الرئيسية / تقاريـــر / الإمام المهدي وتحقيق العدل الإلهى على الأرض – سالم الصباغ

الإمام المهدي وتحقيق العدل الإلهى على الأرض – سالم الصباغ

في هذه المحاضرة سوف نجيب بإذن الله عن الأسئلة الآتية :
1- ما الهدف من بعثة الأنبياء والرسل ؟
2- ما عناصر تحقيق العدل الإلهي على الأرض ؟
3- هل سيتحقق العدل الإلهي على الأرض ؟
4- ما الدين المرضي عند الله ؟
5- هل يوجد في القرآن ما يشير إلى :
أ- ولادة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ؟ .
ب- طول عمره الشريف ؟ .
ج- غيبته عن الأنظار ؟ .
د- عودته للحكم في آخر الزمان .
6- هل يوجد في القرآن ما يشير إلى دور يسند لشخص غائب عن الأنظار ؟
7- هل يوجد ما يثبت أفضليته على أولي العزم من الرسل فيما عدا الرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله ؟
8- ما أنواع الأمر الإلهي ؟ وما علاقتها بأنواع الهداية الإلهية ؟
9- ما دور الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف في زمن الغيبة ؟
10- ما صفات الأمة الممهدة في آخر الزمان ؟
11- ما وظيفتنا في زمن الغيبة ؟
12- ما تقييم الأحداث الحالية الجارية وعلاقتها بعصر الظهور ؟

الإمام المهدي وتحقيق العدل الإلهي على الأرض
دعاء
السلام عليك يا حجة الله في أرضه ..
السلام عليك يا عين الله في خلقه ..
السلام عليك يا نور الله الذي يهتدي به المهتدون ..
السلام عليك أيها المهذب الخائف ..
السلام عليك أيها الولي الناجح ..
السلام عليك يا سفينة النجاة ..
السلام عليك يا عين الحياة ..
السلام عليك
صلى الله عليك وعلى أهل بيتك الطيبين الطاهرين
ولنبدأ بهذا السؤال
ما الهدف من بعثة الأنبياء والرسل ؟
الهدف هو إقامة العدل الإلهي على الأرض ..
يقول تعالى في الآية 25 من سورة الحديد :
{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }
بالتأمل في الآية الكريمة نجد الآتي :
1- أن الهدف الذي من أجله أرسل الله الرسل جميعا هو تحقيق العدل الإلهي .
2- أن عناصر تحقيق هذا الهدف هي :
أ- القائد الإلهي { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا }
ب- المنهج والقانون الكامل { الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ }
ج- الأمة التي ستحقق العدل { لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }
د- القوة اللازمة لردع الأعداء .. وهو قوة الحديد
ـ وهو قوة علمية صناعية حضارية : منافع للناس وكذلك قوة عسكرية حربية :
{ بَأْسٌ شَدِيدٌ }
ـ ولعل قوله تعالى : { وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ }
إشارة إلى الإمام الغائب الذي سيتحقق على يديه العدل الإلهي على الأرض .
ويؤيد ذلك ربط القرآن للغيب بالانتظار يقول تعالى :
{ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ } يونس20
3- أن العدل الإلهي لا بد أنه سيتحقق على الأرض :
أ- لأن عشق العدل وتحقيقه من الفطرة .. بل هو لفظ جامع لكل أنواع الخير .. ولذلك كان هو الهدف من بعثة الرسل جميعا .
ب- أن الآيات القرآن ية تؤكد تلك الحقيقة يقول تعالى في سورة النور :-
1- { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } النور/55
2- ويقول تعالى:
{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}
القصص /5
3- ويقول تعالى :
{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } الأنبياء/105

عناصر تحقيق الهدف الإلهي
العنصر الأول :
1- وجود دين كامل وشامل يستطيع أن يستجيب لكل متطلبات حياة الإنسان .
وهذا يتوفر في الدين الإسلامي فهو دين شامل يستجيب لكل متطلبات حياة الإنسان .
فهو ينظم علاقة الإنسان بربه , وبالعالم وبأخيه الإنسان .
وكذلك يمتلك ” رؤية كونية واضحة ” وهو ما يعبر عنه بـ ” أصول الدين ” .
وهذا ما عبرت عنه سورة المائدة .. يقول تعالى :
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } المائدة/3
ولابد أن يكون هذا الدين المرضي هو القائم على مفهوم ولاية أهل البيت عليهم السلام ؛ لأن الآية نزلت في غدير غم بخصوص ولاية أمير المؤمنين عليه السلام .
ويؤكد ذلك قوله تعالى :
{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ} آل عمران/85

العنصر الثاني : القائد الإلهي .. المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

أولا : عقيدة الإيمان بالإمام المهدي عقيدة صحيحة متواترة عند جميع المسلمين ..مع الاختلاف في تحديد شخصه الشريف .
ونحن نقول بأنه الإمام حجة الله على الخلائق محمد بن الحسن العسكري “عجل الله فرجه” المولود في منتصف شعبان سنة 255 هجرية .
ولقد ذكر السيد الحيدري في إحدى محاضراته عدد الروايات التي تحدثت عن المهدي .. فذكر الآتي :
1- أنه ابن الحسن العسكري عدد 146 رواية .
2- الروايات التي ذكرت آباء الحسن العسكري 147 رواية .
3- الروايات التي ذكرت غيبة الإمام الطويلة 91 رواية .
4- الروايات التي ذكرت أن عمره طويل 318 رواية .
5- الروايات التي ذكرت أنه الثاني عشر 136 رواية .
6- الروايات التي ذكرت ولادته الشريفة 214 رواية .
بحث في الاختلاف في ولادة الإمام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف )
هناك علم في التفسير يقال له : ( تفسير القرآن بالجري ) ؛ بمعنى أن ما جرى في الأمم السابقة وذكره الله في القرآن , سيحدث في هذه الأمة .. حذو النعل بالنعل , وحذو القذة بالقذة .

1- المقارنة بين موقف اليهود والنصارى في مولد المسيح عليه السلام
وموقف السنة والشيعة في مولد المهدي عليه السلام
لقد اختلف اليهود والنصارى في قضية مولد المسيح عليه السلام .

فقالت اليهود : ( لم يولد ) ؛ لأنه لم يكن له أب .. وهذا ما تقتضيه العادات الطبيعية , والسنن الكونية .. وأن المسيح سيولد في آخر الزمان ويحكم .

وقالت النصارى : ( بل ولد من غير أب ) وأنه رفع إلى السماء , وغاب أكثر من ألفي عام وهو حي .. وأنه سيعود لبحكم في آخر الزمان .

فجاء القرآن الكريم .. ليثبت ولادة المسيح وغيبته وعودته للدنيا في آخر الزمان .. وطول عمره …

وذلك ليثبت قضية مولد المهدي وغيبته وطول عمره .. وعودته في آخر الزمان ويصلي إماما بالمسيح عليه السلام .

2- الخضر عليه السلام مع النبي موسى عليه السلام
يقول تعالى : { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا }
(الكهف/65 – 67)
ويلاحظ أن الخضر كان غائبا ومع ذلك كان يمارس دورا وجوديا .
ثانيا : ما الدور الذي يقوم به الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف في زمن الغيبة ؟
أو ما الفائدة من وجوده وهو غائب عن الأنظار ؟

الوظيفة الأولى : شهادة الأعمال :
يقول تعالى عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم :
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا }
(الأحزاب/45-46).
ويقول عن أهل بيته عليهم السلام :
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }
(البقرة/143).
وفي آخر سورة الحج :
{ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ } (الحج/78)
فالمخاطبون هم أمة من ذرية إبراهيم عليه السلام .

الوظيفة الثانية : الولاية والأمر التكويني :
في زيارة الإمام المهدي في ليلة النصف من شعبان … نقول :
نورك المتألق .. وضياؤك المشرق .. سيف الله الذي لا ينبو .. ونوره الذي لا يخبو .. وذو الحلم الذي لا يصبو .. مدار الدهر .. ونواميس العصر .. وولاة الأمر .. والمنزل عليهم ما يتنزل في ليلة القدر .

وسوف نتحدث هنا عن موضوعين أو شقين :
الأول : أولي الأمر .
الثاني : ما يتنزل في ليلة القدر .
أولا : أولي الأمر :
يقول تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }
(النساء/59).
وأنواع الأمر ثلاثة :
1- الأمر السياسي : وهو الحكم :
يقول تعالى : { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (النساء/65).
وهذا النوع من الأمر معطل حاليا .. ويحل محله ولاية الفقيه حتى لا تعطل أحكام الإسلام .

2- الأمر التشريعي :
أي حق الأمر والنهي من الدين حتى ولو لم يتمكن من الحكم .. أي يرجع الناس إليهم في أمور دينهم .
ولا شك أن هذا النوع من الأمر ثابت للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ..
وهو عندنا ثابت للأئمة عليهم السلام .
ـ والدليل على ذلك :
أ- حديث المنزلة : { علي مني بمنزلة هارون من موسى }
وإن من منازل هارون من موسى .. قوله تعالى : { وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } (طه/32).
فمن الواضح أن هارون كان يشارك موسى في الأمر التشريعي .

ب- آية المباهلة .. { وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ } فنفس علي كنفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
وهذا النوع من الأمر أيضا معطلا لغيبة الإمام .
3- الأمر التكويني :
أ- يقول تعالى في صفات الأئمة عليهم السلام : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ….. } .
ب- فما هو الأمر الإلهي ؟
{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } (يس/82).
ج- وفي تفسير نور الثقلين :
يقول سمعت شخصا يقول لأمير المؤمنين عليه السلام :
ما هو ذلك الأمر الذي أنتم ولاته ؟ .. قال عليه السلام : { الذي تنزل الملائكة به في الليلة التي فيها يفرق كل أمر حكيم .. من خلق .. أو رزق .. أو أجل .. أو حياة .. أو موت .. وعلم غيب السموات والأرض .. والمعجزات التي لا تنبغي إلا لله وأوصيائه والسفرة بينه وبين خلقه } .
ليلة القدر والأمر التكويني .. والنزول على الإمام عليه السلام

د- في الكافي عن الباقر عليه السلام : { يا معشر الشيعة خاصموا بسورة ” إنا أنزلناه ” تفلحوا , فوالله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله , وإنها لسيدة دينكم .. وإنها لغاية علمنا .
يا معشر الشيعة خاصموا بحم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم .. ؛ فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم }
فالإمام له ولاية تكوينية .. وهذا دوره الأساس في عصر الغيبة .
أي أنه له دور ملكوتي في كل شيء وخاصة الهداية .

العنصر الثالث ( الأمة ) :
والأمة تنقسم إلى طوائف :
1- الأمة المعدودة : أصحاب الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف وهم الخواص .
يقول تعالى : { وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ } (هود/8).
ويقول تعالى : { أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعًا } (البقرة/148).
2- الأمة الممهدة ( أمة حزب الله )
أوصافهم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ .. أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ .. أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ .. يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ..
وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ } (المائدة/54-56).

ما وظيفتنا في زمن الغيبة ؟ .. وظيفتنا هي ( الانتظار الإيجابي ) ..
أ- { خير الأعمال انتظار الفرج } .
ب- { المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله }
والانتظار الإيجابي يعني : هو تهيئة الأرضية لظهور الحجة عليه السلام كل في المجال الذي يتفوق فيه .. كالعالم بعلمه .. والخطيب على منبره .. والعامل .. والفلاح .. والصانع .. والتاجر .

العنصر الرابع ( القوة ) : القوة : { وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } ( الحرب )
{ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } ( القوة العلمية ) .. وهذا ما يتمثل في إيران بعد الثورة .
الثورات العربية وعصر التمهيد
ما التقييم للأحداث الجارية في العالم العربي وعلاقاتها لعصر الظهور ؟
نلاحظ ما يلي :
1- بداية عصر نهضة الشعوب , وحريتها في التعبير .
2- الأمة تبحث عن هويتها : أ- هل ما تريده دولة دينية ؟
ب- أو هل هي دولة ليبرالية ؟
ومع مناخ الحرية ستسقط الخيارات الباطلة ؛ لأن السعودية بها دولة دينية ولكنها أسوأ أنواع الحكومات في التاريخ .
ولقد جربنا الحكم الليبرالي .. أو على الأقل شاهدناه في أوربا .. وما نتج عن الديموقراطيات الغربية من فساد وانحلال وضياع أخلاقي .
3- لابد أنه ستصل الشعوب في النهاية إلى إن البديل هو ( الإسلام المحمدي الأصيل ) .
4- (الثورات بلا قائد)؛ لأن جميع القيادات فشلت, وكان يتم احتواؤها.. بالمال أو بالسيف .
والأمة تريد قائدا .. عادلا .. مؤمنا .. يطبق نوعا جديدا من الحكم لم تألفه البشرية .
وعلى ذلك أتوقع :
قيام حكومات لإدارة الثورات .. ثم فشلها .. حكومة وراء حكومة .. كحكومة عصام شرف في مصر .. وغيرها .. حتى يظهر الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف .
5- إن طول الفترة وكثرة المؤامرات هو تقوية للثورة لأن ذلك يفضح العملاء والخائنين والمترددين والانتهازيين .
6- ولقد تم فضح الحكام .. السلفية الوهابية .. تناقضات الإخوان .. الدور السعودي ..
وسوف ينتهي الأمر حين : ( يميز الله الخبيث من الطيب )
والخلاصة :
1- عصر الشعوب .
2- البحث عن الهوية .
3- الإسلام البديل .
4- القائد المنتظر .
5- تنقية الثورة .
6- التمييز بين الخبيث والطيب .
تم بحمد الله ومنة من محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين

 

 

https://t.me/wilayahinfo

 

5

شاهد أيضاً

التربية المفقودة والمسخ الباطني – الاستاذ سالم الصباغ

السؤال الذي أعتقد أنه يلح علي أذهان الناس هو : كيف وصل ( الإنسان ) ...