الرئيسية / القرآن الكريم / مواعظ قرآنية -استكبار إبليس وعاقبة السوء

مواعظ قرآنية -استكبار إبليس وعاقبة السوء

لقد كان إبليس عالماً، بل من علماء الطراز الأوّل، ومع أنّه أراد أن يتحدّث بنحو منطقي جدّاً فقد قال مخاطباً ربّه:﴿ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين ﴾ٍ24.

 

وقد اعترضت الملائكة أيضاً على خلق آدم عليه السلام، ولكنّهم سألوا وسمعوا الجواب، قالوا: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا﴾25.

 

وقال لهم الله تبارك وتعالى:﴿ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُون﴾َ26.

 

ولم يوجد من يقول ثمّة لإبليس: لماذا قلت بنحو الجزم: ﴿خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين﴾

 

فهل رأيت ضوءك الظاهريّ فقلت: من المحال أن يكون سواد الطين وظلامه أشرف منّي؟

 

والآن أيضاً نرى كثيراً من الناس يعترضون على الدِّين والأمور الدينية ويتخيَّلون أنّ أحداً لا يستطيع أن يُجيب عن شبهاتهم وأسئلتهم الدينية والعقائدية، دون أن يطلبوا الإجابة من أهلها.

 

لقد طلب الشيطان من الله تبارك وتعالى أنّه إنّ أعفاه من السجود لآدم فسيعبده بدل ذلك عبادة لم يعبده بمثلها أحد. ولكنّ الله تبارك وتعالى قال له: “إنّي أحبّ أن أطاع من حيث أريد”27.

 

لقد آل الشيطان إلى هذه العاقبة وسوء المصير بعد عبادة استغرقت ستة آلاف سنة28 ، فهل يمكننا الاغترار بأنفسنا؟! نعوذ بالله تعالى من ذلك.

 

مدرسة الشيخ بهجت قدس سره، ج1، ص 97.

 

 

24- سورة الأعراف، الآية: 12.

25- سورة البقرة، الآية: 30.

26- سورة البقرة، الآية: 30.

27- بحار الأنوار، ج 2، ص 262، ج 11، ص 145، ج 60، ص 250، قصص الأنبياء، الراوندي: ص 43.

28- نهج البلاغة، ص 287، شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج 13، ص 131، بحار الأنوار، ج 60، ص 214، ج 14، ص 465.