الرئيسية / تقاريـــر / معركة بلا رصاص.. هذا ما جهزه الجيش العراقي لتحرير الموصل

معركة بلا رصاص.. هذا ما جهزه الجيش العراقي لتحرير الموصل

تحتل الموصل مكانة هامة في الخطة العراقية للقضاء علی الإرهاب، وتأتي هذه الأهمية كونها المدينة الأولى التي اقتحمها تنظيم داعش الإرهابي عام 2014، الأمر الذي يجعل من تحريرها ضربة قوية لهذا التنظيم، كما أن خطر انهيار سد الموصل جعل الحكومة العراقية تتريث قبل البدء بحملتها العسكرية في هذه المدينة حفاظًا على أرواح المدنيين من انهيار السد.

بدت الخطة العراقية جاهزة لتحرير الموصل، وباتت الحشود العسكرية على أبواب المدينة حيث وصلت الوحدات العسكرية من الفرقة 15 التابعة للجيش العراقي وفوج المغاوير التابع لقيادة عمليات نينوى إلى معسكر مخمور (70 كلم جنوب شرق الموصل)، على أن يصل المزيد من القوات المساندة في قادم الأيام، وتقتضي الخطة إلى تجميع 4500 مقاتل في هذه القاعدة، وأعلن قائد عمليات نينوى اللواء الركن “نجم الجبوري” أن القطعات العسكرية في استعدادها التام وهي تنتظر التوجيهات من القائد العام للقوات المسلحة لبدء ساعة الصفر.

يشارك في المعركة قوات الحشد الشعبي التي انضم إليها آلاف المقاتلين من عشائر أهل السنة، ويقدر عدد هؤلاء المقاتلين بـ 4 آلاف مقاتل، وهم من عشائر الموصل السنية، وذكرت مصادر عراقية محلية أن عشيرة “اللهیب” أرسلت مقاتلين بقيادة “نزهان الصخر اللهیبي” إلى معسكر المخمور، في حين تشارك قوات من عشيرة الجبوري بقيادة “الشیخ محمد أحمد الجبوري” من محور الشرقاط، وكذلك تشارك قوات من عشيرة “الشیخ فارس السبعاوي” في هذه المعركة، كما تشارك قوات البيشمركة من محور ويردك بالخازر شرقي الموصل، وبذلك يكون أهل السنة في العراق ضحدوا كل الادعاءات والافتراءات التي تحاول بعض الدول وبعض وسائل الإعلام الترويج لها ونشرها وإظهار أن تحرير الموصل هو حرب طائفية وأن أهل السنة يرفضون دخول قوات الحشد الشعبي إلى مدنهم.

وعن مدى استعداد القوات العراقية فقد أكد قائد العمليات اللواء جبوري أنها جاهزة وقد تم تدريبها على يد خبراء عراقيين وأجانب، وهي مجهزة بأحدث المعدات والأسلحة ومن ضمنها ما يخص الهندسة العسكرية لفتح الطرق ومعالجة الألغام والعبوات الناسفة، وقد تم تزويدها بطوربيدات حديثة جدًا بإمكانها فتح السواتر وتفجير العبوات الناسفة ضمن مساحات كبيرة.

تواجه الجيش العراقي في الموصل عقبتان رئيسيتان، الأولى تواجد المدنيين فيها، إذ أن هناك نحو مليون شخص لا زالوا يعيشون في هذه المدينة، وقد أقام الجيش العراقي في قاعدة مخمور محطة إذاعية باسم “الصندوق”، وتهدف هذه الإذاعة إلى اطلاع السكان على التطورات العسكرية في المنطقة بالإضافة إلى توجيه التعليمات لهم لتأمينهم والحفاظ على سلامتهم، هذا وقامت القوات العراقية وبالتعاون مع الأمم المتحدة وإقليم كردستان بفتح 13 معبرًا آمنًا للمواطنين النازحين من مدينة الموصل إلى إقليم كردستان.

العقبة الثانية في الموصل هي سد الموصل، هذا السد بني عام 1983 على بعد حوالي خمسين كلم شمال مدينة الموصل، وتبين فيما بعد أنه بني على تربة غير قادرة على التحمل لذلك توجب حقن أساساته بشكل دوري لضمان عدم انهياره، وتوقفت عمليات الحقن هذه بعد استيلاء داعش عليه عام 2014، إلا أن قوات البيشمركة استطاعت استعادة السد فيما بعد، ويتم التخوف من استهداف داعش لهذا السد عندما ستشعر بأنها تخسر الموصل، وانهيار السد يعني غرق مدينة الموصل، إلا أن الجيش العراقي قام بإجراءات وقائية عديدة تفاديًا لوقوع هذه الحادثة، ومن المقرر أن لا يستخدم قذائف شديدة الانفجار خوفًا من أن تؤثر على السد.

تشير قيادة عمليات نينوى إلى أن تحرير الموصل بات قريبًا، وخاصة بعد الإنجازات الهامة التي حققتها القوات العراقية والتي من بينها تحرير قضاء سنجار وبعض من مناطق قضاء تلعفر، وهذا ما جعل تنظيم داعش يعاني حالة انهيار وارتباك بسبب فقدانه السيطرة على أهم طرق الإمداده والدعم، وكشفت صحيفة “الحياة” عن مصادر داخل الموصل أن داعش يقوم بتغيير مقراته استعدادًا لدخول القوات العراقية، وأنه من الممكن أن يقوم بإخلاء المدينة تجنبًا للمواجهة العسكرية، وأكد سعد البدران أحد شيوخ الموصل للصحيفة أن تنظيم داعش تلقى أخبار قرب انطلاق ساعة الصفر لتحرير الموصل بقلق كبير.

يمكن القول أن التحضيرات لعملية الموصل على شرف الانتهاء، ومن المتوقع أن تبدأ عملية التحرير قريبًا، وتشير المعطيات الميدانية إلى أن تطهير الموصل سيجري بشكل سريع حتى أنه من الممكن أن ينسحب داعش فتكون المعركة بلا رصاص وذلك نتيجة استعداد القوات العراقية وجهوزيتها من جهة، وارتباك داعش وفقدانه لطرق الإمداد من جهة أخرى، وتعتبر هذه المعركة من أهم المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي، فخسارة الموصل التي أعلن منها داعش قيام دولته سيتسبب بانهيار معنويات مقاتلي داعش، وسيؤثر إيجابًا على سير العمليات ضد هذا التنظيم في سورية والعراق معًا.

نقلاً عن موقع الوقت