الرئيسية / من / تتمة الحكم والأخلاق في منطق الثورة الحسينية

تتمة الحكم والأخلاق في منطق الثورة الحسينية

بنيه وجمعهم فقال :
.. إنا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله وإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يقول :
إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقول : هذه غدرة فلان وإن من أعظم الغدر ألا أن يكون الشرك بالله أن يبايع رجل رجلاً على بيع الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثمّ ينكث بيعته ، فلا يخلعنّ أحد منكم يزيد ولا يُسرعنّ أحد منكم في هذا الأمر فتكون الصيلم بينني وبينه ..(1) .
لم يخذل ابن عمر الثائرين على يزيد فحسب بل نسبهم إلى الغدر وحمّلهم بعض ألويته يوم القيامة والأنكى من ذلك حقاً أنّه اعتبر الثورة على يزيد من اعظم الغدر وهو ثاني الشرك بالله سبحانه عنده وهذا الموقف يعتبر اعظم مساندة حظى بها يزيد من رجل كابن عمر .
وممّا يدعوا الباحث إلى الحيرة ان ابن عمر كان يعد نفسه رجلاً من أهل المدينة يورد إذا أوردوا ويصدر إذا أصدروا فما باله انفرد اليوم عنهم بهذا الموقف الغريب ؟!
بعث الإمام اميرالمؤمنين (عليه السلام) كميلاً النخعي إلى عبدالله بن عمر فجاء به فقال انهض معي فقال : انا مع أهل المدينة إنما أنا رجل منهم وقد دخلوا في هذا الأمر فدخلت معهم لا افارقهم فإن يخرجوا اخرج وان يقعدوا أقعد (2)
هذا أمس حين كان الداعي علياً اما اليوم فقد تغيّرت الحال حين انصبّت عليه البدر والرضائخ فلم يعد من أهل المدينة وراح يهدد من يخرج على يزيد بالصيلم وهي الداهية أو السيف .
وإذا كان ابن عمر بهذه المثابة أزاء حكم يزيد فكيف يحمل على المعارضة له ويعتبر احد رجالها والصحيح أن الرجل معارض للثائرين على يزيد وهو من الراضين بحكمه على كل حال أليس هو صاحب الشعار المعروف :

——————————————————————————–

(1) ابن سعد ، الطبقات ، ج4 ص183 ، ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج8 ص218 .
(2) محمد رضا ، الإمام علي بن أبي طالب ، ص87 .

 

شاهد أيضاً

أسباب الثورة الحسينية

أسباب ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإصلاح من الفساد الإموي، ...