الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / الشهيد عبد المصطفى عاتي ‌عيسى الدرباس 99 ـ أبومهند الديراوي

الشهيد عبد المصطفى عاتي ‌عيسى الدرباس 99 ـ أبومهند الديراوي

في ناحية الدير الواقعة شمال مدينة البصرة، ولد عام1955م، أسماه الحاج عاتي بهذا الاسم داعيا له بالتوفيق بإتباع المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم، فتربى في أحضان تلك الأسرة التي غذته حب محمد وآله الطاهرين، دخل المدرسة الابتدائية في منطقته وأڪملها عام1968م ثم أڪمل الدراسة المتوسطة عام1971م.
اتجه للعمل مؤازرة منه لأبيه ثم تزوج في بدايات العام1975م، وكانت ثمرة الزواج ولدين وبنت، وكان
اسم ولده البِكْر مهندا لهذا كُنّي بأبي مهند.
في عام1979م تزوج من ثانية أنجبت له ولدا فتح عينيه على الحرب ومآسيها، تلك الحرب التي زُجَّ فيها أبناء العراق فكانوا الضحية، تلك الحرب التي خططت لها الدوائر الغربية وموَّلتها بعض الأنظمة العربية.
دخل الحرب كرها، وقد كان النظام الصدامي المجرم يعتقل عائلة كل مَن يترك الجبهة، ولايُفرَج عنها إلا بعد تسليم نفسه والعودة إلى الحرب.

99
كان يتحين الفرص للخلاص، فوفقه الله لذلك بتاريخ22/3/1982م، بتسليم نفسه للقوات الأسلامية وبعد نقله الى معسكر الأسر انتهز الفرصة لاعداد نفسه ثم اعداد الباقين حيث كان دوره الإرشادي مشهودا.
التحق بمجاهدي فيلق بدر بتاريخ10/7/1986م، ضمن الدورة الأولى للمتطوعين من داخل معسكرات الأسر، وكانت أول مشاركة له في معركة حاج عمران بتاريخ1/9/1986م، التي أبلى فيها بلاء حسنا، حيث كان يجيد استخدام معظم أنواع الأسلحة بما فيها الدروع( )، لذلك امتطى إحدى دبابات العدو فأدارها نحو الفارين منهم وباشر بحصدهم وفي اليوم التالي استعملها لصد الهجوم المضاد.
شارك في العديد من العمليات التي خاضتها قوات بدر في الجنوب وفي الشمال.
لقد عُرف بشجاعته الفائقة، وهذا ما يشهد به إخوته في الجهاد، كما عُرف بجديته في العمل، وصبره في تحمل المشاق، وعدم تهاونه في إبداء النصيحة للآخرين، كان آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، غير مساوم في ذلك حتى مع أعز أصدقائه وأقربهم إليه.
على الرغم من كونه هَشّ بش وهي صفة محمودة. كان عالي الهمّة، حَسن السجايا، الجهاد شعاره ودخول العراق أمنيته، لهذا اختير إلى واجب داخل كردستان مع مجاميع من المجاهدين. كان ذلك الواجب وتلك المأمورية بحاجة للصبر والتحمل والشجاعة وكان أهلا لكل ذلك.
حطَّ المجاهدون رحالهم في كردستان العراق واتخذوا من منطقة قره‌داغ مقرا لهم، لتكون منطلقا للدفاع عن أبناء شعب كردستان، التي طالتهم أيدي الظالمين، وفتكت بهم آلة الحرب الصدامية وأسلحته المُدمرة.
استُقبِل المجاهدون من قبل أبناء الشعب الكردي الذي كان يُطلق عليهم اسم الإسلاميين، فقد حمل أبومهند وإخوته الإسلام شعارا وجسّدوه حقيقة على أرض الواقع، فكانوا عونا لأبناء القرى والقصبات المحرومة ولم يكونوا عبئا عليهم.
شارك في العديد من العمليات والواجبات التي نُفّذت ضد النظام وأجهزته القمعية في كردستان، وبقي مدافعا عن ذلك الشعب المظلوم بوجه الهجمة الهمجية إلى آخر رصاصة وقطرة دم، على رغم الحصار وإصابة العديد من المجاهدين بالأسلحة الكيماوية التي استخدمها المجرمين علي حسن المجيد وسلطان هاشم أحمد ونظائرهم من مجرمي حزب البعث، في عملية أسموها الأنفال، والتي دمّرت خلالها أربعة آلاف قرية من قرى الشمال.
سقط أبومهند شهيدا على سفوح جبال قره‌داغ في 7/4/1988م وهو يحاول سحب إحدى دبابات العدو الصدامي الذي تركها وفر هاربا؛ سقط وهو يحمل هم الإسلام والدفاع عن شعبه المظلوم، سقط لتعرج روحه ملتحقة بأرواح النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقا، ولتسكن فيما أعد لها الله سبحانه من النعيم المقيم.
سلام عليك أبامهند يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تُبعث حيا.
99-1