الرئيسية / اخبار العلماء / أزمة سوريا ستنتهي إذا لم تتدخل أنقرة والرياض وإذا أتوا فستنتهي أزمة المنطقة كلها

أزمة سوريا ستنتهي إذا لم تتدخل أنقرة والرياض وإذا أتوا فستنتهي أزمة المنطقة كلها

جدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الخطاب الردعي للمقاومة في وجه تهديدات الصهاينة ، و أضاف لخطابه الردعي «جرعة زائدة» لإعادة التوازن الى الوعي «الاسرائيلي» ، رافعاً للمرة الأولى السقف لمستوى التلويح بأسلحة غير تقليدية في أي حرب مقبلة على لبنان الذي “يمتلك قنبلة نووية اليوم” كما حذر من ضياع فلسطين الى الأبد اذا ما صحت مزاعم «اسرائيل» بشأن صداقتها مع السنّة ، مؤكدا فشل مشروع القاعدة وتركيا والسعودية في سوريا ومحذراً من أن قصف حاويات الأمونيا في حيفا يعادل قنبلة نووية .

 

ولفت السید نصر الله فی مهرجان «الوفاء للقادة الشهداء» الذی اقیم امس بمجمع سید الشهداء فی الضاحیة الجنوبیة لبیروت ، إلى أن “البعض یقول إن الفرصة الاقلیمیة لـ«إسرائیل» متاحة لشنّ حرب على لبنان وضرب المقاومة وإعادتنا 20 سنة الى الوراء” ، مشدداً على أن «إسرائیل» لا تحتاج ظروفاً إقلیمیة أو دولیة لتشن حرباً ، وما یمنع قیام حرب هو وجود مقاومة وحضن لهذه المقاومة والجیش الوطنی” .

 

 

وأکد السید نصر الله أن “انشغالنا فی أماکن أخرى لن یمنعنا من الانشغال بالعدو الصهیونی والمقاومة فی لبنان قویة وتملک قدرات دفاعیة جدیدة و«الاسرائیلی» یحسب ألف حساب قبل أن یفکر فی أی حرب مقبلة، ویعرف أن صواریخ المقاومة تطال أی مکان فی فلسطین المحتلة، کما نعرف أن لدى «إسرائیل» نقاط ضعف کثیرة” .
ولم یذکر السید نصر الله تفاصیل عن قدرات المقاومة بل اکتفى فی سیاق الرد على التهدیدات الصهیونیة بشن حرب على لبنان بالإشارة إلى أحد التقاریر التی نشرها الإعلام «الإسرائیلی» عن الخوف الذی یعیشه سکان حیفا فی حال استهدفت صواریخ حزب الله حاویات الأمونیا هناك ، قائلاً : إن الخبراء «الإسرائیلیین» یقولون : إن مثل هذا الهجوم یوازی قنبلة نوویة تماماً” .      

 
و لفت نصرالله الى آراء لخبراء «إسرائیلیین» تخشى من أن تستهدف المقاومة فی أی حرب مقبلة حاویات غاز الأمونیا فی حیفا “التی تجنبنا فی حرب تموز أن نمد یدنا علیها” ، وهو “ما قد یؤدی الى مقتل 800 ألف شخص ویحدث ضرراً یعادل ما تحدثه قنبلة نوویة” ، معتبراً أن “لبنان الیوم یمتلك قنبلة نوویة، بمعنى بضعة صواریخ من عندنا زائد حاویات الأمونیا فی حیفا نتیجتها قنبلة نوویة فإذا سقطت بضعة صواریخ فی هذه الحاویات فی منطقة یسکنها 800 ألف نسمة فسیقتل منهم عشرات الآلاف” .

• إذا تدخلت أنقرة والریاض فإن أزمة المنطقة کلها ستنتهی

و رأى السید نصر الله أن «الاسرائیلیین» ، بحسب تقدیراتهم، یعتبرون أنهم أمام فرصتین و تهدیدین :
– الفرصة الاولى هی تشکل مناخا مناسبا لإقامة علاقات وتحالفات مع الدول العربیة السنیّة
– الثانیة هی إمکانیة تغییر النظام فی سوریا بما ینزل ضربة قاسیة بمحور المقاومة»

 
أما التهدیدان فـ»الأول هو إیران والثانی حرکات المقاومة فی فلسطین ولبنان». وأوضح أن حزب الله خطر على المشروع «الإسرائیلی» وعلى أطماع «إسرائیل» وعائق فی وجه مشاریعها ، لذلك تلجأ الى طرق عدة لإزالة هذا الخطر . ومن هذه الطرق الحرب الشاملة ، و الخیار الثانی محاصرته سیاسیاً وشعبیاً و إعلامیاً ومالیاً ، وقطع خطوط الامداد، واغتیال قیاداته واختراقه أمنیاً من خلال الجواسیس وتشویه صورته فی العالم، وانکفاء الحاضنة الشعبیة حتى یصبح هزیلاً ضعیفاً ، لافتاً إلى أنهم «الآن یعملون على تحویل حزب الله من منظمة إرهابیة الى منظمة إجرامیة ، و اتهامنا بالاتجار بالمخدرات وغسل الاموال، وقتل الاطفال واغتصاب النساء. هذه ماکینة إعلامیة دولیة وخلیجیة تعمل على مدى الساعة. هذا جزء من الحرب لمصلحة «إسرائیل» فی النیل من أی دولة مقاومة وأی نظام مقاوم وصولاً الى الحرب النفسیة والحدیث عن حرب لبنان الثالثة»، مشدداً على أن الحرب النفسیة معنا لن تجدی ، و نحن لن نتراجع ولن نستسلم ولن نضعف وسنواصل فی موضوع جاهزیة قدراتنا العسکریة والکمیة والبشریة والمادیة .

 

وأکد نصر الله أن «الإسرائیلیین» وحکومات عربیة یدفعون بقوة لتصویر ما یجری فی المنطقة کصراع سنّی ــ شیعی رغم أن الصراع سیاسی، لأن العنوان الطائفی یخدم مصالحهم ، لافتاً الى تطابق بین الادبیات «الاسرائیلیة» وبعض الاعلام العربی ، وخصوصاً السعودی والخلیجی ، والى أن «الاسرائیلی» یعتبر تطورات المنطقة فرصة ذهبیة لیقدم نفسه صدیقاً لأهل السنّة فی العالم العربی والاسلامی .

 
وأشار الى أن «إسرائیل» تعاطت مع الاحداث السوریة کفرصة لتغییر النظام الذی یعتبر عمود خیمة المقاومة، وإذا کسر هذا العمود فسیتلقّى محور المقاومة ضربة قاسیة جداً ، فیما تعتبر «إسرائیل» تنظیمات «القاعدة» و«داعش» و«جبهة النصرة» ، خیاراً أفضل من نظام الرئیس بشار الاسد الذی کان وما زال وسیبقى یشکل خطراً ، من خلال موقعه فی محور المقاومة، على المشروع الصهیونی وعلى مصالح «إسرائیل» فی المنطقة .

 

ولذلك ، تتفق مع السعودیة وترکیا على أنه یجب عدم السماح بأی حل یؤدی الى بقاء الرئیس الاسد ونظامه، حتى لو حصلت تسویة ومصالحة وطنیة سوریة، وهم یعطلون المفاوضات ویضعون شروطاً مسبقة ویرفعون الاسقف التی لم تعد مقبولة أوروبیاً وأمیرکیاً، ولا مشکلة لدیهم فی استمرار الحرب، ویعتبرون أیّ مصالحة وطنیة خطراً علیهم ، مؤکداً أن «الإسرئیلیین» سلّموا تقریباً بواقع أنه لا یمکن إسقاط النظام، لذلک یطرحون تقسیم سوریا على أساس أقالیم عرقیة وطائفیة .


• محورنا أمام انتصارات کبیرة وهناک مسار جدید فی سوریا والمنطقة

و شدّد الأمین العام لحزب الله على أن «إسرائیل» فشلت فی سوریا، لأن هدفها إسقاط النظام وهذا لم یتحقق ، وفشلت فی أن تصل بسوریا الى مرحلة التقسیم، لأن الجیش السوری والقوى الشعبیة عندما یقاتلون فی اللاذقیة وحماة وحلب وحمص یؤکدون رفضهم للتقسیم، وما یقال عن أن القتال هو لإیجاد دویلة هو کذب وافتراء. ونستطیع القول إن مشروع القاعدة بجناحیها داعش والنصرة لإقامة دولة جاهلیة باسم الاسلام فی سوریا قد فشل، وسقط مشروع الإمبراطوریة العثمانیة الحدیثة والجدیدة، کما سقط المشروع السعودی فی سوریا ولم یجنِ إلا الخیبة ، وهو یتجرع الیوم کأس أحقاده وفشله.

 
وأکد السید نصر الله أننا أمام انتصارات کبیرة فی محورنا . و لا أتحدث عن نصر کامل، بل تطورات میدانیة هائلة وضخمة فی ریف اللاذقیة وریف حلب الشمالی، وهذا یدل الى أن هناک مساراً جدیداً فی سوریا والمنطقة .

• أزمة سوریا ستنتهی إذا لم تتدخل أنقرة والریاض وإذا أتوا فستنتهی أزمة المنطقة کلها

وعن التلویح الترکی و السعودی بالتدخل البری فی سوریا ، سأل نصرالله : هل استیقظت السعودیة وترکیا الان على داعش فی الرقة ودیر الزور وشمالی حلب؟ ، مؤکداً أن الدافع لیس قتال داعش ، وترکیا إذا أرادت التخلص من داعش یکفی أن تقفل المعابر وتوقف شراء النفط الذی یدرّ ملایین الدولارات على داعش، فیما القاعدة وداعش یسیطران على عدن بدعم سعودی. یسلّمون جنوب الیمن لداعش ویریدون قتالها فی سوریا؟!! .

 
واضاف : إذا لم تدخل أنقرة و الریاض إلى سوریا فستنتهی أزمة سوریا ، لکنها تحتاج الى وقت ، أما إذا أتوا فستنتهی أزمة المنطقة کلها ، لافتاً إلى أن المهم هو أن یعلم الجمیع أن الإرادة انتصرت حتى الآن، وهی قویة جداً على مستوى القیادة والجیش والقوى الشعبیة والحلفاء، ولن یسمح لا لداعش ولا للنصرة ولا للقاعدة ولا لأمریکا ولا لـ«إسرائیل» أن یسیطروا على سوریا . و ستبقى سوریا لأهلها ولشعبها، هم وحدهم یقررون مصیرها، ونظامها، ودستورها،

 

ورئیسها، وموقعها فی المعادلة ، وستبقى سوریا عمود خیمة المقاومة فی المنطقة . ونحن فی حزب الله، من موقع الشراکة بالدم، نفتخر أننا ساهمنا بمقدار جهدنا وطاقتنا فی مواجهة هذه المشاریع الخطیرة على لبنان وسوریا، وعلى منطقتنا وأمتنا ، مشدداً على أننا نصنع جنباً الى جنب مع الجیش السوری الانتصار تلو الانتصار فی الایام الآتیة والسنین الآتیة والقرون الآتیة، وسنبقى حیث یجب أن نکون وسنصنع الانتصارات .


• فلسطین ستضیع الى الأبد اذا ما صحت مزاعم «اسرائیل» بشأن صداقتها مع السنّة

و حذر نصر الله من ضیاع فلسطین الى الأبد ، اذا ما صحت مزاعم «اسرائیل» بشأن صداقتها مع السنّة ، و توجه إلى الحکومات العربیة بالسؤال “هل تقبلون صدیقاً ما زال یحتل أرضاً سنیة هی فلسطین ؟ و هل تصادقون کیاناً ارتکب المجازر بحق أهل السنة فضلاً عن عشرات الآلاف الذین هجروا داخل فلسطین والملایین الذین یعیشون فی الشتات؟ من الذی یمنع عودة ملایین الفلسطینیین من العودة إلى دیارهم؟ .

 
وأضاف : “هناک بعض الحکام العرب الذین یقولون زوراً إنهم من “السنة” فیما یقبلون بالاعتداء على الفلسطینیین” ، متسائلاً : “ألم یکن کل الذین أعدموا من اسرى وقتلوا من ابناء الشعوب العربیة لأجل فلسطین ألم تکن اغلبیتهم الساحقة من أهل السنة؟” .
و نوّه سماحته إلى أن “بعض العلاقات العربیة «الاسرائیلیة» بدأت تخرج الى العلن ، و من تحت الطاولة الى فوق الطاولة” ، مضیفاً أنّ “«الإسرائیلی» یعمل لتقدیم نفسه کصدیق لاهل السنة فی العالم العربی، وفی مرحلة من المراحل قدم نفسه کحامٍ للمسیحیین فی لبنان وفلسطین وماذا کانت النتیجة؟” .

 
و تساءل أمین عام حزب الله : ماذا فعل الصهاینة بأهل السنة منذ احتلال فلسطین إلى الیوم ؟ هل ان أهل السنة یقبلون صدیقاً لهم کـ«إسرائیل»؟… و هل تقبلون صدیقا یحتل أرضاً سنیة ؟؟ ، هل تصادقون کیانا ارتکب أهول المجازر ضد اهل السنة؟ ، من الذی یمنع الفلسطینیین من العودة إلى أرضهم ومنازلهم ؟ من الذی دنس و یدنس المسجد الاقصى والحرم الابراهیمی ؟ و کم حرب شنّها العدو الصهیونی على غزة ودمر منازلها؟” .
وأردف قائلا : هذا العدو «الاسرائیلی» قتل الشعب الفلسطینی على مر الزمن على مرأى الحکام العرب ، فکیف یقبل عاقل من أهل السنة أن تقدم «إسرائیل» على أنها صدیق وحامی ، هؤلاء الذی یقدمون هذا العدو على انه صدیق هم عملاء وخونة وحاقدون؟ .

 
وشدد السید نصرالله على ضرورة مواجهة هذا الطرح بجدیة ، الذی ترى فیه «إسرائیل» فرصة لبناء علاقات مع الدول العربیة ، “فمن الذی فتح الباب امام «الاسرائیلی» هذا واجب الجمیع لرفض هذا الخداع والتآمر” ، مضیفا إن تثبیت «إسرائیل» على أنها الحلیف او الصدیق للعرب : یعنی ضیاع فلسطین الی الابد.

 
من جهة ثانیة ، أکد السید نصر الله أن ما یمنع «إسرائیل» من شن حرب على لبنان هو وجود المقاومة التی لدیها من المقدرات الدفاعیة ما یجعلها تلحق الهزیمة بـ«إسرائیل» فی أی حرب مقبلة فی حال حصولها .

 
و لفت نصرالله إلى أن هناک إجماعاً فی «إسرائیل» على عدم الخروج إلى الحرب إلا فی حال کان “النصر حاسماً وسریعاً وواضحاً لا نقاش فیه ویؤدی الاهداف” لذلک فإن «إسرائیل» تلجأ إلى الضغط على ما تعتبره الخطر الأکبر علیها من خلال عملیات الاغتیال ومحاولات الاختراق الأمنی وتجفیف مصادر التمویل وتشویه صورته .

و کان السید نصرالله قد استهل خطابه بالتهنئة بذکرى انتصار الثورة الاسلامیة فی إیران ، وبتقدیم التعازی بالذکرى الـ11 لاستشهاد الرئیس رفیق الحریری ، معتبراً ذلك من واجبنا الأخلاقی رغم الخصومة السیاسیة مع بعض ورثته، ونأمل أن یأتی یوم تجمع فیه هذه الذکرى اللبنانیین جمیعاً .

 
و توقف نصر الله عند الذکرى العاشرة لتفاهم مار مخایل مع التیار الوطنی الحر و”الذی تطور إلى تحالف قوی وأکید” . کذلک توقف عند الذکرى الخامسة لثورة البحرین “التی تواصلت رغم القمع والسجن والقتل” ، و حیّا الیمنیین “الصامدین على مقربة انتهاء عامٍ من العدوان الأمیرکی ــ السعودی على الیمن الذی ما زال جیشه ولجانه الشعبیة یسجلان أروع البطولات ویسطران أعظم الملاحم فی الصمود والمواجهة وصدّ العدوان” .

 

شاهد أيضاً

الشيخ بهجت هو المنبع الروحي لحزب الله في كل الفترة الماضية

وصف الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عالم الدين الشيخ تقي بهجت بأنه “المنبع ...