الرئيسية / الاسلام والحياة / ليالي بيشاور – 54 سر وصية الإمام أمير المؤمنين علي (ع)

ليالي بيشاور – 54 سر وصية الإمام أمير المؤمنين علي (ع)

مفتريات ابن حزم

وأبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي ، المتوفى سنة 456 هجرية ، هو أشهر علمائكم المعروف بحقده وعدائه للشيعة ، فلقد تحامل على شيعة أهل البيت (ص) وافترى عليهم في كتابه ” الفصل في الملل والنحل ” الجزء الأول ، فيقول : إن الشيعة ليسوا بمسلمين ، وإنما اتخذوا مذهبهم من اليهود والنصارى !

وقال في الجزء الرابع من الكتاب نفسه ، صفحة 182 : الشيعة يجوزون نكاح تسعة نساء !

ويظهر كذب الرجل وافتراءه علينا إذا راجعتم كتبنا الفقهية ، فقد أجمع فقهاؤنا الكرام في كتبهم : أن نكاح تسعة نساء في زمان واحد هو من خصائص رسول الله (ص) ، ولا يجوز لأحد من رجال أمته ، بل يجوز لهم نكاح أربعة نساء في زمن واحد بالنكاح الدائم ، بدليل الآية الكريمة : ( فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع )(14).

فإذا طالعتم مجلدات كتاب ” الفصل في الملل والنحل ” وتقرءون سبابه وشتمه وكلامه البذيء للشيعة المؤمنين لعرق جبينكم خجلا ، لانتسابه إليكم ، وأنه يعد من علمائكم !!

مفتريات ابن تيميّة

وأحد علمائكم الذي اشتهر بشدة عدائه للشيعة الأبرار الأخيار ، هو أحمد بن عبد الحليم الحنبلي ، المعروف بابن تيمية ، المتوفى سنة 728 هجرية وهو حاقد لا على الشيعة فحسب ، بل يكمن في صدره بغض الإمام علي (ع) والعترة الطاهرة .

ولو يطالع أحدكم مجلدات كتابه المسمى بـ : ” منهاج السنة ” لوجدتم كيف يحاول الرجل أن يخدش في كل فضيلة ومنقبة ثابتة للإمام علي بن أبي طالب وأبنائه الطيبين والعترة الطاهرين !

فكأنه آلى على نفسه أن لا يدع فضيلة واحدة من تلك الفضائل والمناقب ـ التي لا تعد ولا تحصى لأهل البيت (ع) ـ إلا يردها ويرفضها أو يشكك فيها ! حتى التي أجمعت الأمة على صحتها ورواها أصحاب الصحاح .

ولو أردت أن أذكر لكم كل أكاذيبه وأباطيله لضاع الوقت ، ولكن أذكركم لكم نبذة من كلامه السخيف وبيانه العنيف ! لكي يعرف جناب الشيخ عبد السلام ، أن الافتراء والكذب من خصائص وخصال بعض علمائهم لا علماء الشيعة !!

والعجب أن ابن تيمية بعد ذكر أباطيله وأكاذيبه وافترائه على الشيعة المؤمنين ، يقول في الجزء الأول من ” المنهاج ” صفحة 15 : لم تكن أية طائفة من طوائف أهل القبلة مثل الشيعة في الكذب ، فلذا أصحاب الصحاح لم يقبلوا رواياتهم ولم ينقلوها !

وفي الجزء العاشر ، صفحة 23 يقول : أصول الدين عند الشيعة أربعة : ” التوحيد والعدل والنبوة والإمامة ” ولم يذكر المعاد ، مع العلم أن كتبنا الكلامية التي تبين عقائد الشيعة منشرة في كل مكان وفي متناول كل إنسان .

وكما أشرنا في بعض مجالسنا السالفة : فإن الشيعة تعتقد أن أصول الدين ثلاثة : التوحيد والنبوة والمعاد ، وبحث عن عدل الباري سبحانه ضمن التوحيد ، وتجعل الإمامة جزء النبوة .

وفي الجزء الأول ، صفحة 131 ، من ” منهاج السنة ” يقول : إن الشيعة لا تعتني بالمساجد ، فمساجدهم خالية من المصلين ، غير عامرة بصلاة الجمعة والجماعة ، وبعض الأحيان يحضر بعضهم في المسجد فيصلي فرادى !!

وجهت خطابي حينئذ إلى الشيخ عبد السلام وقلت : أيها الشيخ ! أسألك وأسأل الحاضرين ، أما تنظرون بأعينكم إلى مساجد الشيعة في بلادكم وهي عامرة أوقات الصلوات بكثرة المصلين وإقامة الجماعة بالمؤمنين ؟!

وهذه إيران ، وهي عاصمة الشيعة ، نجد في كل مدينة منها ، بل في كل قرية منها مساجد عديدة ، مبنية بأحسن شكل وأجمل بناء وهندسة ، وفي أكثرها ، أو كلها ، تقام الصلوات في أوقاتها جماعة .

( عرضت لهم تصاوير عن صلوات الجماعة لعلماء الشيعة ) .

وأنتم العلماء ! راجعوا كتبنا الفقهية سواء المفصلة أو المجملة ، كالرسائل العملية لمراجع ديننا المعاصرين ، تجدون فيها فصولا ومسائل كثيرة في ثواب الصلاة في المسجد وصلاة الجماعة ، فإن ثوابها أضعاف الصلاة في البيت أو الصلاة فرادى .

ويستمر ابن تيمية في افترائه على شيعة أهل البيت (ع) في نفس الصفحة فيقول : الشيعة لا يحجون بيت الله الحرام كسائر المسلمين ، وإنما حجهم يكون زيارة القبور ، وثواب زيارة القبور عندهم أعظم من ثواب حج بيت الله الحرام ، بل هم يلعنون كل من لا يذهب إلى زيارة القبور !!

” ضحك الشيعة من هذا الكلام ضحكا عاليا “

والحال أنكم إذا راجعتم موسوعاتنا الفقهية ، وكتبنا العبادية ، لرأيتم مجلدات عديدة باسم : كتاب الحج ، وهي تحتوي على آلاف المسائل عن كيفية أداء الحج وأحكامه ومسائله الفرعية .

وكل فقيه يقلده الناس في الأحكام الشرعية لابد أن ينشر كتابا باسم ” مناسك الحج ” حتى يعمل مقلدوه وتابعوه وفق ذلك .

ورأى جميع فقهائنا الكرام وعلمائنا الأعلام : أن تارك الحج ـ المستطيع الذي يترك الحج عنادا ـ كافر ، يجب الاجتناب منه والابتعاد عنه ، عملا بالآية الكريمة : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )(15).

والتزاما بالحديث الشريف : ” يقال لتارك الحج : مت إن شئت يهوديا أو نصرانيا ” .

فهل بعد هذا كله ، يترك الشيعة حج بيت الله ؟!

ثم بإمكانكم أن تذهبوا عند قبور أئمة أهل البيت (ع) وهي أفضل المزارات عند الشيعة ، واسألوا الزائرين وحتى السوقيين منهم والقرويين : أن أداء الحج ، أين يكون وكيف يكون ؟؟ تسمعون الجواب منهم : إنه يكون في مكة المكرمة … إلى آخره .

ثم نجد هذا الرجل المفتري الكذاب ، وهو : ابن تيمية ، يتهم أحد مفاخر العلم والدين ، وأحد كبار علماء المسلمين ، وهو الشيخ الجليل ، والحبر النبيل ، العلامة محمد بن محمد النعمان ، المعروف بالشيخ المفيد ( قدس سره ) ، فيقول : إن له كتابا باسم : ” مناسك حج المشاهد ” بينما لم يكن لفضيلة الشيخ المفيد هكذا كتاب وإنما له كتاب باسم : ” منسك الزيارات ” وهو في متناول الأيدي ، ويحتوي على التحيات والعبارات الواردة قراءتها عند مشاهد ومراقد أئمة أهل البيت (ع) .

ولو راجعتم كتب الشيعة التي ألفت في الزيارات والمزارات تجدون فيها تأكيد المؤلفين على أن زيارة المشرفة والمراقد المتبركة ، مندوبة وليست واجبة .

وإن أكبر دليل قاطع ، وبرهان ساطع ، على كذب ابن تيمية وافترائه علينا ، أنكم تشاهدون في كل عام عشرات الآلاف من الشيعة يحجون ويقصدون بيت الله الحرام في الموسم ، ويحضرون في الموقف بعرفات والمشعر الحرام مع إخوانهم المسلمين من سائر المذاهب .

وقد ورد في كتب الأدعية عندنا أهل البيت (ع) ، في أدعية شهر رمضان المبارك ، أن يقرأ في الليل والنهار وفي الأسحار : اللهم ارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا وفي كل عام ، ولا تخلني من تلك المواقف الكريمة ، والمشاهد الشريفة ، و زيارة قبر نبيك والأئمة (ع) .

ويقول الحاقد المعاند ، في الجزء الثاني من كتابه ” منهاج السنة ” : الشيعة ينتظرون إمامهم الغائب ، ولذلك في كثير من البلاد كمدينة سامراء ، يذهبون إلى سرداب هناك ويهيئون فرسا أو بغلا أو غيره ، ويصيحون وينادون باسم إمامهم ويقولون : نحن مسلحون ومهيئون لنكون معك ونقاتل بين يديك ، فاظهر واخرج !!

ثم يقول : وفي أواخر شهر رمضان المبارك يتوجهون نحو المشرق وينادون باسم إمامهم حتى يخرج ويظهر .

ويستمر في خزعبلاته قائلا : ومن بينهم من يترك الصلاة ، حتى لا تشغلهم الصلاة عن إدراك خدمة الإمام (ع) لو ظهر .

( ضحك الحاضرون كلهم )

فهذه الأراجيف والكلام السخيف من ابن تيمية الجلف العنيف ، ليس بعجيب ، لكني أتعجب من بعض علماء مصر وسوريا ، الذين كنا نعتقد أنهم أهل علم وتحقيق لا أهل وهم وتحميق !! كيف قلدوا ابن تيمية وكرروا خزعبلاته الهزلية وكلماته الهستيرية .

مثل : عبد الله القصيمي في كتابه ” الصراع بين الإسلام والوثنية ” .

ومحمد بن ثابت المصري في كتابه ” جولة في ربوع الشرق الأدنى ” .

وموسى جار الله في كتابه ” الوشيعة في نقد علماء الشيعة ”

وأحمد أمين المصري في كتابيه : ” فجر الإسلام ” و ” ضحى الإسلام ” .

وغير هؤلاء من دعاة التفرقة والطائفية وأصحاب الجاهلية العصبية .

وهناك بعض الجاهلين منكم اشتهروا بالعلم والتحقيق ، وانتشرت كتبهم ، وأصبحت عندكم من المصادر المعتمدة حتى أخذتم كل ما جاء فيها حول الشيعة وجعلتموها من المسلمات الحتمية .

منهم محمد بن عبد الكريم الشهرستاني ، وهو من علمائكم وكتابه ” الملل والنحل ” مشهور عندكم ، وقد أصبح من مصادركم المعتمدة ، بينما أهل العلم والتحقيق يرفضون هذا الكتاب ولا يعتمدون عليه أبدا ، لأنه مشحون بالأخبار الضعيفة ، بل الأخبار الباطلة المخالفة للواقع !

فمثلا : ضمن وصفه للشيعة الاثني عشرية يقول : بعد الإمام محمد التقي ، الإمام علي بن محمد النقي ومشهده في مدينة قم بإيران !!

بينما كل من عنده اطلاع عن تاريخ الإسلام وعلم الرجال ، يعلم أن الإمام علي بن محمد النقي (ع) مرقده في مدينة سامراء بالعراق ، وتعلوه قبة ذهبية عظيمة لامعة ، أمر بتذهيبها المرحوم ناصر الدين شاه ، الملك القاجاري الإيراني .

ومن هنا نعرف مدى علم الشهرستاني وتحقيقاته العلمية والتاريخية حول الشيعة !! فيسمح لنفسه أن ينسب إليهم أنهم يعبدون علي بن أبي طالب ، وأنهم يعتقدون بتناسخ الأرواح والتشبيه ، وما إلى ذلك ، مما يدل على جهله وعدم اطلاعه على الملل والنحل !!

يكفينا هذا المقدار في هذا الإطار ، وقد ذكرته ليعرف الشيخ من الكاذب والمفتري ، فلا يقول بعد هذا : إن علماء الشيعة يكذبون ويفترون على علماء العامة ، فقد ثبت أن الأمر على عكس ما قاله الشيخ عبد السلام .

شاهد أيضاً

الطريق إلى الله تعالى للشيخ البحراني45

32)وهذا كله على تقدير تحقق الإساءة إليك من الغير ، وإلا فعلى تقدير أنك ظالم ...