الرئيسية / تقاريـــر / المحور الأمريكي يتراجع أمام محور المقاومة في سوريا – نجم الدين نجيب

المحور الأمريكي يتراجع أمام محور المقاومة في سوريا – نجم الدين نجيب

صمود محور المقاومة، هو الذي دفع ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي لتسوية الأزمة السورية، الى اعداد ورقة تضمنت رؤيته الى تسوية الأزمة السورية ابتعد فيها كثيرا عن مواقف المعارضة القادمة من الرياض
منذ خمسة اعوام والتحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي يضع مواعيد لرحيل الرئيس السوري بشار الاسد.

 

فقد ترواحت هذه المدد بين اسابيع واشهر، وباتت جملة: “على بشار الاسد ان يرحل سلما او حربا” التي ما انفك يكررها وزير الخارجية السعودي عادل جبير، طرفة يكررها الظرفاء، لکن ریاح تطورات الاوضاع في سوريا والمنطقة والعالم لم تهب كما يشتهي المحور الامريكي الصهيوني العربي الرجعي، فما زال الاسد رئيسا لسوريا وقواته تتقدم في ارض المعركة، فيما تتراجع “داعش” والجماعات التكفيرية الاخرى.

 
تراجع “داعش” و”جبهة النصرة” في الميدان، ارتد الى الميدان السياسي ايضا فلم يعد هناك بين مسؤولي الدول التي تدعم “داعش” و”النصرة”، مثل امريكا والسعودية وقطر وتركيا، من يتحدث عن “رحيل” الاسد، او حتى التفكير في هذا الموضوع، بل ان البعض اخذ يؤكد على ضرورة التعاون مع الاسد من اجل التصدي لارهاب “داعش”، بعد ان انقلب السحر على الساحر، كما شهدنا بعض تجليات هذا الانقلاب في باريس وبروكسل.

 
اخر جهة مهمة كانت تؤكد على رحيل الاسد، هي امريكا، التي ارسلت وزير خارجيتها الى روسيا للوقوف على راي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشان مصير الاسد، فاذا به يغادر موسكو وقد اقتنع بوجهة نظر بوتين الداعية إلى عدم مناقشة مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الراهنة.

 
هذه الحقيقة كشف عنها نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في مقابلة مع وكالة “إنترفاكس”، الروسية يوم الجمعة 25 اذار/ مارس، عندما قال:”أصبحت العملية السياسية الحالية ممكنة لأنه، في نهاية المطاف، وجدت موسكو تفهما في واشنطن لموقفنا الأساس بأنه ينبغي ألا تطرح قضية مستقبل الرئيس السوري على جدول اعمال المفاوضات في المرحلة الحالية”.

 
وتابع الدبلوماسي قائلا: “لقد أزحنا هذا الحجر من الطريق وتوصلنا في حوارنا مع الولايات المتحدة، وسائر أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا، إلى أن على السوريين أنفسهم أن يقرروا كيف ومتى سيكون ذلك مناسبا بالنسبة لهم في أثناء العملية التفاوضية”.

 
وشدد على ان “هناك مشكلات أخرى أكثر إلحاحا يجب التركيز على معالجتها، مضيفا أن بشار الأسد رئيس شرعي لسوريا وتتعاون روسيا معه على هذا الأساس، وكان هو الذي طلب من موسكو أن تقوم بعملية عسكرية في سوريا”.
وأضاف ريابكوف: “لا داعي على الإطلاق لشيطنة الأسد، وليس ذلك سوى محاولة لتحقيق أهداف جيوسياسية بوسائل فاسدة”.

 
هذا التراجع الامريكي وهذا الصمت السعودي وهذا الانكفاء القطري وهذا التقهقر التركي، وهذا الانتصار السوري المدوي، ما كان ليحدث لولا صمود الجيش والشعب السوري ودعم محور المقاومة الممتد من ايران والعراق حتى لبنان، والموقف الروسي الداعم لهذا المحور، الذي ظل متماسكا قويا رغم كل الضغوط العسكرية الهائلة والحرب النفسية المكثفة التي استخدمت ضده خلال السنوات الخمس الماضية.

 
صمود محور المقاومة، هو الذي دفع ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي لتسوية الأزمة السورية، الى اعداد ورقة تضمنت رؤيته الى تسوية الأزمة السورية ابتعد فيها كثيرا عن مواقف المعارضة القادمة من الرياض، فقد ضمت الورقة ما بين 10 و12 بندا، لا اشارة فيها من قريب او بعيد الى الرئيس السوري بشار الاسد، ونصت على ضرورة احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها والتمسك فيها بدولة ديمقراطية متعددة الطوائف تقوم على التعددية الاجتماعية والسياسية، وتمثل جميع مكونات المجتمع السوري وتمنحهم حقوقا متكافئة.

 
وشددت الورقة على ضرورة الالتزام في سوريا ما بعد التسوية، بسيادة القانون واستقلال السلطة القضائية والمساواة في الحقوق وغياب التمييز واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للإنسان، وتشكيل جيش سوري موحد تنخرط في صفوفه الفصائل المسلحة التي ستقبل بالدستور الجديد وتعترف بالحكومة الانتقالية، ومكافحة الإرهاب.

 
الملفت في ورقة دي ميستورا انها اكدت على ان الحکومة الموسعة المزمع تشكيلها من السلطة والمعارضة يجب ان تشكل النساء فيها ثلث عدد الوزراء، الامر الذي اعتبره البعض ضربة قوية للسياسة السعودية ازاء سوريا، والجماعات التكفيرية التي تدعمها.

 
البعض اعتبر تفجيرات بروكسل ومن قبلها باريس، وتمرد “داعش” على اسيادها، سببا في تراجع المحور الامريكي الصهيوني العربي الرجعي في سوريا، الا ان الاصح والاكيد هو ان صمود محور المقاومة امام الحرب الظالمة التي فرضها المحور الامريكي، عبر العصابات التكفيرية، على الشعب السوري، هو السبب الرئيسي وراء تراجع المحور الامريكي في سوريا.

 

 

شاهد أيضاً

شهداء وجرحى بتفجيرات إرهابية في منطقة السيد زينب (ع) بسوريا

استـشهد 6 أشخاص على الأقل وأصيب 23 آخرون الخميس جراء انفجارات في منطقة السيدة زينب ...