الرئيسية / من / طرائف الحكم / تكامل النبات والحيوان في الإنسان

تكامل النبات والحيوان في الإنسان

إن نعمة البيان التي مَنّ الله تعالى بها على الإنسان ودعّمها بدرك المعاني وتثبيتها وتسجيلها، استلزمت ان يصبح النبات والحيوان إنساناً في تخطي مراحل الوصول إلى التكامل أي ان يصبح جزءاً من بدنه، فيكون من شرف الخضار والثمار ولحوم الضأن ان يشتهيها الإنسان المؤمن فتصبح جزءاً من بدنه ثم من لسانه الذي سينطق انذّاك قائلاً الله اكبر والحمد لله بنطقه التكويني، لأن امنية تلك الموجودات ان تصل بدورها إلى الكمال.

 

 

التمر مثلاً ليس لديه لسان يستطيع ان يسبح الله تعالى به تسبيحاً لسانياً، لذلك فهو يتمنى ان يصبح جزءاً من بدون الإنسان المؤمن وان يصدع قائلاً (سبحان الله فالق الحب والنوى) وأن يردد قائلاً (الحمد لله رب الانهار والاشجار) وهكذا الحال تكويناً لدى الحيوانات من الانعام وغيرها. فحرام على الإنسان الذي قدّم له البارئ كل ذلك لينعم به ثم يضع لسانه وفكره وقلمه في غير رضا الله (جل وعلا).

 

وعلى ذلك يكون شأن البيان هو اظهار شؤون الربوبية، وما سائر الأمور الأخرى الاّ مقدمة لهذه الحقيقة، لأن الادراك العقلي سوف يترجم إلى ألفاظ لسانية، فحقيقة التوحيد العقلي والإيمان بالله تعالى يستدعي جريان قول لا اله إلاّ الله على لسان المرء، وعندما يتعرف المرء على كرم الله ينادي بلسانه يا كريم ويا رحيم، وعندما يقف الإنسان على ذنوبه وآثامه يردد قائلاً يا غفور، يا شكور طلباً للصفح والمغفرة.

 

إذاً اللسان ترجمان العقل والقلب الفهم، فهل ترون كل ذلك لا يستدعي ولو القليل من الشكر لله عز وجل؟!

شاهد أيضاً

انهيار الجليد القطبي وخطره على حياة الإنسان

الوقت- باتت مسائل بيئية كبرى كالإحتباس الحراري وذوبان الجليد في القطبين وتغيير المناخ تحديات كبرى ...