يعرفه العدو قبل الصديق بأنه ينجز ما يعد به وحرب الـ33 يوماً مع عدوٍ قاهرٍ مدججٍ بالسلاح الحديث والمتطور ومدعوم من أكبر قوى عالمية خير شاهد .

إسترجاع الجيش السوري مطار “الثعلة” العسكري بالسويداء وفرار مقاتلي المجموعات الارهابية منه، وسيطرته على سهول الرهوة (معقل المسلحين) وعلى غالبية مساحة سلسلة جبال الباروح الاستراتيجية ومرصد الزلازل بدعم رجال المقاومة الأشداء، إضافة الى تقدمهما في جرود رأس المعرة وفليطا وسط استهداف نقاط تجمع المسلحين الارهابيين وتثبيت مواقعهما المشرفة على جرود عرسال وفليطا بعد سيطرتها على تلة موسى الاستراتيجية، واستعادة السيطرة على قرية “‏جزل” بريف حمص الشرقي وعلى كامل آبار النفط فيها ومواصلاً عملياته لاستعادة باقي النقاط شرقي منطقة “جزل” وسط البلاد، أربك فزاعة الإجرام الوهابي –  السلفي – الصهيوني – العثماني وأفشل مخططاتهم في إيجاد مناطق آمنة لجبهة النصرة بعد أن وضعوا كل إمكانياتهم العسكرية والسياسية وبروباغندا إلاعلامهم لإخراجها من وصفها بالمجموعة الارهابية وإطلاق تسمية المعارضة المعتدلة لتكون القوة العسكرية لمعارضة أسطنبول والدوحة، وإذا بها تفشل وتمنى بهزيمة نكراء رغم الدعم الأردني الوقح في فتح الحدود أمام تدفق الأفراد والعتاد من الجنوب والعثماني المهزوم من الشمال، ما دفعها للأقتتال مع أخواتها من المجموعات المسلحة ضمن «جيش الفتح» الجبهة الجديدة التي أطلقوها بدافع الدعم السعودي – الأمريكي لإسقاط الحكومة السورية، ما زاد الأمور تعقيداً فأطلقوا عنان تهويلهم الاعلامي في تضخيم بعض الخروقات الأمنية والعسكرية التي تحصل عادة في الحروب التقليدية فكيف بها اذا كانت حرب عصابات إجرامية الى جانب التقليل من المكاسب على الأرض.