الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / مزار العاشقين والعرفاء – شذرات من كلمات الإمام الخميني

مزار العاشقين والعرفاء – شذرات من كلمات الإمام الخميني

من الممكن أن يلجأ البعض، عن وعي أو بوحي من جهلهم، إلى تأجيج مشاعر الناس من خلال إثارة هذا التساؤل: أين أضحت ثمرة كل هذه الدماء والشهادة والإيثار؟

ولا شكّ أن أمثال هؤلاء لا علم لهم بعوالم الغيب وفلسفة الشهادة، ويجهلون بأنّ الذي يتوجّه للجهاد من أجل رضا الله تعالى فحسب، ووضع روحه على طبق من الإخلاص والعبودية، ليس بوسع حوادث الدهر أن تُسيئ إلى خلوده وبقائه ومنزلته الرفيعة. وكي يتسنّى لنا إدراك قيمة وعظمة النهج الذي اختطّه شهداؤنا، لا بد لنا من طيّ طريق طويلة وأن نبحث عن ذلك في رحاب الزمن وتاريخ الثورة وأجيال المستقبل.

ومن المؤكّد أنّ دماء الشهداء هي التي صانت الثورة والإسلام. وهي التي أعطت دروس المقاومة لشعوب العالم إلى الأبد. ويعلم الله أن طريق ونهج الشهادة ليس له نهاية، وستقتدي الشعوب والأجيال القادمة بنهج الشهداء. وستكون تربة الشهداء الطاهرة مزاراً للعشاق والعرفاء والمخلصين ودار الشفاء للأحرار إلى يوم القيامة. فهنيئاً

لأولئك الذين التحقوا بركب الشهادة.. وهنيئاً لأولئك الذين ضحّوا بأرواحهم ونفوسهم في قافلة النور هذه.. وهنيئاً لأولئك الذين ربّوا في أحضانهم أمثال هذه الجواهر . إنّ ما تمّ من إنجاز كان إلهياً، وقد تحقّق لأنّ مجتمعنا أصبح بوضع آخر وتحوّل تحوّلاً إسلامياً بحيث أصبحت الشهادة بالنسبة له فوزاً عظيماً.

كنت في النجف وقد جاءني أحد الشباب، حسن الطلعة، في العشرينات من العمر، وأقسم عليّ أن أدعو له بالشهادة. هذه الروحية حملتها الأمهات اللاتي قدّمن اثنين أو ثلاثة من أبنائهنّ وحينما كنّ يأتين لزيارتنا كنّ يقلن: إنّهم فداء للإسلام، وإنّ لدينا أبناء آخرين على استعداد للشهادة.

روحية الفداء هذه هي نفس الروحية التي تقيّضت للناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومكّنت المسلمين خلال نصف قرن تقريباً من بسط سيطرتهم على الدنيا آنذاك، هذه الروحية ظهرت في شعبنا ودفعت أبناءه للتضحية والفداء بشوق ورغبة. هذه الروحية هي التي حقّقت النصر لنا، فلم يكن الأمر فلسفة ولا تنظير ولا فقه في الإسلام، لم يكن أي شيء من ذلك، إنّها الروحية التي ظهرت بين أبناء شعبنا والتحرّك الغيبي الذي أحدث مثل هذا التحوّل الروحي لمجتمعنا خلال مدة قصيرة، ولا زال هذا التحوّل الروحي يرافقنا حتى الآن .

شاهد أيضاً

شذرات من كلمات الإمام الخميني – حريّة الروح

لماذا يساورنا القلق ونحن نقوم بواجبنا؟ إنّ القلق يساور من يسير خلاف طريق الحقّ. وهو ...