الرئيسية / تقاريـــر / اغتيال القنطار كشف أن المعركة بلا حدود – قاسم عز الدين

اغتيال القنطار كشف أن المعركة بلا حدود – قاسم عز الدين

شدد الباحث الأكاديمي قاسم عز الدين الكاتب في العديد من الصحف والدوريات في الشؤون الدولية واستراتيجيات البدائل على ان توازن الردع ، هي استراتيجية المقاومة لتوحيد الجبهة في مواجهة الاحتلال الصهيوني ، لكن «اسرائيل» تحاول إعاقة استكمال الحلقة في سوريا بالاغتيالات والاعتداءات الممنهجة ، و ربما تأمل اقتحام “الحل في سوريا” من جانب إثارة المخاطر الأمنية ، مؤكدا ان جريمة اغتيال القيادي الكبير الشهيد سمير القنطار ، كشفت أن المعركة بلا حدود .

و کتب هذا الباحث یقول : فی مطلع السنة بدأت «اسرائیل» جرائم اغتیال قیادة المقاومة المیدانیة فی القنیطرة ، واختتمتها بجریمة جرمانة . فالمقاومة تسعى إلى إرساء قواعد توازن الردع فی جبهة موحّدة على امتداد لبنان وسوریا، بینما تحاول «اسرائیل» تفکیک تمدّد الجبهة أملاً بحصر قواعد الاشتباک مع المقاومة فی لبنان .

فی هذا السیاق ، أخذت المقاومة بأولویّة مواجهة «اسرائیل» فی خطّین متوازیین على الأرض السوریة . أولهما منع سقوط سوریا فی أیدی حلف إقلیمی ــ دولی یعوّل على تغییر موقع سوریا الجیو ــ سیاسی فی اتجاه الغرب و خنق المقاومة . وهو تعویل مسلّح بجماعات تسهّل مرور تحالف واشنطن إلى سوریا والمنطقة ، عبر تدمیرها النسیج الثقافی ــ الاجتماعی والقضاء الهمجی على حضارة المنطقة وأسباب العمران .

لکن مواجهة المقاومة لهذا الخراب لم یصرفها عن أولویّة مواجهة الاحتلال «الاسرائیلی» فی مسار موازٍ فی الوقت نفسه ، تَبنیهِ القیادة المیدانیة فی سوریا لبْنة فوق لبنة . و لیست دماء جهاد مغنیة و سمیر القنطار سوى تعبیر عن عزیمة المقاومة فی التضحیة لمواجهة «اسرائیل» فی أحلک الانهیار العربی والإسلامی.
جریمة اغتیال القنطار “انتقام أبلغ مما یقوم به الشیطان” ، کما وعد مناحیم بیغین . لکن الضوء الأخضر لما سمته «اسرائیل» “إغلاق الحساب” ، هو أمیرکی أشارت إلیه واشنطن فی إدراج اسم سمیر القنطار على “لائحة الارهاب الدولی” فی أیلول/ سبتمبر الماضی، مع قیادیین فی الأرض المحتلة . فالإدارة الأمیرکیة تأمل “طمأنة” «اسرائیل» إلى رعایة واشنطن لـ«الأمن القومی الإسرائیلی»، کما تعهّد أوباما دوماً فی عزّ الخلاف مع نتانیاهو . أو کما تحاول واشنطن فیما تسمیه “تشدید العقوبات على حزب الله” .
لکن حلفاء واشنطن من العرب یذهبون أبعد من «اسرائیل» والولایات المتحدة ، فی التحریض على المقاومة طوال الوقت ، ولا سیما إثر اغتیال سمیر القنطار . فعندما تشیر واشنطن بأصبعها إلى سمیر القنطار و المقاومة فی تهدید «أمن اسرائیل» من سوریا، یستهوی حلفاء واشنطن إمعان النظر فی الاصبع الذی یفتّح مواهب الردح فی اتهام القنطار والمقاومة “بقتل أطفال الشعب السوری”، على ما فاضت عبقریات، ومنها أسبقیات فی کشف مواهب مغمورة . ولا یعدو هدف هذه الحملة المدوزنَة على إیقاع مؤتمرات الریاض و باریس و نیویورک ، عن کونه محاولة لإغراق لائحة الجماعات الارهابیة بتنظیمات المقاومة، والتوصل ربما إلى إعلاء أحرار الشام وجیش الاسلام إلى درجة فی صف المقاومة .
«اسرائیل» التی تغذی صبیانیة حلفاء واشنطن بالحبکة والایحاء، وفق ما تناولته “واشنطن بوست” أو صحیفة “لوموند” وغیرها ، تأخذ معرکة اغتیال القادة المیدانیین ، على محمل خرق قواعد الاشتباك مع المقاومة فی سوریا. فهی تحاول أن تحکّ جلدها بظفرها فی السعی لتقطیع أوصال الجبهة الموحّدة ، فیما تعتمد على استنزاف المقاومة فی حروب بالوکالة استنزافاً وفتنة . ففی مجرى إمساک موسکو بناصیة العقد والربط فی سوریا ، تحرص «اسرائیل» على “عدم التطبیع” مع الأمر الواقع الروسی فی الجانب المتعلّق بإفادة المقاومة من حمایة الأجواء السوریة لتعزیز مواجهة اسرائیل على الجبهة مع سوریا .
فی هذا الجانب لا یوجد اتفاق روسی ــ «اسرائیلی» على وقف المعرکة بین «اسرائیل» والمقاومة . إنما یقتصر التنسیق بینهما على “عدم التصادم” فی الأجواء السوریة، مثل التنسیق مع واشنطن وفرنسا وبریطانیا…عبر غرفة العملیات الروسیة . غیر أن موسکو لم تتفق کذلک مع المقاومة على وقف المعرکة فی مواجهة «اسرائیل» من سوریا ولبنان . ولم تتخلَّ المقاومة عن حمایة نفسها بنفسها، ضمانة لحریة الحرکة والخیار فی أولویتها الأولى، وضمانة لقطع الطریق على أی بحث فیما یسمى “وقف الاعتداء المتبادَل” أو الأمن مقابل الأمن… إلخ . توازن الردع استراتیجیة المقاومة لتوحید الجبهة فی مواجهة الاحتلال «الاسرائیلی» . لکن «اسرائیل» تحاول إعاقة استکمال الحلقة فی سوریا بالاغتیالات والاعتداءات الممنهجة . ربما تأمل اقتحام “الحل فی سوریا” من جانب إثارة المخاطر الأمنیة. وربما تأمل التعریض بروسیا کما تتفتق مخیّلة بعض الجهابذة فی ضفّة تحالف واشنطن . ولا تبدو المقاومة متأثرة بما قیل وما یقال . تمضی فی طریق یعترضه صاع «اسرائیلی» ، لکنها اعتادت على ردّ الصاع بقنطار.

شاهد أيضاً

الرد على اغتيال القنطار قادم لا محالة وعلى «الإسرائيليين» أن يقلقوا في الداخل والخارج

أكّد سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله لبنان ،  الاحد ...