إلى کافة الشباب فی البلدان الغربیة
ان الأحداث المریرة التی ارتکبها الإرهاب الأعمى فی فرنسا ، دفعتنی مرة أخرى لمخاطبتکم .
و یؤسفنی أن توفر مثل هذه الأحداث أرضیة الحوار ، بید أن القضایا المؤلمة ، فی الواقع .
إذا لم توفر الأرضیة للتفکیر بالحلول و لم تعط الفرصة لتبادل الأفکار .
فان الخسارة ستکون مضاعفة .
فمعاناة الإنسان ، فی أیّ مکان من العالم ، محزنة بحد ذاتها لبنی البشر .
ان مشهد طفل فی حالة نزع الروح أمام أحبائه ، و أمّ تبدلت فرحة عائلتها إلى مأتم.
و زوج یحمل جسد زوجته مسرعا إلى ناحیة ما.
أو متفرّج لا یدری أنه سیشاهد بعد لحظات المقطع الأخیر من مسرحیة حیاته ..
هذه لیست مشاهد لا تثیر العواطف و المشاعر الإنسانیة ،
وکل من له نصیب من المحبة و الإنسانیة یتأثر و یتألم لمشاهدة هذه المناظر ،
سواء وقعت فی فرنسا ، أو فی فلسطین و العراق و لبنان و سوریا .
و لا شك أن ملیاراً و نصف الملیار من المسلمین لهم نفس الشعور ،
و هم براء و مبغضون لمرتکبی هذه الفجائع و مسببیها .
غیر أن القضیة هی أن آلام الیوم إذا لم تؤد إلى بناء غد أفضل و أکثر أمناً ،
فسوف تختزل لتکون مجرد ذکریات مُرّة عدیمة الفائدة .
إننی أؤمن أنکم أنتم الشباب وحدکم قادرون ، باستلهام الدروس من محن الیوم ،
على أن تجدوا السبل الجدیدة لبناء المستقبل ، و تسدوا الطرق الخاطئة التی أوصلت الغرب إلى ما هو علیه الآن .