الرئيسية / تقاريـــر / كيف ينظر الاسرائيليون الى شخصيّة السيد نصرالله؟

كيف ينظر الاسرائيليون الى شخصيّة السيد نصرالله؟

المخاوف الاسرائيلية من التهديد الذي يمثله حزب الله، يترجمها جنرالات الحرب الاسرائيليين بمناورات عسكرية لفرق من سلاح المدرعات في الجيش الاسرائيلي، تحاكي سيناريو حرب محتملة مع «حزب الله» في المحميات الطبيعية وكيفية التعامل مع كشف الاهداف ورميها بنيران دقيقة .

جُلَّ ما يخافه الاسرائيليون… بعد التهديدات النوعية والاستراتيجية التي اطلقها امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، ان «حزب الله»، «المنشغل» بالمعارك العسكرية في سوريا، ودفعه فاتورة كبيرة من مقاتليه، لكنه يبقى متأهبا وجاهزا لاي رد، على اي عدوان قد يُشن على لبنان، في اي زمان ومكان، حتى في الحالة التي استبعد فيها امينه العام السيد حسن نصرالله، امكانية ان يكون الاسرائيليون في صدد شن عدوان، مستندا بذلك الى تقديرات ومعلومات ومعطيات وقراءات… لكن الحماقة الاسرائيلية تبقى حاضرة، وبقوة، في عقل «حزب الله».

المخاوف الاسرائيلية من التهديد الذي يمثله حزب الله، يترجمها جنرالات الحرب الاسرائيليين بمناورات عسكرية لفرق من سلاح المدرعات في الجيش الاسرائيلي، تحاكي سيناريو حرب محتملة مع «حزب الله» في المحميات الطبيعية وكيفية التعامل مع كشف الاهداف ورميها بنيران دقيقة، وآخرها المناورة التي جرت في الجولان السوري المحتل، واوقفت لإجراء ابحاث على النتائج. فقد سمع جنرالات الحرب وصنّاع القرار في الكيان الاسرائيلي، جيدا التهديد بضرب كل مكان في فلسطين المحتلة، بما في ذلك حاويات الامونيا والمفاعل النووي في ديمونا ومراكز ابحاث بتروكيميائية، كرد على اي عدوان اسرائيلي ضد لبنان، وهي تهديدات ادخلت الاسرائيليين مجددا في «الكوما» الامنية، حتى باتوا يشعرون بأن هزيمتهم محققة في اي حرب يشنونها على لبنان، لمواجهة «حزب الله» في قلب ساحته

.

«حزب الله» من اقوى المنظمات في العالم

يوما بعد يوم، ومع كل تشريح لواقع الصراع القائم بين اسرائيل و«حزب الله»، يكتشف قادة الكيان الاسرائيلي خبايا جديدة ومثيرة للاهتمام، في شخصية امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، يعتبرونها جديرة بالقراءة والدراسة، وغالبا ما يلجأون الى اجراء تعديلات على خططهم المرسومة ضد لبنان، وفق نصائح وتوصيات تصدر عن مركز ابحاث او معهد دراسات تم تسخيرها لمواكبة خطاب عدوهم الاول… «حزب الله» وتنامي قدراته القتالية والصاروخية، لكن الخلاصة تبقى، وفق ما يرى قائد ما يسمى «الذراع البرية» في الجيش الاسرائيلي غابي تسور، ان السيد حسن نصرالله نجح في تحويل «حزب الله» الى منظمة تعتبر من اقوى المنظمات في العالم، لناحية القدرات العسكرية وتنامي بنيته وقدراته القتالية وتعزيز ترسانته الصاروخية، وأشكال المواجهة التي يطمح للوصول اليها في المعركة المقبلة.

ووفق مصادر في شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية، يقول تسور: ان امين عام «حزب الله» شخص واسع المعرفة، ليس فقط في الأمور الاسلامية او العقائد العسكرية، بل هو خبير أيضاً خبير بمشاعر الجمهور الاسرائيلي، وبطريقة تفكيره وتحريك هواجسه والتأثير فيها في المسار العام للصراع القائم بين اسرائيل و«حزب الله»، وهو اعلن صراحة، انه يتابع عن كثب كل ما يُكتب في الصحافة الاسرائيلية، ويتابع ادق التفاصيل المتعلقة بالاسرائيليين ومزاجهم.

ويقول ضابط كبير سابق في الأركان العامة الصهيونية، ان «حزب الله» قام بتعزيز قوته وقدراته بدعم من إيران وسوريا، رغم مشاغله في سوريا، فالأمر هنا يتعلق بمنظمة قوية جداً من الناحية الفكرية وعناصرها يعرفون ما يجب فعله والمواصلة قدماً نحو أهدافها.

عين «حزب الله» على منظومة دفاع جوي

هل وصل «حزب الله» فعلا… الى القفزة النوعية والاستراتيجية التي تمكنه من وقف الاتنهاكات الاسرائيلية للاجواء اللبنانية؟ سؤال كبير يطرحه قادة الاحتلال الاسرائيلي، بعد ان اشار السيد نصرالله في آخر خطاب له مؤخرا، الى اهمية وضع حد لهذه الانتهاكات، وهي اشارة وُضعت في دائرة الدراسة الاسرائيلية، بعد ارباك ظهر في سلاح الجو.

وبرأي محرر الشؤون الأمنية في موقع «والاه» العبري، فإن «حزب الله» بات أكثر جرأة في الفترة الأخيرة، ويبدو أنه يشعر في ظل الوجود الروسي في المنطقة بالراحة لتركيز قدرات الكشف الخاصة به على طائراتنا، وان الاسرائيليين يتعاملون مع الاشارة التي اعطاها نصرالله بشأن الانتهاكات الجوية الاسرائيلية للاجواء اللبنانية، على انها حقيقة ينبغي التوقف عندها، قبل سنوات كان «حزب الله» يتمنى، او يسعى، لو انه يملك منظومة دفاع جوي، لم يكن يملكها لكن نياتها كانت موجودة، اليوم، يمكن لـ «حزب الله» ان يكون قد وصل الى مرحلة امتلاك مثل تلك المنظومة، ولكن لا ندري ان كان يملك النية لاظهار هذا السلاح الذي من شأنه ان يقلب الطاولة امامنا، مشيرا الى ان هناك العديد من التعقيدات يعيشها الطيارون الاسرائيليون مع كل طلعة في الاجواء اللبنانية، حيث يجهلون ماذا يملك العدو…ومتى يحين موعد ظهور ما يملكه من اسلحة ومنظومات جديدة، قد تؤثر سلبا في المهمات العسكرية والامنية الملقاة على عاتقهم، وهل هناك انظمة دفاع جوية استحدثها في لبنان «حزب الله»، حتى الان اسرائيل لا تملك مؤشرات على امتلاكه هذه المنظومة،

مخاوف اسرائيلية من اتساع النفوذ الروسي- الايراني من البوابة السورية

وفي السياق، فإن المخاوف الاسرائيلية من اوضاع «حزب الله» على جبهة جنوب لبنان، تتزايد مع اتساع النفوذ الروسي ـ الايراني في المنطقة من البوابة السورية، و«حزب الله» العدو الاول للكيان الاسرائيلي، مرتاح من المعطيات الميدانية الأخيرة التي جرت في معركة تحرير تدمر السورية، وهي معطيات ينظر اليها الاسرائيليون بعين الريبة، فضلا عن معادلات الردع التي رسخها السيد حسن نصرالله اخذت مكانها في الحسابات الاسرائيلية الى التصاعد.

ويقول المعلق الامني لصحيفة «معاريف» الصهيونية يوسي ميلمان… بعد تحرير الجيش السوري لمدينة تدمر، وما يمثل من انجاز ثقافي استعاد المدينة وآثارها، فضلا عن اهميتها الاستراتيجية والمعنوية، لكونها تقع على محور مركزي بين دمشق ودير الزور على الحدود العراقية مع سوريا، الامر الذي سيستغله الجيش السوري للتقدم نحو دير الزور وإعادة السيطرة على معابر الحدود مع العراق، فان الرئيس السوري بشار الاسد يحسّن وضعه في المفاوضات مع المعارضة على تسوية سياسية، وبشكل مفاجئ وقف النار الهش يُحترم، ومكانة الأسد المتعززة تتحوّل من مشكلة الى حل، ويبرز فشل السياسة الشرق أوسطية للرئيس الأميركي باراك أوباما.