الرئيسية / أخبار وتقارير / كاتب أردني : يعالون في الرياض والجبير في تل ابيب

كاتب أردني : يعالون في الرياض والجبير في تل ابيب

كاتب أردني : يعالون في الرياض والجبير في تل ابيب .. فماذا عن الحلف الناشىء من وجهة نظر صهيونية !؟

شدد الكاتب والباحث الاردني هشام الهيبشان على إن حديث خبراء وجنرالات وساسة الكيان الصهيوني عن تطور العلاقات بينهم وبين بعض انظمة “محور الاعتدال العربي”، لم يعد يأخذ منحنى عابراً، فهو أصبح عبارة عن علاقة زواج مثلي مقدس يرعاه السيد الأميركي بين الكيان الغاصب وهذه الأنظمة ، وهذا ما يوحي بتطورات ومشاريع خطيرة ستعيشها المنطقة العربية وشعوبها في المقبل من الأيام .

وجاء فی مقال هذا الکاتب و الباحث الاردنی الذی خص به وکالة تسنیم ما یلی :

تزامنت الزیارات المتبادلة بین مسؤولی کیان الاحتلال الصهیونی و مسؤولی النظام السعودی حسبما تتحدث معظم وسائل الإعلام ، فی وقت تحدث فیه الخبیر الصهیونی فی شؤون الأمن القومی ایهود عیلام قبل “فترة وجیزة ” عن ضرورة توحید ورص الصفوف بین “تل أبیب والریاض”، فیما زادت بشکل متسارع تطور العلاقة بین محور “الاعتدال” العربی و الکیان الغاصب ، و هنا یقول ایهود عیلام فی تقریر شامل حول تطور العلاقات الصهاینة وال سعود على وجه التحدید : فی المحصلة العامة ، ان المعرکة فی سوریة والیمن هی فصل آخر فی الصراع بین إیران والمحور الناشئ الریاض- تل أبیب کجزء من المصلحة المشترکة القائمة بین دول عربیة و«إسرائیل»فی کبح الهیمنة الإیرانیة على الشرق الأوسط . ویکمل هنا عیلام : على «إسرائیل» أن تساعد حلفاءها ، ولکن لیس فقط عن طریق إرسال الجنود لدعم حلفائها بمحور الاعتدال العربی، بل عن طریق بناء روئ مشترکة تخدم الجمیع .

 
وهنا یتحدث معظم المحللین الصهاینة و من ضمنهم عیلام وبعض المحللین العرب ، أنه وعلى رغم أن المواجهة لیست مباشرة بین السعودیة وإیران، لکن هنا تلتقی بالتحدید مصالح کل من الکیان الصهیونی والنظام السعودی، وبهذا الصدد یقول الخبیر الصهیونی عیلام “إنه فی الماضی شارک فی هذا الصراع دول مثل سوریة، والتی تم تحییدها الآن من خلال تحویلها إلى ساحة حرب بین مزیج من المیلیشیات على اختلاف مشاربها وبین الجیش السوری وحلفائه .

 

ویتحدث عیلام هنا بصراحة کبیرة بما یخص الملف الیمنی، ویقول: “إن مصر والسعودیة، اللتین وقفتا على جانبی المتراس فی حرب الیمن فی الستینات، هما حلیفتان فی المواجهة الحالیة فی ذات الدولة ، فی ذلک الوقت ساعدت «إسرائیل» أعداء مصر فی الإقلیم بعض الشیء، مُشیراً إلى أن تورط مصر فی الیمن فی الستینات عرفت حینها بـ”فیتنام مصر” نسبة للصراع المر الاستنزافی الذی أدارته الولایات المتحدة فی فیتنام فی المرحلة ذاتها طبعاً، وقد تصبح الیمن الیوم فیتنام السعودیة فانصار الله والجیش الیمنی خصم عنید على درایة جیدة بطبیعة المنطقة، ولأنه یقاتل على أرضه ویحظى بدعم قوة کبرى، إیران، على حد وصفه.

 
وبما یخص الملف الیمنی یجمع معظم المحللین الصهاینة على وجوب التقاء المصالح الصهیونیة مع مصالح النظام السعودی لالتقائها مع بعضها بالملف الیمنی ، ومن مرتکز أن السعودیة ودول أخرى من بینها «إسرائیل» قلقة من أن انصار الله والجیش الیمنی یهددون المضیق القریب “باب المندب “، والذی یُعتبر البوابة الجنوبیة للبحر الأحمر . و یبلغ عرض المضیق فی جزئه الأضیق حوالى 27 کم ، وفی معارک حرب أکتوبر 1973 أغلقت مصر المضیق فی وجه الملاحة «الإسرائیلیة» ، والیوم مصر و«إسرائیل» المتعاونتان فی قمع “العصابات والإرهاب” فی سیناء قد تعملان سویة مع السعودیة من أجل تأمین الملاحة لمصر و«إسرائیل» عبر باب المندب، وعلى ضوء الحساسیة فی العالم العربی، بما فی ذلک مصر، تجاه «إسرائیل» ، فکل ما یتعلق بتدخلها العسکری ومساهمتها فی تأمین الملاحة فی باب المندب یجب أن تجری فی الخفاء، على حد تعبیرهم.

 
الیوم بدات تتبلور لدى صناع القرار فی الکیان الصهیونی معالم المرحلة المقبلة فی المنطقة فـ«اسرائیل» کما یقولون لدیها اتفاقات سلام مع مصر والأردن، والعراق وسوریة تشهدان عملیات تفکک متقدمة کما یتحدثون “مع أن الواقع غیر ذلک بالمطلق وخصوصآ بسوریة” ، والسعودیة طبعاً لن تتوجه ضد «إسرائیل» ، بل العکس فی السنوات الأخیرة تم نشر سلسلة من الأخبار حول تفاهمات تشکلت بینهما ضد إیران، من بین الکثیر من الأمور وجرى الحدیث عن ممرٍ جوی سعودی لهجومٍ «إسرائیلی» محتمل ضد مواقع إیران النوویة.

 
فالیوم یؤکد الخبراء الصهاینة ،أنه یستتر خلف کوالیس تعاون أمنی واسع بین محور الاعتدال العربی والکیان الصهیونی ، وهو أخذ بالتطور ، ففی السنوات الأخیرة على حد وصفهم بدأت منظومة علاقات حمیمیة جدا “مع بعض الانظمة فی المنطقة وخصوصآ مع بعض الدول الخلیجیة وغیرها من الدول لأن هویة المصالح متشابهة ،فمضمون مسار هذه العلاقات کما وصفها احد الخبراء الصهاینة یتلخص بالاتی حسب قوله : “الیوم للعلاقات شکل معین .. بمعنى آخر هم یجلسون معنا فی غرف مغلقة ویتصافحون ویتفقون على کل شیء، لکن هذه الدول تقول إذا کنتم تریدون أن تکون هذه العلاقات علنیة علیکم أن تظهروا کأنکم تحاولون حل النزاع مع الفلسطینین وطالما أن هذا لا یحدث هذه العلاقات ستبقى سریة “.

 
ختاماً، إن حدیث خبراء وجنرالات وساسة الکیان الصهیونی عن تطور العلاقات بینهم وبین بعض انظمة محور الاعتدال العربی، لم یعد یأخذ منحنى عابراً، فهو أصبح عبارة عن علاقة زواج مثلی مقدس یرعاه السید الأمیرکی بین الکیان الغاصب وهذه الأنظمة، وهذا ما یوحی بتطورات ومشاریع خطیرة ستعیشها المنطقة العربیة وشعوبها فی المقبل من الأیام . و السؤال هنا ، ما رأی الشعب العربی بهذا الزواج المثلی المقدس .. السؤال سیترک للشعب العربی من المحیط إلى الخلیج ، “ولکِ الله یا فلسطین”.