الرئيسية / القرآن الكريم / زوجات النبي ( ص ) قراءة في تراجم أمهات المؤمنين في حركة الدعوة

زوجات النبي ( ص ) قراءة في تراجم أمهات المؤمنين في حركة الدعوة

تأملات في حكمة تشريع الزواج من أربع نساء

تأملات في حكمة تعدد أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

في ظلال الأوامر الإلهية لنساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

الألقاب والمعاني

نظرات في دوائر الترغيب والترهيب

1- السيدة خديجة بنت خويلد

2- السيدة سودة بنت زمعة

3- السيدة عائشة بنت أبي بكر

4- السيدة حفصة بنت عمر

5- السيدة زينب بنت خزيمة

6-السيدة أم سلمة بنت أبي أميّة

7-السيدة زينب بنت جحش

8-السيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان

9-السيدة جويرية بنت الحارث

10-السيدة صفية بنت حيي
حركة اليهود تجاه الدعوة الخاتمة
الطريق إلى الكساء الخيبري

11- السيدة ميمونة بنت الحارث

12- السيدة مارية القبطية

13- السيدة ريحانة بنت زيد

المصادر والمراجع

0
المقدمة

الحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، والصلاة والسلام على محمد وآله صلى الله عليه وآله وسلم. النبي الأمي الذي أرسله الله شاهداً ومبشراً ونذيراً. وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.

وبعد:

لا شك في أن ما يختزنه الماضي من أحداث جرت على امتداد المسيرة البشرية. قد تعرض لأمور وضعت الباحث عن الحقيقة في دائرة مضنية شاقة. وفي جميع الأحوال كان الباحث يصل إلى نقاط بحثه بمراكب العسر لا اليسر. وكانت الحقائق تظهر إما مختصرة ويقام بها حجة. وإما بها التباس لا ينسجم مع الفطرة ويتطلب بحثها جهداً جديداً.

وإما مشوهة يراد بها فتنة، ويعود ذلك لعدم الأمانة في النقل أو لسوء الحفظ أو لعدم الدقة في النسخ وتخزين المادة، وعلى امتداد المسيرة جمع السلف ودون الخلف وبحث الباحثون. وشاء الله تعالى في عصرنا الحاضر أن تتسع دائرة المعارف وأن تتراكم المعلومات تحت سقف الفهرسة والتخريج والبرامج. ليقف أصحاب العقول على الحقائق التي في بطون الماضي. وتقام الحجة ويحمل أولو الألباب مشاعل الفطرة التي تسوق الناس إلى صراط الله العزيز الحميد.

ومن العجيب أنه في ظل تدفق المعلومات، غير أن أجهزة ومؤسسات الصد عن سبيل الله ما زالت تقف في ظلمات الماضي، متاجرة
——————————————————————————–
الصفحة 6
——————————————————————————–

بما فيه التباس بين الحق وبين الباطل، أو بما يراد من ورائه تشويه الدين الحق. والأعجب من ذلك إنهم على هذه الحال يدعون أنهم دعاة حقوق الإنسان وأصحاب التنوير والعصرية. إلى غير ذلك من الأسماء التي تتلحف بلحاف الزينة الشيطانية. وتسير بين الناس بعجلات الإغواء. رغبة في الحفاظ على مكاسب طريق الانحراف والفتن. والتي جمعوها على امتداد المسيرة من مستنقعات الوحل والدنس والعار.

إن المد الإسلامي في عصرنا الحاضر يعرض المعارف التي تنسجم مع الفطرة وتحترم العقل وتسوق الناس إلى الصراط المستقيم. الذي يحقق لسالكه سعادة الدنيا والآخرة. وأمام هذا المد خرجت جحافل الليل المغبر بحملات ضد الإسلام، الهدف من ورائها إعاقة العجلة الإسلامية، وهذه الحملات قام بها بعض من ينتسبون إلى الإسلام الذين وصفتهم الأحاديث الشريفة بأن ألسنتهم ألسنة العرب وسننهم سنن الذين من قبلهم من أهل الكتاب، أو إن ألسنتهم ألسنة العرب وقلوبهم قلوب العجم، كما شارك في هذه الحملات المتخصصون من أهل الكتاب، وحملت أجهزة الفاكس وصناديق البريد رسائل هؤلاء وهؤلاء، يدعون فيها إن الإسلام دين السيف ولا يعتمد الكلمة في دعوته، وهذا الادعاء يذهب هباء أمام أيسر تحقيق يقوم به أقل المسلمين شأناً، وادعوا أن تخلف المسلمين وفساد معاشهم وأخلاقهم يعود إلى القوانين الدينية الدائرة بينهم، وقالوا لو كان الإسلام ديناً واقعياً وكانت القوانين الموضوعة فيه جيدة متضمنة لصلاح الناس وسعادتهم، لأثرت فيهم الآثار الجميلة.

ولا يختلف أصحاب البصائر والأفهام على إن الدين طريقة خاصة في الحياة تؤمن صلاح الدنيا بما يوافق الكمال الأخروي وأن ينبوع دين الله فطرة الإنسان نفسه. والدين الخاتم طريقة اجتماعية تلازم الفطرة. وهذه الطريقة جعلها الله تعالى على عاتق الناس. ليتميز أهل الحق وأهل
——————————————————————————–
الصفحة 7
——————————————————————————–

الباطل. فمن سلك طريق الدين نجا ومن لم يستقم سقط وهلك، وأجهزة ومؤسسات الصد عن سبيل الله خلطوا بين القوانين الدينية وبين حركة الناس تحت سقف الامتحان والابتلاء الإلهي، ولم يروا تحت هذا السقف إلا الذين فسدت أخلاقهم.

ولما كان ادعاؤهم إن القوانين الإسلامية لم تقو على إصلاح الناس ومحق الرذائل، إدعاء لا أساس له على مائدة الفطرة والبحث العلمي، قلنا إن نسأل: لماذا لم تصلح قوانين الغرب الناس هناك؟ وما القول في الديمقراطية وغيرها؟ التي تاجرت بكل شذوذ وانحراف وانتهت إلى دوائر الأيدز والمخدرات والانحلال ورفعت أعلام الفساد في الأرض ورايات التجويع والتخويف، ولماذا لم تصلح القوانين الاشتراكية أصحابها؟ وما القول في تفتت الدول الشيوعية وذهاب هيبتها، والجميع في الشرق والغرب عاشوا طويلاً تحت وهم إن قوانينهم من أحكم القوانين وأعظمها.

إن الانحطاط الذي نراه على رقعة العالم الإسلامي، جذوره مغروسة في قوانين الشرق والغرب، ولا علاقة لقوانين الدين الإسلامي به، إن جحافل الليل المغبر لا تتاجر في الحقيقة إلا بما صنعوا ولا يرفعون إلا أعلام دائهم، ولقد ادعوا أيضاً إن رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم لم يقنع بما شرعه لأمته من زواج أربع نسوة، حتى تعدى إلى أكثر من عشرة نسوة، وقالوا إن تعدد الزوجات لا يخلو من الانقياد لداعي الشهوة، وهذا قول سقيم وتفكير غير مستقيم، ونحن في هذا الكتاب سنلقي بعض الضوء على تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم والحكمة التي من ورائه، كما نقدم نبذة من تراجم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، ومن خلال سيرتهن سنلقي ضوءا على حركة الدعوة الإسلامية، ونرجو من وراء ذلك أن يرى الباحث المتعمق المنصف أن الزواج لم يكن لداعي الشهوة كما قالت أجهزة ومؤسسات الصد، وإنما كان جزءا لا يتجزأ من حركة
——————————————————————————–
الصفحة 8
——————————————————————————–

الدعوة وهي تقيم حجتها على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأسأل الله تعالى السداد والرشاد فإنه خير معين وهاد.