الرئيسية / بحوث اسلامية / حرمة تكفير المسلمين والإساءة إلى مقدسات الأمة الإسلامية 2- الشيخ غريب رضا

حرمة تكفير المسلمين والإساءة إلى مقدسات الأمة الإسلامية 2- الشيخ غريب رضا

حرمة تكفير المسلمين والإساءة إلى مقدسات الأمة الإسلامية في فتاوى وآراء مراجع الدين والعلماء المسلمين الشيعة.

الجزء الثاني –

قائد الثورة الإسلامية الامام السيد علي الخامنئي

الفرق الإسلامية بأسرها تعتبر جزءً من الأمة الإسلامية، وتتمتع بالامتيازات الإسلامية. وإيجاد الفرقة بين الطوائف الإسلامية يُعدّ خلافاً لتعاليم القرآن الکريم وسنة النبي الأکرم صلى الله عليه و آله، کما ويؤدي إلى إضعاف المسلمين وإعطاء الذريعة بأيدي أعداء الإسلام، ولذلك لا يجوز هذا الأمر أبداً.

وحول الإساءة لمقدسات المسلمين وزوجات النبي أفتى سماحته:

يحرم النيل من رموز إخواننا السنة فضلاً عن اتهام زوجة النبي صلى الله عليه و آله بما يخل بشرفها، بل هذا الأمر ممتنع علي نساء الأنبياء، و لا سيَما سيدهم الرسول الأعظم.

کما جاء في ندائه لحجاج بيت الله الحرام:

وإنني أعلن مرة أخرى كالكثير من علماء المسلمين الذين يحملون هموم الأمة المسلمة أن كل قول أو فعل يؤدي إلى إثارة نار الاختلاف بين المسلمين، وكل إساءة لمقدسات أي من الفصائل الإسلامية أو تكفير أحد المذاهب الإسلامية هو خدمة لمعسكر الكفر والشـرك، وخيانة للإسلام، وحرام شرعاً.

من كلمة لقائد الثورة الإسلامية الامام السيّد عليّ الخامنئي

والله إنّ الذين يزرعون البُغض والحقد على أهل السنّة في نفوس الشيعة، والذين يزرعون البُغض والحقد على الشيعة في نفوس أهل السنّة، هم ليسوا بشيعة ولا سنّة، وإنّهم لا يحبّون الشيعة ولا يحبّون السنّة؛ بل هم أعداءٌ للإسلام.

فإنّ الوهّابيين يكفّرون الشيعة اليوم، كما أنّهم يكفّرون السنّة المحبّين لأهل البيت:، وكذلك يكفّرون أتباع الطرق العرفانية. وكذلك فإنّ بعض الشيعة يهينون مقدّسات أهل السنّة إثر جهلهم أو غفلتهم، أو أحياناً بوازع زرع الخلافات. أقول لكم: إنّ عمل الفئتين حرامٌ شرعاً ومخالفٌ للقانون.

من كلمة لقائد الثورة الإسلامية الامام السيّد عليّ الخامنئي

إنّ بعضنا يطلق النار على أصدقائنا ظنّاً منه أنّه يطلق النار على العدوّ! وبعضنا یغفل من أنّ تأجيج الخلافات الطائفية هو من مخطّطات الأعداء الرامية حتى ننشغل بأنفسنا. نحن نغفل، فتنصبّ جهود أحد الشيعة على تقريع أهل السنّة، وتنصبّ جهود أحد أهل السنّة على تقريع الشيعة. طبعاً هذا الأمر مؤسفٌ للغاية وهو ما يريده العدوّ.

وفي قضية الدفاع عن فلسطين، … لا يوجد بلدٌ يضاهي إيران مطلقاً، وهذا ما يؤيّده العالم برمّته، كما لاحظنا في حرب غزّة. ففي هذه الحرب التي دامت 22 يوماً وقفت الجمهورية الإسلامية مع إخواننا المسلمين والمظلومين في فلسطين بجميع فئاتها من قيادةٍ ورئاسة ومختلف المسؤولين، والشعب الإيراني بدوره خرج بتظاهراتٍ وقدّم مساعداتٍ ماليةً وإعاناتٍ وغيرها. وفي هذا الإطار، لاحظنا وجود فَيروسٍ يتكاثر في فترةٍ ما، إذ هناك من يذهب باستمرارٍ إلى بعض الوجهاء والعلماء والمحترمين من الناس ويقول: مَن تساعدون؟!

إنّ أهل غزّة من النواصب! والناصبي هو عدوٌّ لأهل البيت. والبعض صدّق بذلك وأخبرونا بأنّ هؤلاء نواصب، لكنّنا استعذنا بالله من ذلك، ولعنّا الشيطان الرجيم الخبيث! ففي غزّة يوجد مسجد الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ومسجد الإمام الحسين عليه السلام، فكيف يكون أهلها نواصبٌ؟!

نعم، إنّهم سنّةٌ؛ ولكنّهم ليسوا بنواصب، هكذا تكلّموا وهكذا فعلوا وهكذا عملوا. وفي مقابل ذلك، ذهب البعض إلى مدينة قم وتصفّحوا كتب الشيعة، وقالوا: انظروا هذه كتب الشيعة!

أو أنّ أحد المتكلّمين الجهلة ذكر كلاماً تافهاً وسيّئاً حول مقدّسات أهل السنّة بسبب غفلته أو حقده، فيسجّلون كلامه في شريطٍ أو قرصٍ، ويوزّعونه هنا وهناك، ويقولون: انظروا هؤلاء هم الشيعة! فيجعلون هذا يُسـيء الظنَّ بذاك، وذاك يسـيء الظنَّ بهذا. فما معنى هذه التصرّفات؟!

قال تعالى: «وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ» أي عندما يحدث اختلافٌ وعندما تحدث تفرقة، وعندما يُسـيء البعضُ الظنَّ بالبعض، وعندما نخوّن بعضنا البعض، بالطبع سوف لا نتعاون فيما بيننا. وفي هذه الحالة سوف لا نكون متحابّين؛ وهذا ما يطمح العدوّ لتحقيقه، ويجب على العالم السنّي والعالم الشيعي أن يفهما واقع هذا الأمر، وأن يدركا حقيقته.

من البديهي أنّ المذهبين غير متّفقين على بعض الأصول والفروع ـ رغم الاتفاق على الكثير من القضايا ـ لكنّ عدم الاتّفاق هذا لا يعني العداوة. ففي بعض فتاوى علماء الشيعة نلاحظ اختلافاً تامّاً، وفي بعض فتاوى أهل السنّة أيضاً نجد اختلافاً تامّاً؛ ولكنّ هذا الاختلاف لا يعني ضرورة تحقير وسبّ بعضنا البعض.

لا يحقّ لأحدٍ تصوّر أنّ أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله مختصّون بالشيعة ومتعلّقون بهم؛ فهم لكلّ العالم الإسلامي. فمن ذا الذي لا يرضى بفاطمة الزهراءسلام الله عليها؟ ومن ذا الذي لا يرضى بأنّ الحسنين عليهما السلام هما سيّدا شباب أهل الجنّة؟

ومن ذا الذي لا يرضى بأئمّة الشيعة الكرام؟ فالبعض يرى أنّ طاعتهم واجبةٌ ومفروضةٌ، والآخر لا يرى ذلك؛ لكنّ الإثنين يرضيان بهم. هذه حقائق يجب إدراكها وترسيخها، إلا أنّ البعض لا يدركون هذا الأمر فيتصرّفون وفق مراد العدوّ ويتصوّرون بأنّهم يفعلون صواباً.

قال تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَـرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً). فهم يظنّون أنّهم يفعلون حسناً غافلين عن أنّهم يعملون لصالح العدوّ. هذه هي ميزة عصرنا.

– يتبع 03

 

شاهد أيضاً

حرمة تكفير المسلمين والإساءة إلى مقدسات الأمة الإسلامية 04 – الشيخ غريب رضا

حرمة تكفير المسلمين والإساءة إلى مقدسات الأمة الإسلامية في فتاوى وآراء مراجع الدين والعلماء المسلمين ...