الرئيسية / تقاريـــر / نساء اليمن مدارس حقيقية لتعليم الصمود والتضحية دفاعا عن الأوطان – زهور السعيدي

نساء اليمن مدارس حقيقية لتعليم الصمود والتضحية دفاعا عن الأوطان – زهور السعيدي

الصمود اليمني الأسطوري في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي على اليمن الذي بات يعيش شهره الثامن بدعم وتواطؤ العالم كله ما كان هذا الصمود الذي أبهر العالم أن يتم بهذه الصورة الحضارية المشرقة لولا وجود المدارس الحقيقية لتعليم فنون وقيم الصمود والثبات أمام الخطوب والمحن من أجل الوطن والدفاع عن كرامته وحرية أبنائه.
تلك المدارس ليست سوى النساء اليمنيات اللائي أرضعن أولادهن معنى حب الوطن منذ أول أيام الولادة لصغارهن الذين صاروا اليوم أبطالاً في كل جبهات القتال ومقارعة الغزاة والمحتلين وتلقينهم دروسا قاسية في كيفية الدفاع عن الأوطان والذود عن حياضها المقدس.
دور مشرف
الدور الذي لعبته المرأة اليمنية في التصدي للعدوان كان ولا يزال مشرفا وعظيما وعلى امتداد الأشهر الثمانية الماضية ظلت حاضرة وبقوة في مختلف الميادين الوطنية الحية صامدة صمود الجبال الرواسي أمام عنجهية وغطرسة وجبروت العدوان كما كانت في طليعة المساندين في دعم الأبطال من منتسبي الجيش واللجان الشعبية المرابطين في مختلف جبهات الشرف والبطولة.
لقد رأى العالم كيف كان الاستهداف الهمجي للنساء والأطفال تحديداً من قبل طائرات العدوان طوال الثمانية الأشهر الماضية وهو ما أدى إلى استشهاد الآلاف منهن مع أطفالهن في عموم مناطق البلاد لكن ذلك لم ينجح في كسر إرادة وعزيمة وإيمان هؤلاء النسوة العظيمات من حفيدات بلقيس وأروى بنت أحمد وغيرهما من نساء اليمن اللائي سجل مواقفهن التاريخ في أنصع صفحاته..فرأينا اليمنيات صامدات واثقات في النصر متمسكات بحقهن وأطفالهن في الحياة وهن ينفذن الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة في صنعاء وغيرها من الفعاليات المناهضة للعدوان في مختلف المحافظات.
أصوات ترهب العدوان
لاشك بان الوقفات الاحتجاجية النسوية في العاصمة صنعاء والتي نفذت ولا يزال تنظيمها متواصلا كان له أثر كبير في ضرب نفسيات العدو وكشف أقنعته الزائفة.
إنها أصوات نسائية يمنية لذلك لا غرابة في أنها ترهب المعتدين الجبناء
نساء اليمن حرصن وهن يوجهن رسائلهن إلى المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني حول العالم على إظهار روح التحدي والصمود في مجابهة العدوان وأدواته وعملائه.
كما أنهن وخلال الوقفات الاحتجاجية التي نفذت خلال الفترة الماضية أمام المنظمة الدولية في صنعاء ولا تزال تقام بين الحين والآخر أكدن على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي ومؤسساته الفاعلة كامل المسؤولية في وقف العدوان السعودي الأمريكي المتواصل منذ ثمانية  أشهر متواصلة على البلاد وما يقوم به من جرائم وانتهاكات تطال المدنيين والأبرياء وسط صمت دولي مريب.
هذه الوقفات الاحتجاجية المتواصلة دأبت على مطالبة هذه المؤسسة الدولية لتقوم بواجبها في المحافظة على الأمن والاستقرار والدفاع عن الشعوب التي تتعرض للاضطهاد والقمع، مؤكدة ضرورة التجاوب مع ما يحدث في اليمن.
وتقول ناشطات حقوقيات بأن “النظام السعودي حصد أرواح النساء والأطفال في البيوت أكثر مما حصد أرواح الرجال في ميادين القتال”،  وأن هذا “العدوان يتجاوز كل قوانين الحروب واتفاقيات حقوق الإنسان التي ترفض توجيه السلاح ضد المرأة والطفل بشكل عام”.
عزيمة لا تلين
ورغم ما تشهده البلاد من حصار وعدوان وما تعيشه المرأة في اليمن من معاناة إلا أن عزيمة المقاومة وروح الصمود لم تنكسر لدى اليمنيات.
هذه الوقفات الاحتجاجية تعبر عن معاناة المرأة اليمنية التي خلفها العدوان، كأرملة أو شهيدة أو يتيمة أو أم شهيد أو نازحة أو مشردة، لتكون المرأة والطفل هنا ضحية حرب لا ناقة فيها ولا جمل لكن ذلك لم يسهم في كسر إرادة المرأة اليمنية كما أراد العدوان ذلك من خلال استهدافه الممنهج للنساء والأطفال.
وتحرص النساء في وقفاتهن المناهضة للعدوان على التنديدا بالجرائم الوحشية المرتكبة بحق أبناء الشعب اليمني سواء بقصف العدوان واستهدافه للمنازل والأسواق والقرى والمدن والشوراع أو على أيدي مرتزقته في الداخل.
كما أن المحتجات لم يثنيهن غارات الطيران السعوأمريكي عن الخروج في تلك الوقفات التي تشهد حضوراً كبيراً وتفاعلاً نسائيا لافتاً، حيث تدين اليمنيات الحرائر الجرائم اللإنسانية التي ارتكبها دواعش النظام السعودي بحق النساء والأطفال والمواطنين وبحق اليمن واليمنيين قاطبة،
فعاليات واسعة
الفعاليات النسوية المناهضة للعدوان وأدواته لا تنحصر في العاصمة صنعاء فقط وإنما تشمل مختلف مناطق الوطن وتتنوع في الوقفات الاحتجاجية والمشاركة في المسيرات الجماهيرية وإقامة المعارض الفوتغرافية التي تهدف إلى تسليط الأضواء على جرائم وانتهاكات العدوان والتنديد بجرائمه واستهداف طائراته لمقدرات وخيرات هذا الشعب وبنيته التحتية ومنها المنشآت التعليمية والتربوية والجامعات والمعاهد في استهداف غاشم ووقح لكل وسائل التعليم في اليمن
وفي هذا الصدد يؤكد فرع اتحاد نساء اليمن واللجنة الوطنية للمرأة في بيانين صادرين عنهما  أن استهداف العدوان لأبناء الشعب اليمني يعبر عن حالة حقد تجاه اليمن.
واستنكر فرع الاتحاد واللجنة الوطنية ما تقوم به قوات التحالف من انتهاكات بحق الشعب اليمني من خلال فرضها بالقوة وظالم للموانئ والمطارات والمنافذ البرية أدى إلى تراجع العملية التنموية وتراجع للخدمات في مختلف المجالات.
وأكدا أن هذه الأعمال الإجرامية التي تتبناها دول التحالف لن تغير موقف أبناء الشعب اليمني ووقوفهم صفاً واحداً ضد كل من يحاول المساس بأمن واستقرار الوطن.
وطالبا منظمات المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التدخل لوقف هذا العدوان الغاشم ورفع الحصار الظالم عن الشعب اليمني.
الدعم السخي
وعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية المتردية في ظل العدوان والحصار الغاشم على الشعب اليمني  فإن النساء اليمنيات حرصن طوال الفترة الماضية على تقديم الدعم السخي لأبناء الجيش والأمن واللجان الشعبية الذين يخوضون معارك الشرف والبطولة دفاعا عن الوطن وكرامة أبنائه وكانت مشاركتهن ملموسة في تجهيز عدد كبير من قوافل الدعم والإسناد الشعبي للمرابطين في الجبهات  والتي شملت  على عشرات الكيلوات من الذهب والمجوهرات ومبالغ مالية كبيرة قدمت من نساء اليمن الحرائر اللائي أثبتن للعالم بأنهن المدارس الحقيقية لصناعة وتكوين شخصية أبطال اليمن وبواسله الميامين.

 

00