الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / دعوة الحكومة لتشكيل هيئة للزوار على غرار هيئة الحج

دعوة الحكومة لتشكيل هيئة للزوار على غرار هيئة الحج

الطريق إلى كربلاء كان الهاجس الذي يطغى على افئدة المؤمنين في العراق وخارجه، فتلك الملايين إلتى تحث الخطى مشياً صوب هذه المحافظة المقدسة من أجل زيارة الامام الحسين ” عليه السلام ” كانت تتسابق من اجل نيل بركات هذه الزيارة المقدسة فتجمع النهار بالليل دون كلل او تعب، ولكن هذا الامر بالتالي يتطلب من الحكومة الاتحادية العمل الجاد والمتواصل لتقديم افضل الخدمات للزائرين الكرام وهذا ما لمسته “الاتجاه برس” من خلال حوارها مع نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء جاسم الفتلاوي .
واليكم نص الحوار:
س/ بعد النجاح الذي شهدته الزيارة الاربعينية .. الا تعتقدون ان على الحكومة الاتحادية ان تنظر بعين الاعتبار لمحافظة كربلاء وتعطيها التخصيصات المناسبة لها كـ “مدينة تتميز بالسياحة الدينية”؟

ـ لقد طالبت رئيس الوزراء حيدر العبادي قبل قدوم زيارة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء خلال ايام الزيارة ليطلعوا الوزراء عن كثب على ما يجري في المحافظة، ويرى من لم يتشرف منهم باداء الزيارة سابقا الاطلاع على حجم هذه الزيارة التي باتت قريبة من الخيال، وبالفعل زار رئيس الوزراء المحافظة اضافة وزراء الدفاع والداخلية والبلديات والاعمار والاسكان والصحة والموارد المالية والصناعة، اضافة إلى وزير النقل الذي اشرف بشكل مباشر على وسائط النقل وشكل لجنة برئاستي وخولني صلاحية الوزير، حيث تم ادراتها بنجاح.

س / ما هي مطالب المحافظة الرئيسة لادارة هذه الزيارة مستقبلاً ؟

ــ في حقيقة الامر ان السعودية تستقبل في كل عام مليوني حاج وقامت السلطات هناك بتشكيل وزارة خاصة لادارتها على الرغم من كل الخدمات هناك تقدم مقابل اموال تربح منها السعودية مليارات الدولارات، بينما في محافظة كربلاء المقدسة فان كل الخدمات تقدم مجانا حيث تعتبر كربلاء المدينة الوحيدة في العالم التي تفكر في كيفية الاستفادة من الزائر بل تحسب كيف تقدم الخدمات مجانا للزائرين، بحيث ان الزائر يدخل من الحدود الادارية للمحافظة إلى العتبات المقدسة ثم ينقل إلى الحدود الادارية مع خدمات مأكل وملبس ونقل وصحة وكهرباء ووقود بالمجان.

ما الذي لمستمه من الزوار الاجانب الذين قدموا لاداء زيارة الامام الحسين عليه السلام ؟

ــ لقد كانت كربلاء الوجه الحسن للزوار الاجانب الذين قدمو من ستين دولة، ولقد تحدثت مع الكثيرين منهم وقالوا انهم لم يروا في مختلف دول العالم ما رأوه في العراق وبالتحديد في كربلاء المقدسة، من امان واستقرار، وهذا الامر سيشجع على الاستثمار في هذه المحافظة، وعلى الحكومة الاتحادية ان تفكر بجدية لدعم المحافظة ماديا وتشكيل هيئة خاصة لادارة الزيارات المليونية كما شكلت هيئة خاصة بالحج الذين لا يتجاوز عدد 33 الف حاج، لان كربلاء يدخلها سنويا 55 مليون زائر يتلقون مختلف الخدمات مجانا. وشراء اسطول خاص لهذه الزيارات وانشاء طرق خاصة للزائرين وساحات للانتظار تحسبا لحدوث اي تدافع قد يؤدي إلى حوادث لا تحمد عقباها.

س / ما هي الارقام الحقيقية للزائرين الذين ادوا الزيارة وما هو مستوى الخدمات التي قدمت للزائرين ؟

ــ بلغت اعداد الزائرين نحو 26 مليون زائر، وان هناك جهودا بذلت في هذه الزيارة وبحسب الارقام المسجلة في الدوائر والمفارز الصحية فان 12 مليون زائر، قدموا إلى هذه الدوائر، فيما تم رفع 30 الف طن من النفايات من قبل بلدية كربلاء وبلديات الاقضية والنواحي التي مر عليها الزوار، وهذا ليس بالامر الهين، اضافة إلى توفير ثمانية الاف عجلة لنقل الزائرين التي ليس من السهل ان تنقل قرابة 20 مليون زائر خلال عشرة ايام نظرا لقلتها والطرق التي لا تتسع لمرور الزوار.
س / هل تتوقع زيادة اعداد الزائرين خلال السنوات المقبلة ؟
ــ نعم.. فالمؤشرات تقول ان اعداد الزائرين قد تصل خلال السنوات المقبلة إلى خمسين مليون زائر ، وهذه العدد يدعونا إلى التفكير بجدية من اجل ادارة هذا العدد الهائل، وان الوضع اذا بقي على هذا الحال فان حكوة كربلاء لن تتمكن ادارة الزيارات المليونية.

س / كيف كان التنسيق مع الجهات الامنية المختصة لتأمين هذه الزيارة ؟
ــ لقد قامت الحكومة المحلية للمحافظة بالتنسيق مع قيادة عمليات الفرات الاوسط وقائد الشرطة وقدموا اداء ملفتا في خدمة الزائرين والحفاظ على امنهم وتسهيل مرور الاليات الخدمية واليات النقل والاشراف على الخطة الامنية وهذا الامر انتج نجاح لخطة الزيارة ولكن علينا ان نحسب حساب السنوات المقبلة لتزايد الاعداد بشكل كبير جداً’ ففي العام الماضي زار المحافظة مليونين ونصف المليون زائر اجنبي وهذا العام ازداد العدد إلى خمسة مليون زائر، لم تكلفهم الزيارة سوى مبلغ الفيزا والطيران، فيما ان باقي الخدمات بالمجان، وهذا الامر سيذهب بالزائر الاجنبي إلى نقل هذه الصورة إلى ابناء بلده الذين سيسارعون إلى المجيء لاداء هذه الزيارة المقدسة، وتشير التوقعات إلى ان اعداد الزائرين ستصل العام المقبل إلى اكثر من 7 مليون.

س / هل حصلت المحافظة على مبالغ من تخصيصات ” الفيزا ” التي تمت جبايتها من الزوار الاجانب ؟
ــ كلا.. لم تحصل حكومة كربلاء الا على 3 مليارات قبل يوم من الزيارة من مبالغ الـ ” فيزا ” التي قامت الحكومة الاتحادية بجبايتها من الزائرين في المنافذ الحدودية والزائرين، على الرغم من ان جيمع هؤلاء الزوار توافدو إلى محافظة كربلاء في وقت ان المحافظة ولمدة 10 ايام متواصلة كانت تقدم الخدمات بمختلف انواعها إلى الزائرين الكرام، وكان يجب على الحكومة الاتحادية ان تخصص مبلغ الـ ” 60 ” مليون دولار الذي استحصلته الحكومة من المنافذ الحدودية والمطار إلى محافظة كربلاء.

س / هل تعتقد ان هذه المناشدات ستدفع بالحكومة الاتحادية إلى تقديم الخدمات لمحافظة كربلاء المقدسة ؟
ــ لقد لمست جدية عندما تحدثت مع وزير النقل وقال انه سيتبنى مع وزير الصناعة بشكل جدي تشكيل هيئة تعنى بالزائرين، وسيطرحون هذه المسألة خلال جلسة مجلس الوزراء المقبلة بعد ان يتم ادراجها على جدول اعمال الجلسة ..

س / كلمة اخيرة تود قولها ؟
ــ ان خدمة الامام الحسين “عليه السلام” شرف ما بعده شرف، ولكننا نحتاج إلى تنظيم امورنا حيث قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب “عليه السلام” ( عليكم بنظم اموركم ) وهذا يحتاج إلى تظافر الجهود من اجل تقديم خدمات اكثر لزوار ابي عبد الله الامام الحسين ( عليه السلام ) متمثلة بتوفير اماكن يستقر فيها الزوار، لكي لا يحصل كما حصل في موسم الحج لهذا العام، اضافة إلى العمل على خطة عشرية وسكة قطار تربط محافظة كربلاء بالمحافظات المجاورة وطرق اخرى قسم منها يخصص للزائرين والقسم الاخر لوسائط النقل الاخرى، لتدارك اي ارباك قد يحصل في الطريق إلى كربلاء المقدسة.