الرئيسية / بحوث اسلامية / الجهاد ومنزلته في الإسلام

الجهاد ومنزلته في الإسلام

الموعظة القرآنية:
قال الله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ .

ما هو الجهاد؟
تشتّق كلمة “الجهاد” من “الجَهْد” و”الجُهْد” بمعنى “المشقّة والعناء” وبمعنى “الوسع والطاقة”، وعليه، يكون معنى الجهاد: بذل الوسع والطاقة وتحمّل المصاعب في مواجهة العدو.

وقد استخدم القرآن المجيد في آياته – التي تحدّثت عن هذا الموضوع – مفردتين اثنتين هما: الجهاد والقتال.

وتطلق كلمة الجهاد غالباً على عملية صَدِّ العدوّ عن طريق الحرب، إلاّ أنّ معناها يتّسع ليشمل دفع كلّ ما يمكن أن يُصيب الإنسان بالضرر، كالمواجهة مع الشيطان الذي يُضلّ الإنسان، أو النفس الأمّارة التي تدعو إلى ارتكاب السيئات، حيث وصفت بعض الروايات مخالفة هوى النفس بالجهاد الأكبر، فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر” .

وقد اعتبر بعض المفسِّرين أنّ آيات الجهاد الواردة في القرآن الكريم ناظرة في الواقع إلى هذين النوعين من الجهاد: جهاد النفس وجهاد العدو.

فعلى سبيل المثال، يرى العلّامة الطباطبائي أنّ معنى الجهاد في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ ، وقوله: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ﴾ ، أعمُّ من الجهاد الأصغر والأكبر، بدليل القرائن الموجودة في هذه الآيات نفسها.

وكذلك، فسّر العلّامة الطبرسي معنى الجهاد في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ بجهاد الكفّار، وبمجاهدة أهواء النفس .

أمّا كلمة “القتال” فهي بمعنى الحرب، ولم تستعمل في القرآن المجيد سوى للإشارة إلى الحرب مع العدو الظاهري والخارجي.

وأمّا اصطلاحاً فقد عرّف الفقهاء الجهاد بأنّه: “بذل النفس وما يتوقّف عليه من المال في محاربة المشركين أو الباغين على وجه مخصوص أو بذل النفس والمال والوسع في إعلاء كلمة الإسلام، وإقامة شعائر الإيمان” .

وحدّد الإمام الخامنئي معنى الجهاد ومعياريّته، حيث قال: “الجهاد هو كلّ كفاح من أجل تحقيق هدف سامٍ مقدّس. والملاك في صدق الجهاد هو أن تكون هذه الحركة موجّهة، وتواجه عقبات تنصبّ الهمم على رفعها. فهذا هو الكفاح. والجهاد

هو مثل هذا الكفاح الذي إذا كان ذا منحى وهدف إلهي فسيكتسب بذلك طابعاً قدسياً” .

شاهد أيضاً

ما هي أهمّيّة الجهاد؟

عندما نتفحّص آيات القرآن الكريم والروايات الشريفة نجد أنّه قلّما نزلت آيات بشأن فرعٍ من ...