الرئيسية / بحوث اسلامية / العلاقة بين الفتح المهدوي والثورة الحسينية – الاستاذ سالم الصباغ

العلاقة بين الفتح المهدوي والثورة الحسينية – الاستاذ سالم الصباغ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين محمد صلوات الله عليه وأله
نور الهدى
والقائد إلى الخير
والداعي إلى الرشد
نبى الرحمة
وإمام المتقين
ورسول رب العالمين
…………………..
السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
………………………..
نقرأ فى دعاء الندبة الشريف هذه الفقرات النورانية تخاطب الإمام المهدى عليه السلام :
اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَناشِرُ رايَةِ الْهُدى،
اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا،
اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُول الاَْنْبِياءِ وَاَبْناءِ الاَْنْبِياءِ ،
اَيْنَ الطّالِب بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ ؟
ففي هذه الفقرات من الدعاء الشريف تساؤل وتشوق واستفهام ورجاء ، ودعوة ، ودعاء بالظهور للإمام المهدي عليه السلام ، ونقرأ فيه بعض أهداف الثورة المهدوية وبعض ملامحها :
1 ـ فصاحب يوم الفتح ــ والمقصود فتح العالم ــ هو الإمام المهدي عليه السلام ، وهو نفس الهدف الذى تحدث عنه الإمام الحسين عليه السلام فى رسالته لأخيه محمد بن الحنفية قائلاَ :
( بسم الله الرحمن الرحيم
من الحسين بن علي
إلى محمد بن علي ومن قبله من بنى هاشم :
أما بعد فإن من لحق بي إستشهد ، ومن لم يلحق لم يدرك الفتح )
………………………….
قارن الفتح في رسالة الإمام الحسين ( ع ) تجد أنه هو الفتح الذى ورد في سورة السجدة :
) وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (28
قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (29)
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ (30)
حيث إنه بالتأكيد ليس يوم فتح مكة لأن الله قبل فيه إيمان المشركين ، وهم المعروفون ( بالطلقاء ) ….
كما أن السائلون عن يوم الفتح هم من المنكرين له والمستهزئين به، وهم يقصدون السؤال عن يوم الفتح الإلهي للعالم في زمن المهدي عليه السلام ، ولذلك عقبت الأيات الكريمة بقوله تعالي :
ـ الإعراض عن هؤلاء المستهزئين بقضية المهدي عليه السلام :
ـ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ : ولاحظ الإنتظار والمنتظرون لا تأتى إلا للغائب المنتظر
2 ـ الهدف الثانى من أهداف الثورة المهدوية هو طلب الإصلاح وهو نفس الهدف الذى خرج من أجله الإمام الحسين عليه السلام :
ففي دعاء الندبة : اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا،….. ؟
وفى ثورة الإمام الحسين عليه السلام :
في وصيّته قبل خروجه من المدينة: «إني لم أخرج أَشِراً ولا بَطراً ولا مُفسداً ولا ظالماً، وإنّما خَرَجْتُ لطَلب الإصلاح في أمّة جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المُنكَر وأسير بسيرة جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام». « (بحار الأنوار)
ويجب أن نلاحظ في عبارة الإمام الحسين عليه السلام قوله : وأسير بسيرة جدى وأبى علي بن أبى طالب عليه السلام ، أي يريد أن الإصلاح إبتداء من نظام الحكم والخلافة ، وبدايته أول الأئمة من أهل البيت علىُ ( عليه السلام ) ونهايته سوف يعلنها المهدي عليه السلام : خلافة على منهاج النبوة …
3 ــ العبارة الثالثة فى كلام الإمام الحسين ( ع ) هى :
اَيْنَ الطّالِب بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ
وهذه العبارة توضح العلاقة المباشرة بين ثورة الإمام المهدى عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وبين ثورة الإمام الحسين عليه السلام ، وهى المطالبة بدم الإمام الحسين وأولادة وذرية رسول الله حتى الطفل الرضيع العطشان الذى ذبحه الأعداء من الوريد إلى الوريد وكذلك المطالبة بدماء اصحاب الحسين عليه السلام ،
والقضية ليست قضية ثأر شخصى ، بل هى قضية أمة كاملة ، ونظام حكم ظالم ، عاشت فيه الأمة أكثر من أربعة عشر قرناَ ..
أنتج الكثير من نماذج الشر التى ظهرت في كربلاء امثال يزيد وبن زياد والشمر وعمر بن سعد …
كما أن نماذج الخير التى ظهرت في كربلاء وهم المستضعفون فهى نماذج تم إستلهامها على مدار التاريخ الإسلامى …
ولذلك فالعبارة المشهورة :
كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء
إن كربلاء هى صراع بين الحق والباطل على مدار تاريخ البشرية ، وكان رأس هذا الصراع هو قضية الخلافة منذ الصراع بين أدم ( الخليفة الإلهى وبين إبليس الذى عارض الأمر الإلهي ورفض السجود لأدم ، ومنذ ذلك الحين فيوجد ورثه لأدم في خلافته ، وورثة لإبليس فى منازعتهم هذه الخلافة وإسنادها لمن ليسوا من أهلها …
ولعلنا نرى نتيجة الإبتعاد عن الخلافة الإلهية للأئمة من أهل البيت عليهم السلام ، بأن طمع في الوصول إلى هذا المنصب الخطير أراذل الناس ، فتحول إلى ملكاَ عضوداَ ، واستقل كل حاكم بمدينته ، فتفتت الأمة ، وطمع فيها الأعداء ، وخضعت معظم الدول الإسلامية ( العربية بالخصوص ) للشيطان الأامريكى ، فأصبحنا كأننا نعيش فى عصر ( الخلافة الأمريكية ) فلا أحد من الولايات العربية التابعة يستطيع أن يخطوا خطوة واحدة ذات أهمية إلا بموافقة ولى الأمر الامريكى ، إلا من رحم ربى ، فكانت النتيجة هذه الحروب الأهلية والمذهبية والدينية ، وفى النتيجة تدمير الدول العربية والإسلامية …وعند الظهور المنتظر للإمام المهدى عليه السلام سوف يكون العدو الأول له هو أمريكا وإسرائيل وحلفاؤهم من الأعراب والدواعش ، كما فعلوا تماما مع الثور الإيرانية الإسلامية لانها رفعت شعار الإسلام المحمدى الأصيل ، وبسبب إنتمائها لمدرسة أهل البيت عليهم السلام ، إن نموذج الثورة الإسلامية في إيران وهى الثورة الممهدة ، يوضح لنا كيف سيستقبل العالم الغربى والأعراب الثورة المهدوية ؟ تماماَ ، حذو النعل بالنعل ، وحذو القذة بالقذة ، ولكن هيهات فإنه ولى الله الكامل ، ومحقق حلم الأنبياء ، ومشروع السماء
السؤال هنا :
هل مايردده التكفيريون من : أن الإمام المهدى عليه السلام سوف يأتى ليثأر من أهل السنة ، بدليل رفع شعار يالثارات الحسين ؟
هذا مايريده الأعداء ، بل الصراع الذى سوف يقوده الإمام المهدى عليه السلام هو صراع بين :
الحق والباطل
العدل والظلم
المستضعفون والمستكبرون
الصراع سوف يكون ضد كل من يقاوم ويقف في وجه المشروع الإلهي بتحقيق العدل فى الأرض ، فى كل العالم …
…………………….
وإن كان التكفيريون والنواصب المعاصرون أمثال داعش والنصرة وأنصار بيت المقدس ، يوهمون الناس أنهم من أهل السنة ، فلقد ظهرت حقيقتهم وإفتضحت إكذوبتهم ، فأكثر من تعرض لمذابحهم هم أهل السنة الذين خدُعوا فيهم ، فهم خراب ودمار علي كل أرض دخلوها ….
المهدى عليه السلام خاتم الائمة الهداة المهديين من سلسلة المعصومين الإثنى عشر من أهل البيت عليه السلام هو قادم من رحم الغيب والغيبة ليقيم دولة العدل الإلهى على الأرض وهو قادم لكمال البشرية ، وإظهار العلوم التى سوف تجعل الخلق كلهم يعيشون في رفاهية العلم والإيمان .
والختام
ـــــــــــــــــ
نختم هذا المقال بالبيان رقم ( 1 ) للإمام المهدى عليه السلام عند ظهوره المبارك :
قال أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام: (والقائم يومئذ بمكّة، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به، فينادي:
يا أيها الناس إنا نستنصر الله، فمن أجابنا من الناس؟ فإنا أهل بيت نبيكم محمّد، ونحن أولى الناس بالله وبمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم، فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجني في محمّد صلى الله عليه وآله وسلم فأنا أولى الناس بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين، أليس الله يقول في محكم كتابه:
(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)؟
فأنا بقية من آدم وذخيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم، وصفوة من محمّد صلى الله عليهم أجمعين.
ألا فمن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله،
ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما (أ) بلغ الشاهد (منكم) الغائب، وأسألكم بحقّ الله، وحقّ رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبحقّي، فإن لي عليكم حقّ القربى من رسول الله إلا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا،
فقد أخفنا وظلمنا، وطردنا من ديارنا أبنائنا، وبغي علينا، ودفعنا عن حقنا، وافترى أهل الباطل علينا،
فالله الله فينا، لا تخذلونا، وانصرونا ينصركم الله تعالى …
…………………..
السلام على الحسين
وعلى على بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
 

شاهد أيضاً

أسباب الثورة الحسينية

أسباب ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإصلاح من الفساد الإموي، ...