الرئيسية / الاسلام والحياة / في صفات المؤمنين – الحسن بن ابي الحسن الديلمي

في صفات المؤمنين – الحسن بن ابي الحسن الديلمي

16

عالمون باللّه تعالى ضرورةً، ليعلم المثاب والمعاقب والمعوض وصوله إلى ما يستحقه على وجهه ، ويعلم المتفضل عليه كون ذلك النفع نعمة له تعالى .
وقلنا أن هذه المعرفة ضرورية، لأنا قد بينا سقوط تكليف أهل الآخرة، فلم يبق مع وجوب كونهم عارفين إلا كون المعرفة ضرورية .
** هذه جمل يقتضي كون العارف بها موقناً مستحقا للثواب الدائم وايصاله ،إليه ، ومرجوله العفوعما عداهما من الجوائر(1). ويوجب كفر من جهلها، أوشيئاً منها، أوشك فيها، أو اعتقدها عن غير علم ، أو شيئاً منها، أو لغير وجهها، قد قربناها بغاية وسعنا، من غير اخلال بشيء يؤثر جهله في ثبوت الايمان لمحصلها، وإلى اللّه سبحانه الرغبة في توفير حظنا- ومن تأملها أو عمل بها- من ثوابه وجزيل عفوه ، بجوده وكرمه انه قريب مجيب . تم الكتاب .
* * *

____________
1 – كذا، والظاهر ان الصواب : الجرائر.
===============
ومن خطبة له في التوحيد(1)
ما وحّده من كيّفه ، ولا حقيقتَهُ أصاب من مثّله ، ولا إياه عنى من شبّهه ، ولا صمده من أشارإليه وتوهمه ، كل معروف بنفسه مصنوع ، وكل قائم في سواه معلول ، فاعل لاباضطراب آلةٍ ، مقدر لابجول فكرة، غنيْ لاباستفادة، لم لا تصحبه الأوقات ، ولا ترفده الأدوات ، سبق الأوقات كونه ، والعدم وجوده ، والابتداء ازله، بتشعيره المشاعرعرف ألاّ مشعرله ، وبمضادته بين الاُمورعرف ألا ضد له ، وبمقارنته بين الأشياء عرف الاّقرين له ، ضا د النور بالظلمة ، والوضوح بالبهيمة ، والجمود بالبلل ، والحرور بالصرد ، مؤلف بين متعادياتها، مقارن (2) بين متبايناتها، مقرب بين متباعداتها، مفرق بين متدانياتها، لايُشمل (3) بحد، ولايحسب بعد ، وأنما تحد الادوات أنفسها ، وتشير الآلات (4)إلى نظائرها ، منعتها(منذ) القدمية ، وحمتها (قد) الأزلية ، وجنبتها (لولا) التكملة، [بها ](5) تجلى صانعها للعقول ، و(6) بها امتنع عن نظرالعيون ، لايجري عليه السكون والحركة ، وكيف يجري عليه ما هو أجراه ؟ ويعود فيه ما هو ابداه ؟ ويحدث فيه ما هو أحدثه ؟ إذاً لتفاوتت ذاته ، ولتجزأ كنهه ، ولامتنع من إلأزل معناه ، لو كان له وراء لوجد له امام ، ولا لتمس التمام اذ لزمه النقصان ، وإذاً لقامت آية المصنوع فيه ، ولتحول دليلاً بعد أن كان مدلولاً [عليه ](7) ، وخرج بسلطان إلامتناع من أن يؤثر[فيه ما يؤثر ](8) في غيره ، الذي لايحول (9) ولا يزول ، ولا يجوزعليه الافوال ، لم يلد فيكون مولوداً، ولم يولد فيكون (10) محدوداً، جل عن اتخاذ الأبناء، وطهرعن ملامسة النساء.
____________
1 – رواها الشريف الرضي في نهح البلاغة 2 : 142 | 181، وقال : وتجمع هذه الخطبة من أصول العلم مالا تجمعه خطبة غيرها.
2 – في الأصل : مقارب ، وما أثبتناه من النهج .
3 ـ في الأصل : لايشتمل ، وما أثبتناه من النهج.
4 – في النهج: الالة.
5 – أثبتناه من النهج .
6 – في الأصل : في ، وما أثبتناه من النهج.
7ـ 8 – أثبتناه من النهج .
9 – في الأصل : لايحرك ، وما أثبتناه من النهج.
10 ـ في النهج : فيصير.

شاهد أيضاً

في صفات المؤمنين – الحسن بن ابي الحسن الديلمي

21 تفسير سورة الإخلاص (قل هواللّه أحد) معناه أنه غيرمبعض ، ولا مُجَزّأ، ولا موهم ...